الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وهم الخلافة على شواطئ ليبيا ومشروع الأمة الديمقراطية


وما زال السلطان العثماني أردوغان يتغنى بأمجاد أجداده من القراصنة من أمثال بربروس الذي لم يكن يشغله سوى جمع المال والذهب وسرقتها من البحارة في مياه المتوسط قبل مئات السنين، والذي احتل صفة القرصان بكل معنى الكلمة قبل أن يتحول إلى فاتح وخليفة في الباب العالي للسلطنة العثمانية. ها هو الآن أردوغان يهرول على خُطى بربروس في القرصنة وسرقة خيرات ليبيا والجزائر وكذلك غاز المتوسط، يسير على نفس خُطى أجداده وكأن التاريخ يُعيد نفسه في نفس المكان وإن اختلف الزمان.

أردوغان الذي لا يرى إلا نفسه وكل من دونه ما هم سوى عبيد ومرتزقة. وكل من يقول له لا، فهو بكل تأكيد من الإرهابيين الذين يجب معاقبتهم على فعلتهم هذه. ليست بهذه العقلية فقط يحكم أردوغان الداخل التركي، بل تعدى الداخل وراح يفرض وصايته وانتدابه على الخارج أيضًا بعد أن فشل في تحقيق ما يريده في سوريا.

يظن أردوغان بأنه بمقدوره أن يتقرب من الجيش الليبي الذي يعمل على تحرير أراضيه من المرتزقة، مثلما يقترب من المعارضة السورية التي ارتمت في احضانه وباعت سوريا ومن فيها من أجل أن يرضى عنهم ويرمي لهم فتات ما يتبقى من وليمة الذئاب. المعارضة السورية المتمثلة بالإئتلاف ومثلها السراج يتشابهون في الكثير من الأمور وما يقدمونه لأردوغان على ضفتي المتوسط الشرقية والجنوبية.

إذ، وافق الائتلاف السوري من المعارضة المسخة على بيع سوريا لأردوغان ومباركته على احتلاله لمناطق في الشمال السوري ومساعدته على تتريك المدن المحتلة وتهجير أهلها كما جرى في عفرين وجرابلس وسري كانيه وتل أبيض ورفعوا الأعلام التركية على رؤوسهم قبل أن يرفعوها على مقراتهم، هو نفسه السراج الذي حاول أن يبيع ليبيا لأردوغان ويوقع معه نفاهمات الذل الأمنية والعار في المتوسط ويسرق البنوك الليبية لينقلها إلى تركيا. 

هي المعارضة المستباحة والعاهرة التي تبيع كل شيء نكاية بالشرفاء من أبناء الوطن. سقطت المعارضة في سوريا وكذلك في ليبيا ولا فرق بينهما إلا بمستوى الذل والإهانة اليوم والعار في المستقبل.

سقط مشروع اردوغان في الشمال السوري أمام مقاومة قوات سوريا الديمقراطية وبين توازنات القوى الدولية، وكذلك سيسقط مشروع أردوغان أمام ضربات الجيش الوطني الليبي والمقاومة التي يبديها. مقاومة أبت إلا وأن تصنع رموزها أمام انهيار مشروع الخلافة العثماني إن كان في الشمال السوري أو على شواطئ ليبيا والجزائر، وما بينهما من مياه والوطن الأزرق الذي يبتلع كل من لا يعرف قراءة التاريخ والجغرافيا. لا يمكن للوهم أن يبني خلافة أو سلطنة إلا في مخيلة الشخوص الذين يعيشون خارج التاريخ والجغرافيا. وأما المقاومون الذين يدركون ذلك فالتاريخ يضحك لهم ويفتح لهم الأبواب على مصراعيها لصناعة التاريخ من جديد وليأتي من بعدها المثقفين والكتَّاب لكتابة تاريخ المقاومة المجتمعية من جديد والتي يكون هدفها بناء المجتمع والانسان الحر.

لا يمكن للعبيد إدراك التاريخ وفهم مكنوناته فما بالك من كتابته وصنعه. العبيد لهم وظيفة وحيدة فقط وهي محاربة الأحرار وكل من ينادي بالحرية والكرامة ويعملون كل مافي وسعهم كي يبقوا عبيد مطيعون يكون السلطان راضٍ عنهم، وهذا كل أهدافهم ومبتغاهم. 

في زمن المشاريع الطائفية الاقليمية الشيعية منها التي تخطط لها ايران وأذرعها لتشكيل الهلال الشيعي، وكذلك السنية منها والتي تخطط تركيا له عبر مرتزقتها لتشكيل بدر الخلافة العثمانية. وبين هذبن المشروعين هناك مشروع الشرق الأوسط الكبير الدولي الذي يسعى لتفتيت المنطقة وتقسيم المقسم فيها. وهذه هي المشاريع المتصارعة والتي تتحارب من أجل فرض هيمنتها السلطوية في المنطقة. وبين كل هذه المشاريع ثمة مشروع ينمو بين رياح الصراعات والحروب المدمرة ألا وهو مشروع الأمة الديمقراطية الذي تبنته شعوب شمالي سوريا والذي يعتمد على أخوة الشعوب التعايش المشترك فيما بينها، والذي من خلاله استطاعت قوات سوريا الديمقراطية القضاء على داعش ومشروع أردوغان الأب الروحي لكافة التنظيمات الارهابية والمرتزقة في المنطقة عامة من سوريا وحتى ليبيا. 

تبني مشروع الأمة الديمقراطية ربما يشكل الضربة القاصمة لظهر البعير أردوغان ومرتزقته في كل مكان، وبنفس الوقت الحيلولة لوقف الانحدار والإنزلاق نحو الاقتتال وبناء المجتمع الاخلاقي والانسان الحر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط