الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

داعش وكورونا وأردوغان


وما زال العالم مشغول بحكاية الانتهاء من داعش منذ مارس من العام المنصرم والتي كانت مدينة الباغوز تُعد آخر جيوبه التي اختبأ فيها واستسلم بعد أن لم يبق لهم أي حيلة للاستسلام لقوات سوريا الديمقراطية، التي أبدت تضحية منقطعة النظير في تصديها لهذا الميكروب والجرثوم والذي أصاب الكثير ممن كانت بنيتهم الفكرية هشَّة وضعيفة والآن يتم اعتقال فيروسات داعش ضمن معتقلات وسجون وعديدهم بالآلاف هم وعوائلهم ومن الكثير من الجنسيات التي توجهت لسوريا بمعية ودعم مباشر من أردوغان.


ونحن لم نزل ننفض عنا غبار فيروس داعش طلَّ علينا فيروس آخر من أقاصي المشرق من الصين لتعلن عن تفشي فيروس آخر تم تسميته كورونا، ليقضي على المئات من الناس ويصيب الآلاف في الكثير من الدول حول العالم. ملفت للانتباه ظهور مثل هذه الفيروسات بهذه السرعة وانتشارها على بقعة جغرافية ليست بصغيرة لتنشر الرعب والهلع بين عموم البشر أينما كانوا.


كورونا الذي قيل عنه الكثير في وقت قصير وعن أساليب انتشاره بهذه السرعة ويصيب كل من كانت بنيته الجسدية ضعيفة، وليحول مدنا بأكملها لمدن أشباح تُجبر الجميع اتخاذ التدابير منه، وحتى أنه تم فرض الكثير من

حالات الامتثال والبقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورات القصوى، منعًا لانتقال أو انتشار العدوى بين الناس. وما زال العالم يحارب هذا الفيروس الخبيث للقضاء عليه. والكل يدعوا للشعب الصيني بالصبر للشفاء العاجل منه. والقضاء عليه في نفس الجغرافيا التي ظهر فيها لعدم انتشاره أكثر.




عدم انتشاره أكثر لأن شعوب مشرق المتوسط قد ابتلت بفيروس أخطر بعشرات المرات من فيروس كورونا الذي يمكن احتوائه وإن كان بقليل من القرابين له. الفيروس الذي ابتلي به مشرق المتوسط والشمال الأفريقي لعُمري هو أكثر فتكًا من الكثير من الفيروسات التي ظهرت واختفت فجأة. إنه فيروس اسمه أردوغان الذي منذ أكثر من عقدين انتشر كالنار في الهشيم في الكثير ممن لديهم بنية فكرية هشَّة وجسدية وضعيفةمتأسلمة. العامل الوحيد الذي يجمعهم هو البنية غير الأخلاقية للإخوان المسلمين الذين كانوا وما زالوا يُعتبرون الأرضية الخصبة لظهور مثل هكذا فيروسات بعيدًا عن الزمكان، ويتشاركون نفس المنطق الثورجعية لخداع البسطاء (القطيع) من الناس على أنهم من سيرسلهم للفردوس المفقود غير الموجود سوى في أوهامهم.




ثمة الكثير من أتهم جهات بعينها لصناعة فيروس داعش ونشره في مشرق وجنوب المتوسط ليقتل البشر ويحرق الشجر ويهدم الحجر وفي النهاية خلق مجتمع مسخ كوجوههم عفى الزمن عليها وأكل. يسعون استجلاب الماضي بلغة وكلمات المستقبل بعد تزيينها بألف مصطلح ومصطلح، لتبقى نيتهم في أحسن مستواها هي أن يكون أردوغان خليفتهم، فما بالك بالقطيع الذي يسير أو سيسير خلفهم. نعم ربما تكون ثمة جهة عملت على صناعة داعش كي تستخدمها من أجل مطامعها ومصالحها لزيادة سلطتها وسيطرتها على المنطقة.




كذلك ثمة البعض يتهم نفس الجهة على أنها من قامت بصناعة فيروس كورونا في المختبرات لتنشره في أقصى المشرق لإشغاله به وتهديده بوباء داخلي، بعد إضفاء الصيغة الربانية عليه ليردد أصحاب اللُحى والعمائم أنه

عقاب رباني على ما صنعت أيدي الصينيين بحق المسلمين.


هي هي العقلية لا تختلف البتة إن انتشر فيروس داعش نرى هذا القطيع يسير وراء أردوغان ويدعون له بالنصر ويقرأون سورة الفتح في كل غزوة يقوم بها. وكذلك يصفون كورونا بأنه من جنود الله الذي سلطهم على الظالمين.

يعني أنهم نفس القطيع يسيرون خلف سراب وأوهام من العيش الماضوي العفن للوصول للفردوس المفقود والمجهول.


داعش وكورونا وأردوغان هم فيروسات أصابت منطقة المشرقين المتوسط والأقصى وما زالت الحرب على هذه الفيروسات مستمرة رغم أنه تم القضاء على أحد هذه الفيروسات وهو داعش. إلا أن ما بقي من الفيروسات هم أخطر وهم أصلاء بعد أن تم القضاء على الوكلاء. وكلنا أمل وثقة في أنه كيف أن قوات سوريا الديمقراطية قد قضت على داعش والآن الشعب السوري برمته يحارب الجيش التركي ومرتزقته على الجغرافيا السورية إن كان في إدلب أو الشهباء أو سري كانيه/ رأس العين، كذلك نثق بالشعب الصيني أنه قادر على القضاء على فيروس كورونا في أقرب وقت وبذلك تتخلص المجتمعات في هذه الفيروسات الخطيرة على البشرية.




طبعًا لا يمكن أن ننسى تضحيات الشعب الليبي ومن يقدمون الدعم لهم الذين يسطرون ملاحم البطولة والشجاعة أمام مرتزقة أردوغان من الفيروسات التي تم جلبها من سوريا ليزج بها في المستنقع الليبي.



القاسم المشترك الوحيد بين هذه الفيروسات ومن صنعها هي نشر حالة من اليأس من الحياة والتخبط بأولوياتها وهي بالمحصلة من نتائج القوى المهيمنة غير الأخلاقية التي تسعى للربح الأعظمي ولو كان على حساب الشعوب والمجتمعات. والحل البديل لذلك هو الإصرار على بناء المجتمع الأخلاقي الذي تكون دعامته أخوة الشعوب والتعايش المشترك وبناء الأمة الديمقراطية. حتى يكون بالمستطاع القضاء على البنية الفكرية والأرضية الخصبة الهشَّة لظهور مثل هذه الفيروسات التي تعتمد التفرقة الأثنية والطائفية لانتشارها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط