الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحياة الآخرة لكورونا


منحتني الصحافة سُلطة من نوع خاص! ثروة الكتابة.. خربشة المسئولين.. مناورة السلطة..الجلوس علي طاولة الوزراء وكبار المسئولين... طلة تليفزيونية.. أحاديث إذاعية..لياقة الشخصية..وضعتني في دائرة الإهتمام عند التجمعات والموائد المستديرة، فتحت أمامي النوافذ المغلقة.. زهوة لا يضاهيها شيئ ، جاه ووجاهة يفوقان المال ، مجد يَحسدك الكثيرون عليه.

 

كان ميزان الحياة أقيسه وتقيسه –أنت-  كم من الثروة جنيناها؟كم من الشهرة نلناها؟كم من المكانة وصلنا لها؟ كم نكنز من الذهب والفضة والألماظ ؟كم عندنا من الأولاد؟ما عدد الأطيان؟ما عدد أدوار البنايات؟ كيف نزيد عدد الأصفار في البنوك؟ في أي دولة سنقضي "الويك إند"؟ متي سأتولي أعلى المناصب؟ أسئلة لا حصر ولا نهاية لها!

 

كنت متخيل أن السطور والتساؤلات سالفة الذكر هي السلطة والجاه والسِيادَة والمنزلة والمكانة وكفي !

 

لكن مع جائحة كورونا بدأت استوعب أن أهم سُلطة في الدنيا هي (الحياة) وأن العِيشَة إحسان رباني ليس إلا، فالأنفاس كانت تدخل وتخرج ونحن لا نقدر قيمتها وربما لا نشغل بالنا بأنها ثراء رباني [لكن] بعد كورونا حتما  سنشكر الرب على كل شهيق وزفير.

فبينما كان الموت لا يشغلنا طالما نحن أصحاء وأقوياء بمناصبنا ونتناساه –أي الموت- عندما يحيط بنا المال والجاه والعزوة من كل جانب [أما] الأن مع كورونا فرائحة الموت ربما تطولكم ولو كنتم في بروج مشيدة، فرؤساء العالم وكبار قادتها أصبحوا أمام الفيروس سواسية مع مواطنيهم ليس الأغنياء فحسب بل أيضا مع الفقراء والمهمشين واللاجئين.

 

 والشاهد أن مشاهير السياسة والإقتصاد والرياضة علي مستوي العالم قد  إتخذوا من الحجر الصحي مأوي وسكن –ميركل..الأميرتشارلز.. و رئيس الوزراء الكندي وزوجته..ورئيس نادي ريال مدريد الأسبق لورنزو سانز..ووزير الداخلية الاسترالي ..والممثل الأمريكي توم هانكس وزوجته.. وكبير مفاوضي بريكست لدى الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه..  وكريستيانو رونالدو .. وأسطورة الجاز الإفريقي مانو.. ولاعب كرة القدم الفرنسي بليز ماتويدي ووووو.

 

 لسنا يا مصريين بعيدون عن هذا إذا ما ظلت الإستهانة بالإجراءات الوقائية التي فرضتها الحكومة ، وبدون الإلتزام بالتعليمات ستفقدون تدريجيا يوم بعد يوم أهم سلطاتكم وسلطانكم وهي (الحياه)

 فانت مهدد بالموت والفناء في لحظة إستهتار،فمخالطة شخص مصاب –وأنت لا تدري- أو لمس سطح يستقر عليه الفيروس-وانت لا تعرف- يجعلك عرضة بضيق في  التنفس،وربما محركات الرئتين –لا قدر الله-  تقرر أن تستريح في لحظة لتكون علي عتبة الرحيل بكورونا.

الحياة الأخرة قريبة جدا من المستخفين بالفيروس،لذلك خذوا الأمر علي محمل الجد،وتحصنوا بالوقاية قدر استطاعتكم، فالأسبوع الحالي حاسم وفاصل،وأى استهتار أو تهاون سيؤدى لنتائج كارثية لا قدر الله،واستبشروا بأقدار الله فهو لطيف خبير.

فالثَّالُوث الوقائي هو-إلتزم بيتك .. إتبع تعليمات الحظر.. إستجب لإرشادات وزارة الصحة -

اللهم بلغت اللهم فاشهد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط