الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر وكورونا وفيروسات أخرى


سيل منهمر من الأخبار والمعلومات والنصائح والحقائق والشائعات والأكاذيب والمزايدات ينصب علينا عبر مختلف المنصات والمؤسسات والأنظمة والدول، منذ أن أخذ فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» يتخذ مسارًا آخر وقرر الخروج  من الصين، حيث كان إعلان ظهوره الأول، لينتشر في أقطار أخرى، يفصل بينها وبين الصين آلاف الكيلومترات، وكأن عدم خروجه عن حدود الصين، رغم سرعة الانتشار غير العادية التي صاحبت ظهوره، وكثرة الإخبار المتواتره عن عدد الإصابات والوفيات هناك كان مبررًا لعدم المبالاة التي تعامل بها العالم خارج الصين مع المرض إلي أن اجتاح أغلب دول العالم، وأصبح كارثة تعاني منها دول كثيرة، الأمر الذي جعل منظمة الصحة العالمية تعتبره جائحة عالمية.

في البداية روّج البعض أن المرض مؤامرة أمريكية على الاقتصاد الصيني. وقد وجدت هذه الفكرة قبولًا كبيرًا لدى كثير من الدول والأنظمه لأسباب عدة، منها أن اقتصاد الصين قبل ظهور مرض كورونا المستجد كان يمثل تهديدًا حقيقيًا للاقتصاد الأمريكي، وأن المرض كان محصورًا في الصين.



وظلت هذه الفكرة متأرجحة بين التصديق والتكذيب، لكن ما أعطاها المصداقيه وسرعة الإنتشار هو التغريدة التي نشرها المتحدث باسم الخارجية الصينية «تشاو لي جيان» وقال فيها إن الجيش الأمريكي ربما جلب فيروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية، وتساءل في تغريدته التي نشرها باللغة الإنجليزية: «متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟ كم عدد الناس الذين أصيبوا؟ ما هي أسماء المستشفيات؟ وختم:«ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى ووهان.. تحلوا بالشفافية! أعلنوا بياناتكم! أمريكا مدينة لنا بتفسير».

ثم بعد إنحصار المرض في الصين وبداية تعافي مدنها منه، وبدء انتشاره في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على وجه التحديد، ظهرت فكرة أخري مناقضة للفكرة الأولى، وخرج علينا من يقول إن الصينيين هم من خدعوا العالم كله بفيروس كورونا وأنقذوا اقتصادهم، وجعلوا الأمريكيين والأوروبيين يبيعون أسهمهم في شركات تكنولوجية ذات قيمة مضافة عالية بأثمان زهيدة للحكومة الصينية.

وحسب أصحاب هذه الفكرة فإن القيادة الصينية استخدمت تكتيكًا اقتصاديًا جعل الكل يبتلع الطعم بسهولة، إذ قامت بالتضحيه ببعض المئات من مواطنيها ليستفيد شعب بأكمله، وبهذا نجحت في خداع الجميع، حيث حصدت ما يقارب 20 مليار دولار أمريكي في ظرف يومين فقط، ولما تيقن أصحاب الاستثمارات الأوروبية والأمريكية أنهم خُدِعوا كان الوقت قد تأخر جدًا.

ولأن الحلقة لا تكتمل إلا بدخول الدب الروسي على الخط، فقد أعلن الخبير البيولوجي الروسي إيغور نيكولين أنه لا يمكن لفيروس كورونا بشكله الحالي الظهور طبيعيًا، بل على الأغلب أنه فيروس تم تصنيعه ، قائلًا إنه لا يمكن بصورة دقيقة تحديد مكان إنتاجه، ولكن حقيقة كونه خلق في المختبر واضحة جدًا. 

وأكد على ضرورة سماح الولايات المتحدة للمراقبين الدوليين بتفتيش مختبراتها، وإلا فستكون في مقدمة المشتبه بهم في إنتاج هذا الفيروس.

وكشف  العضو السابق في لجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجية عن وجود 25 مختبرًا بيولوجيًا أمريكيًا تعمل حول حدود الصين، مبينًا أن من بين تلك الدول الفلبين ولاوس وفيتنام  وكازاخستان وكوريا الجنوبيه وتايوان وبلدان أخرى تحتوي على تلك المختبرات البيولوجية الأمريكية، التي أنشئت وفق اتفاقات دولية.

وكلها سيناريوهات مبنية على نظرية المؤامرة، في ظلها تابعنا كيف تعاملت الدول مع الفيروس الجديد الذي تحول إلى جائحة بعد أن تضاعف خلال الأسبوعين الأولين من شهر مارس عدد الإصابات بالمرض خارج الصين ، وتضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء. 

ونأتي هنا إلي دولتنا مصر التي كانت من أوائل الدول التي تعاملت مع هذا الوباء بجدية تامة ومسؤولية كاملة، التي كانت من أوائل الدول العربية التي أعلنت عن تسجيلها حالات إصابه بهذا الفيروس، وبدأت منذ وقت مبكر الاستعداد للحد من انتشار الوباء ، وربما كان قبل ذلك بكثير بناءا علي رؤية فخامة الرئيس عبد الفتاح السييي الذي إهتم منذ توليه حكم مصر في ٢٠١٣ برفع كفاءة المنظومه الصحيه في مصر وتدشينه لعدة مبادرات صحيه نقلت النظام الصحي نقله نوعيه كبيره ومكنت النظام الصحي من الخروج من مشاكل تراكميه كبيره أصابت جسد الوطن بالكثير من الأمراض المتوطنه مثل فيروس سي وأمراض القلب والضغط والسكر وسرطان الثدي. مما أخرج مصر من مأزق كبير كانت ستقع به في حالة إنتشار فيروس كورونا في ظل وجود إصابات بالملايين بهذه الأمراض والذين كانوا معرضين للإصابه بل ونسبة وفاتهم نتيجه لتلك الأمراض كانت سترتفع جدا. ثم بعد ضهور الفيروس في مصر اتخذت كل الإجراءات الوقائيه لحماية مواطنيها المقيمين على أرضها والقادمين إليها دون التعرض للإصابه بهذا المرض.


ولعل من أهم أسباب انتشار المرض وفقدان السيطرة عليه في بعض الدول هو عدم الإهتمام بأخبار هذا الفيروس والتقاعس عن إتخاذ الإجراءات الإحترازيه المناسبه لمواجهة هذه الجائحه، لأن الانسياق وراء نظرية المؤامرة، سواء كانت هناك مؤامرة أم لم تكن، ربما يجعل البعض ينشغل بالجدل حولها، لكنه لا يجدي في مواجهة الأمراض والأوبئة عندما تصبح واقعًا يعاني منه البشر، مثلما هو واقع الحال الآن مع انتشار فيروس كورونا المستجد وتحوله إلى جائحة عالمية.

أيًا كانت الحقيقة، وأيًا كان سبب الفيروس، فنحن نواجه واقعًا صعبًا نتمنى أن يتجاوزه العالم بأقل قدر من الخسائر. ونتمني السلامه لجميع المصابين بهذا الفيروس ونطلب الرحمه لكل من إنتقل إلي السماء. ونشكر الله أن وهبنا رئيسا مثل فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي علي حكم مصر في الوقت المناسب لإنقاذها من فيروسات قديمه كانت منتشره في جسد الوطن مثل التعصب والتطرف والجهل والكراهيه والإنقسام والتشكيك والفساد والإهمال والإعتماد علي الغير والإستسلام لمنطق التبعيه. وأيضا حمانا من هذا الفيروس الجديد نتيجه لحكمته في إدارة تلك الأزمه وما بعدها وظهور مصر علي العالم كدوله كبيره قويه ثابته راسخه لديها نظامها الصحي القوي ومن وراءه قواتها المسلحه التي تمثل عمود الخيمه علي كل الأصعده وأيضا لديها نظامها الإقتصادي القوي الذي لم ينهار ولم تطلب العون ولم تعلن حاجتها إلي المساعدات بل أيضا قامت بإرسال الهدايا والمساعدات الطبيه والصحيه لكل من تراه يحتاج إلي المساعده. ألف تحيه لجيشها الأبيض وألف تحيه لقواتها المسلحه ولجميع مؤسساتها القويه التي تقف علي قدميها وتواجه بكل قوه أمام تلك الجائحه التي ضربيت أكبر الدول وأكثرهم قوه دون رحمه 
وحفظ الله مصر 
وحفظ شعبها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط