الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منسى الأسطورة.. وأشياء أخرى




"منسى بقا اسمه الأسطورة .. من أسوان للمعمورة" أغنية يرددها جنود الكتيبة 103صاعقة،  تثير بداخلك تلك الحماسة والروح العالية وتكشف عن قلوب ملتهبة بنيران الثأر من أجل أصدقائهم وقادتهم، تحكى بدون كلمات عن علاقات المحبة والأخوة التى تنمو وسط الشدة، ليست شدة المهزوم او الضعيف او قليل الحيلة، ولكن شدة الرجال المؤمنين بقضيتهم ووطنهم، شدة أولاد البلد الذين يقتسمون معا كسرة الخبز والماء والخندق نفسه في مواجهة الأعداء. 
أحمد صابر محمد علي المنسي، أيقونة معلقة في قلوب الأسر المصرية، هو الأبن لكل ام وأب والأخ والصديق الذى جدد بسيرته العطرة المعاني العميقة والأصيلة لحب الوطن المجرد من اى منفعة ذاتية، المنسى جعل كل مصري نال شرف ارتداء "الأفرول" عبر تاريخ القوات المسلحة بطل حقيقي، وليس مجرد رقم في كشف يقضى مدة إلزامية يحصل بعدها على شهادة تمكنه من السفر او العمل. 
خيط طويل من النور يمتد بين البطولات التى حققها "المنسى" ورجاله وبين الحكايات التى كان يسردها أبى جندي مجند سمير ينى خليل الذى التحق بالجيش عام 1965 حتى 1974، ورغم اختلاف الزمن والأحداث والأعداء إلا أن العقيدة العسكرية واحدة، والمواقف البطولية نابعة من محبة حقيقية وإيمان راسخ بالحق. 
أبى الذى مضى في الجيش نحو 9 سنوات كاملة، كان يحكى  بكل فخر عن زملائه من مختلف المحافظات الذين جمعهم معسكر واحد وطبق واحد وزمزمية مياه واحدة في كثير من الأحيان، وكيف كان يحفظ أسماء القادة ورقمه العسكري حتى وفاته في يناير 2014، لم يتذمر يوما على تلك الفترة بل كان دائما يستعيد ذكريات نكسة يونيو وأحداث حرب أكتوبر بكل التفاصيل وكيف تبدلت الهزيمة إلى انتصار وكيف أن حصل على "قدوة حسنة" في شهادة تأدية الخدمة العسكرية، وأنه وكل زملائه لم يفكروا أبدا في الموت ولكنهم كانوا يفكرون في الحياة وأرضهم وعائلاتهم وثأر زملائهم. 
مسلسل "الاختيار" يؤكد أن الفن ليس آداة للتسلية او الترفيه فقط، ولكنه وسيلة كاشفة عن أبعاد وتفاصيل إنسانية تحكم الحياة فهى التى قدمت البطل "المنسى" بكل تفاصيل شخصيته وأسرته ووالده الطبيب الذى يتفاني هو الآخر في رسالته، وهى أيضا أفرزت الإرهابي "هشام عشماوى" الذى كان من الممكن أن يكون أحد الأبطال الذين ينيرون حياتنا ببطولاتهم الاستثنائية. 
الأغنية ذاتها أكدت أن "شبراوي وحسنين عرسان قالوا نموت ولا يدخل مصر خسيس وجبان" إلا أن محمد ومصطفى وجرجس وعلي ومينا وأحمد وموريس وماجد وعمر وأحمد ورامي وبولا والقائمة تمتد لتشمل ملايين المصريين يرددون ذلك أيضا، بل أن كل من له شهيد وكل من له بطل نال شرف الخدمة العسكرية من حقه أن يضع اسمه بجوار "المنسى" ليكون أسطورة وسط أهله وأحبائه وأبنائه بتضحياته ومحبته التى كانت بلا شك من عوامل قوة وصلابة ووطنية جيشنا العظيم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط