الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصور القديمة


في البدء كان العالم مكونا من أربعة أفراد "آدم وحواء وقايين وهابيل"، حدث أن قايين اغتاظ من أخيه وقتله، وشربت الأرض من دم هابيل، رغم تحذيرات الله لقايين قبل ارتكابه أول جريمة بشرية على وجه الأرض التى كانت طيبة.


تبدأ الكراهية ولا تنتهي عندما لا ينظر الشخص أحدا في العالم إلا نفسه، وقتها لا يتقبل الخير لأحد حتى العطايا التى يمنحها الله لجميع مخلوقاته، تماما كما حدث في قصة الأخوين منذ بدء الخليقة.


يظن الشخص بداخله أنه دائما على حق وأن وجهة نظره هى الصواب وأن الآخرين لا يعرفون أكثر منه في  دروب الحياة وتفاصيلها، تنمو المشاعر السلبية مع تأكد فشل أفكاره ونجاح الآخرين وتفوقهم، وفي هذا التوقيت بدلا من أن يعيد حساباته يبدأ في تقييم الوضع من قاعدة الحظ الذى تخلى عنه وذهب إلى الآخرين. 


أسباب الكراهية كثيرة وعديدة، ربما أبرزها صعوبة تخلى البعض عن الصور الذهنية القديمة لأشخاص كانت حياتهم عادية تدور في مطحنة الأيام، استطاعوا بمجهودهم واحتمالهم مشقات كثيرة أن ينجحوا في عملهم أو دراستهم أو ساروا وراء أحلامهم إلى أن تحققت أو بدأت في الظهور، وقتها سيبدأ التشكيك في قدراتك وكيفية الوصول إلى المنطقة التى أنت فيها الآن، سيكون السؤال الذى لا يجرؤ أحد على توجيهه، كيف خرجت من الدائرة ؟.


قليلون هم الذين يدركون أن الخروج من الدائرة عادة يبدأ بالتمرد عليها وعلى قوانينها وأسلوبها، بل ونتائجها الحتمية في منتصف الطريق أو في نهايته، فمع أول نقطة ضوء تلمع داخل رأسك لن تستطيع بعدها أن تتخلى عن النور أبدا، سيحاول البعض أن يعطلوك ويمنعوك من الوصول ولكن الرجوع وقتها مستحيل.


ستجدهم يبتسمون وسيمدحونك ومن شدة اقترابهم لن يشك أحد في نواياهم وهم في الخفاء لا يملكون إلا التجريح في شخصك ومجهودك والتشكيك فيما وصلت إليه بكل الطرق، فقط لن يربحوا شيئا سوى مزيد من الإحباط والبؤس، وحتى يكتمل المشهد ستجد في وسطهم من لا يستطيع قول الحق في غيابك أو حتى حضورك، وهذه ماسأة أخرى لو تعلمون.


أصحاب الفطرة الطيبة والقلوب النقية والخارجون من الدوائر المغلقة يمضون إلى حال سبيلهم يزرعون الأمل، يتجاوزون الصغائر، يقدمون يد المساعدة للحالمين والمتمردين على أرضهم التى تنبت الشوك، يحلقون بعيدا بأجنحة تدربت على الطيران وعلى تجنب فخاخ الصيادين، هؤلاء مهما صعد نجمهم وزادت قوتهم، لن تجد فيهم شخصا يضر آخر أو يتسبب في أذى أحد ليس فقط لأنه لا يراهم ولكن لأن قلبه الضعيف لا يحتمل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط