الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تعلم المرح والضحك والتفاؤل


تمر علينا الأيام ثقيلة فى تلك المرحلة الفارقة فى حياتنا ، نشعر فيها بمشاعر مختلطة من الترقب والخوف والتشاؤم ، بل تسيطر على البعض مخاوف مرضية وإضطرابات هلع وزعر ، يوميًا تطالعنا نشرات الأخبار بأرقام عن عدد المرضى وعدد الوفيات ، وتزداد الحدة والشدة مع إنتشار الشائعات المخيفة عبر صفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الإجتماعى ، وفيديوهات الأطباء المغمورين بنصائح وأرشادات طبية ناتجة عن اجتهادات فردية ، وغالبيتها تذكرنى بوصفات شيخ العطارين فى الحارة المصرية القديمة ، عندما كان يتولى أمور الطب العطار.

 

نمر حاليًا بأزمة على الصعيد العالمى والإقليمى والمحلى ، وبدون الدخول فى تفاصيل إدارة الأزمة وخطوات التعامل معها ، اجد ان هناك نافذة لابد أن نفتحها فى الوقت الراهن لنطل بها على العالم من حولنا ، نافذة أرى أن تركها مفتوحة يجلب العديد من الإيجابيات سواء فى وقت التعامل مع الأزمة أو فى مشوار حياتنا بوجه عام.

 

وأجد ان غالبية البشر منذ قديم الأزل يبحثون عن السعادة وراحة البال والتفاؤل ، وفى العصر الراهن مع اشتداد الأزمات ورتم الحياة السريع وتباعد العلاقات الإجتماعية وأنتشار أمراض العصر الحديث ، كل هذا زاد من سعى الأنسان عن البحث عن السعادة والإحساس بالإطمئنان والهدوء والسكينة وراحة البال ، أصبح الكثير من البشر يسعون فى طلب الادوات التى تحقق لهم معرفة أنفسهم ومعرفة الأخرين وسبل أكتساب السعادة ومعرفة الذات ، سواء عن طريق قراءة الكتب التى تتكلم عن مفاتيح السعادة والنجاح ، أو المشاركة فى دورات تدريبية لذرع السعادة والتفكير الإيجابي بداخلهم ، او حضور المحاضرات لعلماء النفس والطب النفسي لتعلم كيف أكون إيجابيا وأطور من نفسي ، وطارة أخرى يلهث البعض وراء المنتجات الطبية ظننا منهم أن بها ماده لجلب السعادة والإستمتاع بالحياة والتخلص من المشكلات والصراعات الداخلية أو المحيطة ، أصبحنا نسابق الزمن لنحصل على مفرهات الأنفس وما يجلب لنا الراحة والبهجة والإنبساط .


وتركز التقارير والأبحاث النفسية ومن ملاحطتنا النفسية تفيد بأن التفاؤل عامل أساسي فى تحقيق الصحة النفسية للبشر على إختلاف أجناسهم وثقافتهم ومعتقادتهم ، فتشير التقارير النفسية التى قام بها كبار علماء النفس والطب النفسي أن هناك أربع خصال تميز الأشخاص السعداء ، وهى أنهم : يكنون لأنفسهم كل التقدير والإحترام بدون المزايده والغرور والتعالى والتكبر بالطبع ، ويشعرون بانهم قادرون على السيطرة على مجريات حياتهم ، ومتفائلون ، ويتصرفون على نحو منبسط وإجتماعى ، حيث تؤكد الإحصائيات أن التفكير الإيجابي أمر لاغنى عنه للوصول الى السعاده وبالتالى فالتفاؤل يحسن من صحتك النفسيه والعقليه وعلى النقيض من ذلك تشير نتائج الأشخاص المتشائمون أنهم يعانون من الإكتئاب والقلق والتوتر والقنوط وفقدان الأمل والإحباط والإنتكاس والنظرة التشاؤمية تجاه المستقبل.

 

وهناك العديد من نتائج الدراسات والأبحاث توضح أن العقل يلعب دورًا بارزأ فى تحديد مستوى صحة الشخص ، وان سلوكنا ما هو الأنتاج بما نفكر به ، وأن غالبية أمرضنا ناتجة عن أسلوب تفكيرنا ، والأصحاء يمتلكون موهبة التفكير التفاؤلى والذى يشمل على الثقه بالنفس وتحمل الشخص لمسؤلية حياته كاملة والتمتع يتوجه يتسم بالقدره على فعل أى شيء مع أمتلاك الإرادة والحظر. 

 

فأكتساب التفاؤل وتنميته بداخلك قد يعينك على أن تحيا عمرًا اطول ، وكثيرا ما نجد من المحيطين بنا لديهم امراض مزمنه وفتاكه ولكنهم يتحلوا بروح المرح والتفاؤل والضحكة لاتغيب عن وجوههم ونشعر انهم فى أحسن حال ، وعلى النقيض من ذلك كثيرًا ما نجد بعض الأفراد ممن يمتلكون الصحه والمال والحياه الرغده ولكن يتسمون بالتشاؤم والنظرة السلبية وكثرة الشكوى والهم والغم ، فالأمر كله يتوقف على أختيارك لطريقة تفكيرك ومنظورك للحياه ، بعيدًا عن القضايا الفلسفية الكبرى وبعيدًا عن المال والفقر والبيئة التى تعيش فيها ، وهناك العديد من الأمثله التى لايتسع الوقت لسردها على ان السعادة والنظرة الإيجابية للحياة تتوقف على قرار الشخص والتمسك بكل السبل التى تدعم وتغذى ذاك القرار.

 

ونحن ما احوجنا فى تلك الظروف التى تمر بنا ، نحتاج بشدة ان نتعلم وننمى التفاؤل والضحك والنظرة الإيجابية بداخلنا ولم يتأت هذا الأ من خلال أن نغيير حياتنا بتغيير توجهتنا العقليه ، أى تغيير أسلوب تفكيرنا ، نحن فى حاجه أن نهتم بنوعية الغذاء وكميته فالطعام الذى نأكله ينعكس على حالتنا المزاجية وصحتنا الجسدية ، ما أحوجنا لممارسة الحركة والنشاط سواء داخل منازلنا أو خارجها فالنشاط والرياضة والمشي يغير من كمياء المخ ويساعد على أفراز مضادات الأكتئاب ويضاعف من أفراز أفيونات المخ للشعور بالنشوة والإنبساط والبهجة والراحة إضافة لفوائد النشاط على الصحة البدنية للإنسان ، أستخدام نبره صوت مبتهجة فالأنسان يستشعر أية مشاعر إذا ما تظاهر بها فى اللحظة ذاتها ، فاذا أردت ان تستشعر حالة من السعادة فلتتصرف وكأنك شخص سعيد فدائما ما نقول للشخص مثل فى البداية حتى تتقن الدور وتقوم بتاديته وكانه طبيعى ، وبالعكس أذا أردت ان تشعر بالأكتئاب كما يحلو للبعض فلتجعله يصاحب كل تصرف لك.

 

أستخدام الفرد لكلمات تعبر عن التفاؤل والأيجابيه لها تأثير فعال على مشاعرنا وتوجهاتنا ، وكما يقولون أذا أردت ان تعرف عقل المرء فلتنصت الى كلماته ، يركز دائما المتشائمون على الشكوى ووصف مشاعرهم السلبية بدقة وظروف الحياه القاسيه وحالهم الكئيب ، بينما يركز المتفائلون السعداء على الحلول وكيف يتصرفون للتعامل مع الأزمه والموقف الراهن والتركيز على الفرص المتاحة.

 

الضحك ومشاهدة الأفلام والطرائف والمواقف الكوميدية ونشر الضحك للبيئة المحيطة بالشخص من الأشياء التى تعود على الشخص بالإيجابية والسعادة وتفريغ الطاقه السلبيه التى بداخلنا ودائما يقال الضحك يجلب الضحك ، هناك بعض الأوقات نحتاج فيه لاستخدام الكوميديا والأفشات والتعليقات الساخرة لجلب مزيد من البهجة والمرح لانفسنا وللمحيطين بنا ، فالتحفظ طوال الوقت شيء سلبي ولايساعد على تطور ونمو الشخصيه بصورة ايجابية.

 

نحن فى حاجة ماسه فى تلك الايام ان نكتسب بعض المهارات لنطور بها من شخصيتنا ونطور بها من تكوين شخصية أبنائنا ، فى حاجه لخلق جو أسرى عائلى مبهج نستثمر الوقت فى سلوكيات ايجابيه نتاج لطريقة تفكير ايجابيه وبالتالى نحصد من وراء كل هذا إنفعالات ايجابيه ومشاعر سعادة ، قد يبدو الأمر سهل او بسيط لدى البعض ولكن الأمر يحتاج لاكتساب مهارة قد تكون غائبة أو بعيدة كل البعد عن البعض ، فالنبدأ ولا نتردد فى إسعاد أنفسنا وإسعاد المحيطين بنا .

 وللحديث بقية... 



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط