الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سد النهضة والضربة القاضية


يعتبر سد النهضة من المسائل التي تسببت في القلق للشعب المصري وتحديدًا في الفترة الأخيرة، خاصة بعد تصريحات رئيس وزراء أثيوبيا المتعنتة والمتعمدة بخصوص قرار ملئ السد في شهر يوليو المقبل، ولكن دعني أوضح لك يا عزيزي القارئ إن كل هذة التصريحات العنترية ما هي إلا مناورة سياسية فاشلة حتي يستطيع" أبي أحمد" التغلب علي مشاكلة الداخلية بخصوص الأزمة الدستورية، والتي نتجت عنها تأجيل الأنتخابات الرئاسية للعام المقبل، والتي صنعت حالة من الغضب السياسي الداخلي، وكان نتاجها إستقالة رئيسة البرلمان الأثيوبي وسوف يتم التراجع بالكامل عن قرارات الملئ حتي يكون السد ورقة سياسية مناسبة مساعدة للحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة، إضافة إلى أن سد النهضة نفسة غير مؤهل للملئ بسبب عدم أكتمال أنشائاته، وليس له أي فوائد كهربية تستحق المجازفة والتداعيات التي سوف تدخل فيها أثيوبيا مع دول المصب أو حتي أمريكا والبنك الدولي وفعليًا «سد سرج»، هو الذي سوف يتم ملئه الفترة القادمة، وللمعلومة ليس له أي تأثير مطلقًا علي دول المصب. 
ولكن الموقف الحالي وبعد التزام الجانب المصري كاملًا بكل أشكال المفاوضات السلمية ولمدة زمنية طويلة مع أثيوبيا ولكنها بائت بالفشل وبناءًا علي ذلك قررت مصر التقدم بشكوي رسمية في "مجلس الأمن" التابع للأمم المتحدة United Nations Security Council وذلك لأن سد النهضة يعتبر مؤثر كبير علي الأمن القومي المصري والمنطقة بالكامل
**ماذا يعني تدخل مجلس الأمن في حل الأزمة !؟ 
وبحسب القواعد السياسية العالمية والأزمات الدبلوماسية يعتبر المجلس وحدة من يمتلك السلطة بأن يأمر الدولة المشكو في حقها بخصوص النزاع إن توقف مشاريعها وتعاملاتها بشأن الدولة الأخري المعتدي عليها وطبيعة هذا الأمر في البداية أدبية وليست إلزامية ولكن في حالة التأكد من إن المشروع يشكل تهديدا للأمن القومي للمنطقة والسلام وهذا مثبت بالكامل من جهة جمهورية مصر العربية يصبح القرار (ألزاميًا وباتًا ) وفي حالة التزام أثيوبيا بقرار مجلس الأمن تعود مرة أخرة طاولة المفاوضات بين دول المصب ولكن مع أشراف وضمانة دولية ولكن لو أصرت أثيوبيا علي عدم الألتزام وقتها يصبح من حق مصر "الضرب عسكريًا" لحماية مصالحها ودون الرجوع عليها مطلقًا من المنظمات الدولية....ومصر صرحت في أكثر من مرة إنها لم ولن تتهاون في حقها في مياة النيل حتي لو أدي الأمر للتدخل العسكري ولكن القيادة المصرية تفضل الحلول السلمية والدبلوماسية وذلك ليس ضعفًا ولكن لحسابات أخري  تتعلق بالأستراتيجات الدولية ذات المدي الطويل ونجد علي الجانب الأخر تصريحات نائب رئيس هيئة الأركان الأثيوبي بخصوص أستعدادهم لأي حرب ...وهي من التصريحات التي تعتبر عبثية شكلًا وموضوعًا لأن أثيوبيا لا تمتلك أي مقومات عسكرية أو حتي أقتصادية للدخول في هذا المعترك الخاسر من جميع الاتجاهات وحتي ممولي سد النهضة في الخفاء ليس لديهم النية أو القدرة علي دخول صدام مباشر أو حرب لخسارة أهم وأكبر دولة في المنطقة بالكامل ....ولكن كل ما تفعلة أثيوبيا هو محاولة المماطلة وكسب وقت أكثر حتي تصل لبداية العام الجديد ويقوم  الحزب الحاكم "أبي أحمد " بالسيطرة علي مشاكلة السياسية الداخلية ولكن مع أول قرار من مجلس الأمن سوف تتراجع أثيوبيا عن تعنتها في تصريحاتها وتعود لطاولة المفاوضات مرة أخري ولكن الجديد في هذة المفاوضات هو الضمانة والأشراف الدولي بالأضافة أيضًا أثيوبيا لا تستطيع الدخول في مواجهة مباشرة مع أدارة ترامب والبنك الدولي ودعونا لا ننسي أبدًا العلاقات القوية القائمة والمصالح المشتركة بين الأدارة المصرية والأدارة الإمريكية والتي تلعب دورًا كبيرًا لا نستطيع إن نغفلة في هذا الملف 
**وفي النهاية يا عزيزي القارئ عليك إن تعلم إن الدولة المصرية تتمتع بقيادة سياسية ودبلوماسية تدير الملف بكل أحترافية وكفاءة والحلول العسكرية ليست بصعبة علي مصر ولكن مجريات الأمور تسير دومًا برؤية ومخططات لا تخطر علي فكر الشخص الطبيعي لأن دومًا الكواليس السياسية مليئة بالمفاجأت والتحالفات والأسرار...وكل المطلوب منك في هذا المرحلة كمواطن مصري هو الثقة الكاملة في القيادة السيادية المصرية
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط