الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نهضة الذهب في عهد «السيسي»


تلقى المصريون بتفاؤل كبير  قرار  الرئيس عبد الفتاح السيسي،  بتكليف شركة  وطنية مصرية ، باستخراج الذهب من باطن الأراضي المصرية ،  بعد أن احتكرت  الشركات الأجنبية ميزة استغلال  الذهب ،  ليستحوذ  بذلك  الشريك الأجنبي على نصيب الأسد ، و يلقي  بالفتات للمصريين . و يرجع ترحاب المصريين الكبير بهذا القرار،   إلى أنه  أعاد لهم  حقهم الطبيعي في استغلال خيرات بلادهم ، من دون شريك أجنبي  ،  ليعيدوا بذلك  أمجاد أجدادهم ، المصريين القدماء ، الذين برعوا منذ آلاف السنين في التنقيب عن  الذهب  و تصنيعه ، بدرجة أبهرت العالم ،  ولا تزال تبهره  حتى اليوم ، ولا أدل على ذلك من الولع العالمي بكنوز الملك  توت عنخ آمون .


ومثل كل المصريين ،  تلقيت بسعادة غامرة ، خبر  نجاح شركة شلاتين المصرية الوطنية ، في اكتشاف منجم ذهب كبير في الصحراء الشرقية في منطقة " إيقات " بإحتياطي بلغ مليون أوقية ،  بقيمة تصل لمليار دولار ، وبنسبة استخلاص من الذهب الخام تصل  إلى 95 في المائة ، و هي أعلى نسب  استخلاص للذهب الخام  في العالم  ،  ليصبح الذهب المصري ، الذي تزخر به الصحراء الشرقية ، و البحر الأحمر ، و بلاد النوبة ، ملكا خالصا للمصريين من  دون شريك أجنبي للمرة الأولى منذ عهد الفراعنة  .


وأمام هذا الإنجاز المهم وجدت نفسي  مدفوعا ،  بتخيل هذا الحوار  بين الرئيس  عبد الفتاح السيسي،  و بين الملك توت عنخ آمون ، أحد أشهر الملوك المصريين ، و الذي  اكتشف في عهده أفضل  مناجم الذهب ، وبرع  خلاله  الصانع المصري في  تحويل الذهب المكتشف ،  إلى تحف فنية رائعة  ، أصبحت تسحر  الأعين في جميع أنحاء العالم  . 


ويبدأ الحوار ، بمجيء توت عنخ  آمون للرئيس  عبد الفتاح السيسي،  مقدما له التحية ، قائلا "  تملكتني  سعادة  غامرة يا فخامة الرئيس  لنجاحك في اكتشاف،  واستخراج الذهب المصري، بعد أن  كان يعتصرني الألم،  وأنا أرى الشركات الأجنبية و هي تستخرج الذهب من أراضي مملكتي ،  و تحصل منه على نصيب الأسد ، و تلقى لأحفادي المصريين بالفتات . فرد  عليه السيسي قائلا " يا جلالة الملك،  إنه لشرف كبير لي أن تعرب عن تقديرك لي حيال ما حققته ،  ففي واقع الأمر،  فقد كنت أنت  ملهما لي في قراري بتكليف الشركات الوطنية بإستخراج الذهب المصري ،  فكم من المرات  كنت أنظر بإعجاب  لكنوزك في المتحف الكبير ، الذي سأفتتحه قريبا ، و أقول لنفسي :  ألم يستخرج  جدي الأكبر الملك توت عنخ آمون ذهب مصر بأياد مصرية،  و أبهر العالم بتحف و كنوز و مشغولات من صنع  المصري،  فلماذا و أنا خليفتك في حكم مصر،  لا أفعل نفس الشيء؟.


يرد توت عنخ آمون قائلا : كل ما أتمناه يا  فخامة الرئيس  أن تواصل جهودك في  البحث و التنقيب  عن الذهب في الصحراء الشرقية ، و منطقة البحر الأحمر ، و أرض  النوبة  و هي   تعني بلغتنا المصرية القديمة  أرض الذهب،  و من هذه  المناطق استخرجت معظم الذهب الذي صنعت منه قناعي،  و تابوتي ، و تحفي،  التي أبهرت العالم وستظل تبهره بعد أن أخبرتني بأنها  ستتخذ مكانها قريبا في المتحف الكبير بالجيزة بالقرب من أهرامات أجدادي ..  فكل التقدير والاحترام  لك يا فخامة الرئيس ، في مشروعك العظيم الرامي  لتسليح مصر بأكبر متحف في العالم ، لكي يحتضن  حضارة عظيمة ، تمتلك ثلثي حضارة العالم .


يختتم الرئيس السيسي حديثه قائلا : أكثر ما كان يحزنني يا جلالة الملك ، ليس فقط أن الشريك الأجنبي كان يحصل على النصيب الأكبر من خير أراضينا من الذهب ،   لكن الأخطر في الموضوع يكمن في  أن الشريك الأجنبي كان يحول مكاسبه بالجنيه المصري للخارج،  بالعملات الصعبة ، خاصة بالدولار ، و اليورو ، في وقت أنا  في أشد الحاجة فيه   إلى العملات الأجنبية ، لأواصل مسيرة تنمية مصر،  لشعبي الذي تخطى حاجز المائة مليون نسمة ،  و يتوقع أن يصل إلى 150 مليون نسمة ،  في منتصف القرن الحالي،  في حين كنت أنت يا جلالة الملك تحكم شعبا محدودا ،  لا  يزيد تعداده  عن مليون مصري فقط .


وعودة  لأرض الواقع ، سنجد أن البعض أرجع رفض الملك فاروق لاستغلال ذهب منجم السكري سنة 1948 ،  إلى امتلاك مصر لغطاء  كبير من الذهب،  و هذا ليس حقيقيا ، فقد رفض  الملك فاروق إعطاء الضوء الأخضر  لاستغلال ذهب السكري تجاريا ،  بعد أن تبين له أن الشريك الأجنبي،  سيحصل على نسبة 96 في المائة من عائدات بيع ذهب المنجم ، الأكبر في الشرق الأوسط ، تاركا 4 في المائة فقط للمصريين ، فقرر تركه للأجيال القادمة . و لحسن الحظ ، تجسدت  الأجيال القادمة  في صورة  عبد الفتاح السيسي ، ليتولى المصريون استخراج الذهب من الصحراء الشرقية أرض الذهب .


وأخيرا فإن  أهمية الكشف التجاري الجديد للذهب في "إيقات" بالصحراء الشرقية ،  ترجع إلى أنه يعد نتاجا لإستثمار مصري خالص في مجال التنقيب عن الذهب ، واستغلاله من خلال شركة "شلاتين"  المصرية بالتعاون مع  هيئة الثروة المعدنية .و تمتلك الهيئة العامة ،  للثروة المعدنية 35 في المائة من أسهم شركة شلاتين،  في حين يمتلك جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ،  التابع لوزارة الدفاع نسبة 34 في المائة ، مقابل 24 في المائة لبنك الاستثمار القومي ، و 7 في المائة للشركة المصرية للصناعات  التعدينية .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط