الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والبعد الخامس


ومُنذ القدم كانت عبقرية الدولة المصرية العميقة العريقة هي ما جعلها تتعامل بعمق مع مختلف الأزمات التي تعرضت لها بل وعلي العكس مكنتها إن تكون صاحبة الضربات الأستباقبة لأفشال مُختلف المخططات من الجهات المختلفة والتي كانت تهدد مصالحنا العُليا مما جعلها دولة ذات طابع خاص ولا يمكن هزيمتها بالحروب التقليدية أو الغير تقليدية.

فكانت البداية من عمق تاريخ الأجداد حينما قام الملك " مينا نارمر" بتأسيس الدولة المصرية بشكلها الأستثنائي والذي يُعتبر النظام الحكومي المدني والأول في التاريخ كلة من حيث الجيش الذي وحد الأرض والأقليم والعرض فأصبح من وقتها الشعب كلة جيشًا خلف بلادة وليقوم بعدها بتأسيس أول عقد دستوري متوازي بين الحاكم وشعبة مصدرة قوة الدولة السياسية داخليًا وقوية دبلوماسيًا خارج حدود البلاد.

ولتمر العقود الزمنية الطويلة ويهل علينا أعظم ممن كتبوا في الجغرافيا السياسية والتاريخية وصولًا إلي العصر الحديث ولنجد أهم المؤلفات والتي تحدثت بأستفاضة عن قوة الدولة المصرية وعلي سبيل المثال وليس الحصر كتاب ( الشرق الأوسط في مهب الريح ) للراحل العظيم " صلاح بيك نصر" وأيضًا كتاب ( شخصية مصر ) للمفكر الراحل " جمال حمدان" والتي أتضح منها الواقع الجديد وهو إن مصر هي مركز العالم من خلال أمتلاكها للأبعاد (الجيو إستراتيجية) الأربعة والتي مكنتها بجدارة لتحقيق جموع أنتصاراتها وهم ؛ 
•البعد الإفريقي 
•البعد النيلي
•البعد المتوسطي 
•البعد الإسيوي 

لتصنع مصر  منهم في النهاية بعدًا تكامليًا "خامسًا " يتيح لها بكل إريحية إن تظل متربعة علي عرش تمركزها كثقل مختلف الأبعاد والأهداف للعالم أجمع ، وعلي مدار السنون أستطاعت الدولة المصرية تكوين جبهات دبلوماسية قوية بأستخدام تلك الأبعاد وتحقيق التكامل الفعلي في ما بينهم وبين أهم هذة المنظمات والهيئات وهم ( جامعة الدول العربية . منظمة الدول الأفرو إسيوية . منظمة الدول الكونفيدرالية . الأتحاد الإفريقي . منظمة دول حوض النيل . تكتل الدول الإفريقية الأوروبية المتوسطية ) وعلي رأسهم منظمة دول العالم الإسلامي ومنظمة دول عدم الأنحياز والتي أسسها الزعيم الراحل " جمال عبد الناصر " ولا ننكر كم المجهود الشاق والجبار الذي قامت بة الإدارة المصرية علي مدار سنوات طويلة لوجود هذة الهيئات وربطهم ببعضهم البعض وإلية تفعيلهم علي أرض الواقع حتي تكون عوامل أكثر دعمًا وفاعلية للدبلوماسية والإرادة السياسية المصرية عالميًا ولقد أعقب وجود هذة المنظمات الكثير من النجاحات وكان علي رأسها دعمهم لمصر في حرب أكتوبر ١٩٧٣ وحرب الخليج بالأضافة أيضًا لمعركة أسترداد طابا كاملة...ومما سبق ننتقل لأهم المعارك الدبلوماسية التي تخوضها مصر فالوقت الراهن 
** ولنبدأ بملف مياة النيل، حيث أستطاعت إثيوبيا بعد تداعيات ما حدث في ٢٥ يناير ٢٠١١ وحتي ٢٠١٤ إثيوبيا من خلال إتفاق مع تنظيم الإخوان الأرهابيون عقد أتفاق سد النهضة، ولكن لم يستسلم الدبلوماسي والمقاتل المصري لإستغلال ظروف البلاد العصيبة ونجد إن الوزير سامح شكري وفي حين أنشغال العالم بأزمة كورونا وتداعياتها الجسيمة علي مختلف العالم ولكنة قام بمجموعة رحلات مكوكية لدول عربية وأروبية وأسيوية بعينها بالأضافة للولايات المتحدة الإمريكية وذلك لدعم حقوق مصر المائية في النيل وذلك بالتزامن مع حملات وزارتي الري والهجرة المصرية في نشر وثائق  حقوق ملكية مصر في مياة النيل، وذلك في حالة تعثر عملية المفاوضات بسبب تعنت الجانب الإثيوبي، فجاء البعد الإفريقي لعقد جلسة طارئة (بالأتحاد الإفريقي) وذلك بالتوازي مع أستخدام البُعد الأورومتوسطي من خلال دخول (مجلس الأمن) بالأضافة لأستخدامة العلاقات والتحالفات الدولية مع القوي العربية والأوروبية وذلك لتضيق الخناق "الأقتصادي" علي إثيوبيا لإعاقة عمليات تمويل السد وذلك لإجبارهم علي العودة لطاولة المفاوضات مرة أخري.

** ولكن علي مر الزمان تستمر المؤامرة علي مصر لمحاولة السيطرة عليها من خلال تضيق الخناق ولتدخل مصر في أزمة الشأن الليبي بكل ما فيها من تفاصيل سياسية وعسكرية وأمنية ولتُظهر البعد الإفريقي مرة أخري للحفاظ علي ليبيا وعلي الأمن القومي المصري من خلال الحدود المشتركة وأستخدام البعد الأورومتوسطي  (بصفة مصر عضو مؤسس للشراكة المتوسطية في حلف الناتو)، وذلك من خلال "إعلان القاهرة" الذي أقترحتة القيادة السياسية المصرية والذي تم الإجماع علية بالموافقة والتأيد من دول الفيتو وحلف الناتو والقوي الإروبية والعربية وكالعادة نجحت مصر وذلك بعد إعلان القوي الدولية الكبري تخليها تمامًا عن تركيا ورفض أرهاب أردوغان في ليبيا بسبب مطامعة غير المشروعة في البترول الليبي بالأضافة للإعلان الرسمي من قبل "الناتو" إنة غير راعي لمصالح تركيا خارج أراضيها سواء في ليبيا أو سوريا وليعلن المجتمع الدولي إن تركيا أصبحت مستباحة من الجميع وقصف أرهابها بالكامل وليؤكد مباشرة السفير " سامح شكري " في جلسة مجلس الأمن الأخيرة إن ( مصر لن تتفاوض ولن تتهاون في حماية الأمن الليبي والأمن القومي المصري وأستعداد الدولة المصرية كاملة لضرب الأرهاب عسكريًا ولكن ندعو للحل السياسي حقنًا للدماء والخسائر وإن مصر لن تقبل أبدًا إي إملائات أو أقتراحات من دول أخري تدعم المليشيات فالأراضي الليبية).

 
** ولتنتقل الدولة المصرية إلي الشمال حيث سيناء الحبيبة ومعركة مكافحة الإرهاب علي أثر حكم الإخوان الأرهابيون لمصر ....ولنجد إن الدولة  نجحت في أستخدام الأبعاد الأربعة متكاملة وذلك من خلال تعديل أتفاقية ( الملحق العسكري لكامب ديفيد ) مع أعادة تجديد الأتفاقية مضافًا إليها الآتي ؛
•تتعهد الدول الراعية والموقعة بأن لا تكون لإسرائيل مخلب سيطرة ضد مصر بأي شكل من الأشكال  
•لا تتوقف صفقات التسلح المصري مطلقًا
•عدم التدخل مطلقًا في إستراتيجية مصر لمكافحة الأرهاب 
وقد تم التعديل الأول في عهد سيادة المشير " محمد حسين طنطاوي" بعد عام ٢٠١١ وتم التعديل الثاني بنجاح في عهد سيادة الرئيس "عبد الفتاح السيسي" القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية 

** وبناءًا علي مُتغيرات المنطقة لعبت مصر دور غاية في الأهمية من خلال أستخدام البعد المتوسطي والأورومتوسطي من خلال رعاية أتفاقيات ترسيم (الحدود البحرية) بين كلًا من إيطاليا وقبرص واليونان وليبيا وأنهاء صراعات دامت لمدة عقود طويلة حتي قامت أيضًا بترسيم حدود الدولة المصرية معهم بحريًا حتي تستفيد مصر بأعلي المكاسب من ثرواتها البترولية .... ولنجد في نهاية البداية للمنطقة بالكامل إن مصر أستطاعت إن تُدمج أبعادها الأربعة مع طبيعتها الجغرافية المتميزة مع خبراتها الدبلوماسية والسياسية العميقة والعريقة في إبراز سيادتها وقدرتها علي إدارة فنون الحرب المختلفة ( دبلوماسيًا . مخابراتيًا . عسكريًا )  والتي تميزت بها من قبل إن يبدأ التاريخ نفسة....فإن كنت طامعًا في مصر وأهلها عليك أولًا إن تتجول في صفحات تاريخ المصري ولألاف السنين لتعي جيدًا من هي بلد الحرب والسلام ولتنظر جيدًا ولمرة واحدة إلي أعين " حورس مصر" .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط