الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مزيد من الدراما يا فضيلة الإمام الأكبر!!


بعد الموقف الأخير، من قضية التحرش الجنسي، أثبت الأزهر أنه المنارة التي لا مناص منها، حين تتعقد الأمور وإذا باتت تهدد الكيان المجتمعي.

ونظرًا، لأن المؤسسة، تراجع دورها، أو غاب نوعًا ما عن القضايا المجتمعية لعدة سنوات، فَتُرِكَتْ الساحة بمنصتها، لكل من يعبث وتاه الشباب بين هذا وذاك، فأصبحت المعلومات تُستقى، ممن لا نعرف هويتهم أو ميولهم، يعتلون المنابر في البرامج وعلى مواقع التواصل دون محاسبتهم، فباتت الأهواء الشخصية والتشدد القولي، يَحلَّان محل مؤسسة الأزهر، والتي عرفناها، أبًا عن جدًا، بالوسطية في كل ما يتعلق بالدين الإسلامي، و بالآراء والثوابت المعروفة.

  وبرز دور الأزهر مجددًا، بعد الموقف الأخير والحاسم حول قضية التحرش الجنسي، وظهر ذلك واضحًا من خلال تخصيص مؤسسة الأزهر الشريف لعددها من جريدة "صوت الأزهر"  للحديث عن قضية التحرش والاعتداء الجنسي، مشيرةً إلى مطالبة علماء الأزهر بدعم ضحايا الاعتداءات الجنسية وتشجيعهم على الكلام والشكوى، لافتةً إلى  أن الصمت أو غض الطرف على هذه الجرائم يهدد أمن المجتمع وكذلك يشجع على انتهاك الأعراض والحرمات، وأكدت  جريدة "صوت الأزهر" أن ملابس المرأة _ أيًا كانت_ليست مبررًا للاعتداء على خصوصيتها وحريتها وكرامتها.

كما نشرت دار الإفتاء المصرية ردًا حاسمًا على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"  على البعض من أصحاب النفوس المريضة  والأهواء الدنيئة، والذين يروجون ويبررون جريمة التحرش بقصر التهمة على نوع ملابس الفتيات، مشيرة إلى أن المتحرش الذي أطلق سهام شهوته مبررًا لفعله، جامع بين منكرين: استراق النظر وخرق الخصوصية، وأن ديننا الإسلامي الحنيف دعانا إلى غض البصر.

 وإقدام مؤسستي الأزهر الشريف العريقة ودار الإفتاء المصرية، على إثبات صحيح الدين الإسلامي تجاه هذه الجريمة الشنعاء، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك، احترام الدين الإسلامي للمرأة وتقديرها، ويبرئ الإسلام ممن يتحدثون باسمه، وهذا هو الدور الإصلاحي والتوعوي لمؤسسة الأزهر الشريف.

  تحركات الأزهر بخصوص هذه القضية، ليست وليدة الصدفة أو هذه القضية فقط، وإنما بدأت المواجهة لقضايا التحرش والفساد والرشوة بأول فيلم روائي قصير "شاهد عدل"، والذي يتناول ظاهرة التحرُّش، من إنتاج ورشة التمثيل بصوت الأزهر، في يناير 2020.

ويتناول الفيلم قضايا مجتمعية مرتبطة بالدين، ويُحاول من خلال سياقٍ درامي توضيح المعنى الصحيح للمفهوم الديني. وتدور أحداث الفيلم حول أحد مشايخ الأزهر الذي يتم استدعاؤه للشهادة أمام إحدى النيابات، وفى الفاصل الزمني البسيط بين وصوله ودخوله للشهادة يحتك بعدد من النماذج المجتمعية من رواد النيابة في ذلك اليوم، ليتصدَّى في سياق هذا الاحتكاك، لتوضيح موقف الدين والمنهج الأزهري من قضايا الفساد والرشوة وشهادة الزور وقضية معاملات البنوك وبث الشائعات وانتهاك الخصوصية والمشاكل الزوجية وأثرها على الأطفال، وزواج القاصرات والتحرُّش وتعدد الزوجات، إلى جانب توضيح المفهوم الصحيح لقضايا المواطنة والتكفير والتعايش والجهاد في إطارٍ درامي.

كتب السيناريو والحوار الكاتب الصحفي أحمد الصاوي، رئيس تحرير صوت الأزهر، وقام بدور البطولة الشيخ أحمد المالكي، الباحث الشرعي بالأزهر الشريف، كما شارك في العمل مجموعة من شباب الممثلين، والفيلم من إخراج محمود العراقي.

من قلبي: التجربة التي قام بها الأزهر، والجديدة بالنسبة للأزهر في منهجه، بالتأكيد ستكون مفيدة بما لا يدع مجالًا للشك.. خاصةً إذا كانت السيناريوهات المكتوبة أقرب للواقع الحالي الذي نعيش فيه.

وأُثَّمْنُ وأُقَّدرُ الدور الذي تلعبه مؤسسة الأزهر الشريف، وأطالبها بتكرار التجربة، فالقضايا كثيرة ومتشعبة، وتحتاج لمزيد من الأفلام الروائية، حتى تؤتي ثمارها، التحرش والرشوة والفساد وشهادة الزور والعدل وميراث المرأة والزكاة والصيام والصلاة وتربية الأبناء، لتغيير المفاهيم التي اختلطت في أذهان بعض الشباب،  وبعض الموروثات الخاطئة التي تبني المجتمعات عليها أحكامها وتظلم المرأة أو الكيان الأسري والمجتمعي.

من كل قلبي: لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور، أحمد محمد أحمد  الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أقول: "مزيدٌ من الدراما، فضيلتكم، لتصحيحِ المفاهيمِ المجتمعيةِ ولمواجهةِ ما أفسدهُ، من يطلقون على أنفسهم "دعاة" وما هم بعلماء الأزهر، ما يُعَرِّضُ أمن المجتمع إلى خطرٍ يهدده. 
وأقول قولي هذا والله على ما أقول شهيد.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط