الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تكسر قلب امرأة


إذا كنت من هذا النوع من الرجال، الذي لا يكتفي بإمرأة واحدة، فاحذر تقلب القلوب ولا تقترب من الحب ولا تعبث بإمرأة أحبتك، فقد يكرمك القدر بفتاة صالحة ترتبط بها وتكون حب حياتك، تبدأ معها الحياة من أول السطر كما يقال بكل ما فيها من تفاصيل حلوة ومرة وتمضي بكم الحياة بحزنها وفرحها وهي السكن والظهر الذي تستند عليه، ويضيق بك حال الدنيا فتحاول أن تهرب من حياتك، وسرعان ما يدفعك شيطانك إلي الهروب من الواقع بإمرأة أخري لا تعرفك و تحمل كل السمات المنافية لصفات حبيبتك الأولي، التي حاربت معك وعانت معاناتك وصمدت للنهاية.

وتنكشف الحقيقة وتمثل دور المظلوم الذي لا يستطيع أن يتحمل الحياة وتُحَمِل حبيبتك الأولي الثمن كاملًا فتشتكي من الوحدة، وتصور لك نفسك أنك مسكين محروم ، وفِي قمة الإحتياج إلي امرأة تحتويك، وتبحث لنفسك عن عذر وربما تقنع نفسك بأنك رجل وبأن الشرع قد أباح لك أكثر من زوجة، وأحيانًا تخرج عن إطار الدين وتبرر لنفسك أنك أهون من غيرك من الرجال فأنت ترافق علي حبيبتك أو رفيقة عمرك، واحدة فقط أو ربما أكثر ولَم تصل بعد إلي مرحلة الزنا أو الزواج العرفي أو حتي زواجًا رسميًا معلنًا.

عندما ينفضح أمرك وتعلم رفيقة الطريق، لا تنتظر منها العفو بسهولة، فالرجل لا يعلم كم الحزن الذي تشعر به المرأة عندما ينفطر قلبها وتُصدَم في من تحب، وخصوصًا إذا كانت مرغوبة من آخرين، ويسعي خلفها كل من يراها، الأمر يصبح كالسهم القاتل الذي يخترق الجسد فيفقده القدرة علي الحركة والفهم وبدلًا من إنهمار الدماء وانتشارها، ينهمر منها أنهارًا من الحزن والمرار، ويحترق قلبها احتراق المُعذَب في نار جهنم .

في هذه الحالة ، لا تنتظر منها أن تفهم مبرراتك، أو  أن تتعاطف معك، فالأمر ليس بالهين علي الأنثي مهما بلغت طيبتها وصفاء نفسها، لن تتقبل ولن تستطيع التحمل، فتوقع ما لم تتوقعه من قبل من قول وعمل، ربما تثور وتنهار ،وربما تمرض وترقد ، وربما تتحول إلي النقيض في كل شئ، و أحيانًا يصالحك القدر بفرصة أخري بعد حزن وألم، فقد تصبر المرأة علي من تحب ، وتحاول أن تلملم أشلاءها وتعطيك فرصة ثانية للحياة معها وتبحث عن مبرر يجعلها تتخطي تلك المحنة، وخصوصًا إذا كان رصيدك في المعاملة الطيبة يسمح بذلك، فتعود أنت إلي الإحساس بالأمان والاستقرار النفسي لفترة من الزمن ويعود الاستقرار بينكما، ويكون هذا المشهد بمثابة كلاكيت أول مرة بلغة السنيما.

وسرعان ما تدور الأيام وتشتد من جديد وترهقك الأزمات، فيتحول المشهد السنيمائي في حياتك إلي الأكشن مرة أخري،  فتعود للبحث عن هروب جديد بإمرأة جديدة لا تعرفك، وتنسي معها ما تعاني من مشكلات حياتية، وتتناسي ما فعلته مع حبيبتك الأولي رفيقة دربك، من تحملت معك أعباء الماضي الأليم، ومن تشاركك الأحزان والهموم، وتتغافل عما فعلته بها حين مزقتها دون رحمة وتجبرت عليها وكسرت قلبها و آدميتها ، وتتناسي كذلك أنها تحاملت علي نفسها لتعطيك فرصة أخري للبقاء حفاظًا عليك وربما حفاظًا علي كيان الأسرة كلها وخصوصًا إذا كان لديها أطفال منك، وتذبحها دون شفقة عليها وتتفنن في العبث في الخفاء حتي لا ينكشف الأمر ويعاود شيطانك السيطرة عليك، وتشاء الأقدار أن تعرف حبيبتك للمرة الثانية وتنهار من جديد وتتألم وتبحث لك عن سبب لتبقي عليك مرة أخري فتظن أنك انتصرت وأنك نجوت، فيكون هذا المشهد كلاكيت تاني مرة!

ثم تهدأ العاصفة وتمر الأيام بين الهدوء والشدة،و تعبث بك الحياة كعادتها، وتفتح أمامك كل السبل للفتن، عندما تصل إلي تلك المرحلة، تنبه فإن القدر يضعك في إختبار صعب، وهو الاختيار الفيصل في حياتك، فحبيبتك التي غفرت وتسامحت وتناست لم تصبح تلك القطة الصغيرة الطيبة، فالقطة عندما تكبر وتنضج يكون لديها مخالب قوية، ومع طول التحمل والصبر وكثرة الجروح، سوف تعيد حسابات حياتها من جديد، وسوف تصنع لنفسها حياة لست فيها للأبد ، انتبه، لن تسمع حينها إلا قولًا واحدًا لا ثاني له، عفوًا لقد نفذ رصيدكم، والآن لك أن تختار إما الفتن، وإما رفيقة الدرب التي صبرت وتحملت.

الحبيبة كائن لا يقبل بالمشاركة، مهما أظهرت لك النقيض، ربما تصبر عليك حفاظًا علي الحب والذكريات ولكن لحين، فإذا انكسر قلبها وحاولت ترميمه ثم انكسر مرة ثانية وحاولت ترميمه لن تقوم بترميمه مرة ثالثة، فالكرامة حينها تنتصر علي الحب وتكون أنت في النهاية الخاسر.ويختلف الوضع كثيرًا بين زوجة حبيبة لك وبين زواج تقليدي بحت أو زواج مشروط من أجل المتعة، فالحب يحتاج مناخ مستقر للبقاء، فلا تقضي علي حب أنثي بأنثي .

إذا كنت لا تستطيع التحكم في نفسك، فعليك بالوضوح، شارك رفيقة دربك ما يدور في أعماق فؤادك، فإذا كنت لا تكتفي بها فعليك بإبلاغها ، ليكون لها حرية الاختيار، إما أن تتحملك كما أنت أو تنسحب من حياتك وتشتري نفسها وحريتها، الوضوح أبلغ سبل السعادة، حاول الابتعاد عن العبث في الخفاء ولا تعطي لنفسك بعض المبررات كالخوف من دمار الأسرة أو ردة فعل الأولاد ، فانكشاف الأمر سوف يؤدي بك في النهاية إلي خسارة الجميع.

الحب عطاء مستمر، من كلا الطرفين، فإذا طالت النفس الأنانية وتناسي أحد الطرفين مشاعر الآخر من الطبيعي أن يفقدها مع الزمن، ربما نغفر نسامح، نتعايش ولكن حين يبلغ الحزن ذروته ،، تثور النفس وتنقلب الآية، وينتصر الكبرياء،  وتخمد مشاعر الحب ويموت القلب، فالقهر يقتل أسمي المشاعر النبيلة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط