الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أصغر صناع دهب.. عبدالله يشكل بخيوطه أساور شبابية ليسد مصاريفه

عبد الله أصغر صناع
عبد الله أصغر صناع دهبلا

ببشرة سمراء صبغتها شمس البحر الأحمر وقامة قصيرة  وأنامل صغيرة تلعب بالخيوط لعب، يطير "عبدالله" بجناحي الحماس بين طاولات ضيوف دهب بالكافيهات والشواطئ وعلى لسانه "أساور يا بيه.. أساور يا هانم"، 

تزداد ابتسامته ويتهلل وجهه ويرتفع معدل النشاط لديه لأضعاف كلما التقطت أذانه جملة "تعالى هنا محتاجة أسورة "، يقف يطلعهم على منتجاته التي صنعها بكل حب، أساور شبابية تصنع خصيصًا لك من الخيوط في دقائق  معدودة تخرج من بين كفي "عبدالله" الصغيرتين.

أتم الـ  8 سنوات حمل حقيبة خيوطه في يده يجول بها بين مقاعد المصيفين بالصيف وطالبي الاستجمام بالشتاء بمدينة السحر "دهب"، يحكي الصغير مسيرته لـ "صدى البلد" قائلًا:" بشتغل في صنع الأساور من الخيوط من 4 سنوات يعني كان عندي 8 سنين". 

"بشتغل وبدور على الرزق عشان أصرف على نفسي" هذا هو الهدف الأول الذي يخرج من أجله "عبدالله" صاحب الـ 12 عامًا  كل يوم من بيته بمنطقة  العسلة بـ دهبلم، حتى في أوقات كورونا العصيبة لم يكف عن دق أبواب الرزق"حتى في فترة الحظر وكورونا ومفيش زوا كنت بنزل المدينة أدور عن باب رزق". 

لم يلهيه العمل عن متابعة الدراسة وخط سيرها، فعدة عمله البسيطة تزاحم كتبه ودفاتره الدراسية، يخرج من دوامه الدراسي إلى دوامه العملي ساعتين أو ثلاثة قبل الذهاب إلى المنزل،" أنا في سنة 6 ابتدائي، وبحب دراستي وماشي فيها كويس".

صناعة الأساور من الخيوط كانت الصنعة التي ابتكرها "عبدالله" بينه وبين نفسه، دون سابق تعلم أو إرشاد من أحد بكيفية عملها أو حتى تسويقها:"اتعلمتها لوحدي من غير ما حد يقولي أعمل إيه، جربتها أول مرة وقولت ليه لا منزلش ابيعها للناس".

وضع "عبدالله" تسعيرة مصنوعاته، فقد تتراوح سعر الأسورة الواحدة ما بين الـ 5 لـ 10 جنيهات، يجمع ما يكفيه ثمنًا لخيوطه ومجهوده ومكسبه عندها يصحب قدماه إلى منزله أو للهو قليلًا مع أبناء عمره "أول ما احس إن معايا ما يكفيني وزيادة بقفل الشغل واروح".