الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منع الملح من المطاعم


أكثر من 40 بالمائة من سكان العالم فوق  16 عامًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهى نفس المعدلات فى مصر تقريبًا، أى أن لدينا ملايين المصريين يعانون من ذلك المرض، الأرقام كارثية مما حذا بمنظمة الصحة العالمية منذ سنوات مضت للبحث عن الأسباب التى تقف وراء هذه الأرقام المفجعة، وكان من أهم الأسباب  العادات الغذائية السيئة، ومن أبرزها نسب الملح الزائدة فى الطعام.

 

وهو ما تنبهت إليه دول كثيرة وبدأت فى تعديل التشريعات والقوانين المنظمة لمكونات الأغذية فيها بناءً على توصيات منظمة الصحة العالمية، وألزمت كل المنتجين والمصنعين لكل الاغذية التى يدخل الملح ضمن مكوناتها بكتابة محتوى الصوديوم فيها على غلاف كل عبوة، ولكن هل هذا بات كافيًا لحماية الناس من خطر تناول كميات زائدة من الملح؟

 

للأسف ذلك لم يعد كافيًا، نتيجة أن معظم الوجبات الجاهزة وبخاصة الشعبية فى مختلف دول العالم لا تحمل أى بيانات، فعندنا فى مصر على سبيل المثال لا الحصر، وجبة الفول والفلافل الشهيرة، معظم الوجبات تشعر وكأنها وجبة ملح بالفول أو وجبة ملح بالفلافل، فالملح هو المكون الأساسي فيها قبل كل شيء، وأقصى ما يطمح فيه المشترى هو أن يعتذر عن تناول كمية الملح الإضافية فى المخللات المرفقة مع كل ساندوتش.

 

وقد تعدى الأمر مكونات رغيف الفلافل من ملح بالفول أو ملح بالفلافل إلى رغيف الخبز نفسه، الذى بات الملح مكون أساسى ضمن مكوناته أثناء خبزه بالاضافة الى الخميرة التى تحتوى على الصوديوم أيضًا، أى أن نسبة الصوديوم فى الرغيف نفسه وبدون أى إضافات باتت تشكل عبئًا صحيًا على أكثر من ربع سكان مصر الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهو ما تنبهت اليه دول العالم ومنها بعض الدول العربية المجاورة لنا كما سبق وإن كتبت.

 

فقد ألزمت السلطات السعودية منتجى ومستوردى الخبز بألا تزيد نسبة ملح الطعام عن واحد بالمائة من مكونات الرغيف النهائى، وأتوقع ان يتم تعديل التوصية بتقليل هذه النسبة، ونحن فى مصر رغيف الخبز لدينا  يحتوى من الناحية النظرية على واحد ونصف جرام من الملح، ولكن من يضمن ذلك ؟ فكل الجهات الرقابية تراقب وزن وحجم وشكل الرغيف بصفة عامة ولا أحد يسأل عن المكونات.

 

لذا أتمنى أن يصدر قرار بحظر إضافة الملح إلى رغيف الخبز فى مصر، ومن يحتاج إلى ملح يضيفه إلى بقية مكونات الوجبة، وكذلك حظر إضافة الملح إلى أى طعام يتم تجهيزه فى المطاعم الشعبية وغير الشعبية، على أن يتم اتاحة الملح بصورة منفصلة فى المطاعم لكى يضيفه الشخص حسب احتياجه وحسب ظروفه الصحية ، مثلما نفعل مع السكر، حيث باتت المشروبات تقدم بدون سكر ويضيف المرء اليها السكر حسب ما يستسيغه وحسب ظروفه الصحية.

 

فإذا كنا نفعل ذلك مع المشروبات حرصًا على مرضى السكر وحرصًا على من ينظم غذائه للحفاظ على وزنه, فما بالنا بخمسة وعشرين مليون مصرى يشكل الملح ضررًا بالغًا وتهديدًا مباشرًا لحياتهم وليس لصحتهم فقط، كما تبين ذلك هذه الفقرة التى نقلتها بالنص كما هى من موقع منظمة الصحة العالمية، والتى تؤكد أهمية ما طرحته فى هذا المقال من خطر ملح الطعام على مرضى ضغط الدم المرتفع فى العالم :

 

 (- يترافق تناول كميات كبيرة من الصوديوم مع زيادة خطر وقوع السكتة الدماغية والسكتة المميتة ومرض القلب التاجي المميت .

- إن الإقلال من تناول الصوديوم في الطعام يؤدي إلى انخفاض متوسط ضغط السكان وتقلص معدل انتشار ارتفاع ضغط الدم .

- إن الحد من استهلاك الملح إلى 3 جرام كل يوم يؤدي إلى تخفيض ضغط الدم ؛ وبالتالي إلى نقص مقداره 22% في وفيات السكتة الدماغية و16% في وفيات أمراض القلب الإقفارية على التوالي  ) .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط