الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وداعًا عزت العلايلي.. أيقونة الصدق في الفن المصري والعربي


جاء خبر الوفاة المفاجئ للفنان القدير عزت العلايلي، ليثير الحزن في نفوس ملايين من عشاق فن "العلايلي" على مدى أكثر من 60 سنة قضاها في محراب الفن منذ بداياته أوائل ستينيات القرن الماضي.

فالعلايلي، الذي ولد في حي باب الشعرية عام 1934 سيقى واحدا من أبرز الوجوه الفنية المصرية والعربية طوال العقود الأخيرة. ليس فقط بسبب توهج إبداعه وتميزه في آداء الشخصيات الفنية المرسومة بدقة ولكن لحسن اختياراته.

 فمن بين أكثر من 200 عمل فني في السينما والتلفزيون والمسرح والإذاعة، كان العلايلي رحمه الله قادرا على اختيار الفن الجاد وشخصيات المقاومة والأعمال الوطنية والإنسانية التي سجلت عذابات عدة للإنسان وناقشت همومه.

لا يمكن أن ينسى أحد، أفلام ومسلسلات الأرض والطريق إلى إيلات وبئر الخيانة وعلى من نطلق الرصاص وأهل القمة وزائر الفجر والتوت والنبوت والسقا مات والمواطن مصري والاختيار وإسكندرية ليه والإنس والجن وأدهم الشرقاوي، وبوابة المتولي وبوابة الحلواني ومسرحيات وداعا يابكوات وأهلا يا بكوات وثورة قرية، وغيرها من الأعمال التي يصعب حصرها في هذه المساحة.

كان العلايلي متميزا، لم ينساق إلى "الهلس" في أعماله الفنية ولكنه حافظ منذ البدايات على اختيار أعمال فنية قوية، إن لم تحمل كلها رسائل إنسانية ووطنية فإن أغلبها كذلك.

ينتمي عزت العلايلي، لجيل العظماء في الفن، سواء من جيل الوسط والذين كانت الستينيات فترة ازدهارهم مثل العظيم الراحل محمود مرسي أو محمود ياسين، أو الجيل المؤسس السابق، أمثال العمالقة محمود المليجي وزكي رستم وبعدهما فريد شوقي وتوفيق الدقن، فنان ذو بصمة حقيقية.

وإذا تم التوقف أمام شخصيتين فقط آداهما عزت العلايلي في تاريخه، هما شخصية الفلاح عبد الهادي أمام الأب العتيد محمد أبو سويلم في رائعة يوسف شاهين، فيلم الأرض، وكيف أمسك بمفردات الشخصية وظهر فلاحا قابضًا على الجمر ومتمسك بالقضية، ضد السلطة الغاشمة، التي تريد أن تستولي على أراضي الفلاحين لمدّ "السكة الزراعية" وتتغافل عن أراضي الباشوات، في رائعة عبد الرحمن الشرقاوي، لتبين لنا كم كان العلايلي عظيما وفنانا مقتدرا.

أو شخصية العقيد راضي، في رائعة أنعام محمد علي في فيلم الطريق إلى إيلات، وكيف كان يقود المجموعة الفدائية الوطنية لنسف المدمرة إيلات، حتى تهيأ للجميع أن العلايلي كان ضابطا حقيقيا من فرط صدقه في تقديم الشخصية، ومعه الفنان الرائع نبيل الحلفاوي، لتبينت قيمة وفن عزت العلايلي.

رحيل عزت العلايلي، خسارة حقيقية للفن المصري والعربي، الذي قدم فيه الكثير من الأعمال المعروفة مثل فيلم القادسية العراقي من إخراج صلاح أبو سيف. لكن عزاءنا، مجموعة أعماله الفنية الخالدة التي تنطق بقضايا حية تعيش في وجدان الجماهير حتى اليوم.

رحم الله عزت العلايلي، جزاء ما قدمه من أعمال فنية رائدة.. وتعظيم سلام للوطن الذي أنجب أمثال هؤلاء الصادقون في مجال الفن والإبداع.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-