الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

احموها من أتباع هذا المتحرش‎


لا أزال حتى الآن تحت تأثير الصدمة التي ألمت بي بعد رؤيتي للفيديو المرعب الذي يظهر فيه هذا الذئب البشري المريض عديم الإنسانية وعديم الضمير وهو يتحرش بطفلة صغيره لا تتعدي العشر سنوات. ومع انتشار هذا الفيديو مصحوبا بالشتائم والاستهجان علي جميع وسائل السوشيال ميديا لهذا الرجل ذي البدلة الشيك والكرافت وهو ينهش في لحم الطفلة البريئة حتي ظهور تلك السيدة التي تتمتع بكل معاني البطولة والشجاعة والأمومة النقية وهي تفتح باب الشقة الموجوده بها بعد أن رصدته كاميرات المراقبه لديها، دون أي حسابات لرد فعل هذا الرجل فاقد كل معاني الرجوله. ودون خوف من أي تصرف قد يكون ثمنه إصابة أو تهجم أو تحرش بها وخصوصا وكما هو واضح في الفيديو أنه لم يكن معها أي رجل لحمايتها أو الدفاع عنها، في مواجهة كائن لا يمكن توقع رد فعله.


ولكن قد سلم الله وحاول الرجل تبرير فعلته بأي كلام ينقذه من هذا المشهد البشع. ولكن مع إصرار السيده الشجاعه علي مواجهته ومصارحته بأنها قد شاهدته في الكاميرات والإشاره إليها ليلتفت هذا الرجل لرؤية الكاميرات لكي تتحقق العداله الإلهيه وتظهر ملامحه بكل وضوح ويكون دليلا دامغا علي فعلته الشنيعه، ثم يهرب مهرولا تاركا خلفه عارا سيلاحقه مدى الحياة وأيضا عقوبة مشددة تنتظره بإذن الله.


ولكن أنا هنا أتحدث عن فصل آخر في تلك القصه الحزينه. وهو مصير تلك السيدة الشجاعه بعد ما قامت به من إنقاذ لتلك الطفله. وما ينتظرها من تبعات شجاعتها و بطولتها، في حالة ما إذا تعرضت لمضايقات من عائلة هذا الرجل أو أتباعه أو من كل مَن على شاكلته. أو تعرضت لمحاولة الثأر منها مقابل فضح هذا الرجل. بل وكل ما يمت له بصلة قرابة. وهل سوف ينتهي طوفان الإشادة والتقدير علي السوشيال ميديا بعد يومين. ويتم تركها لتلاقي مصيرها بمفردها. ويذهب المجتمع إلي متابعة قضية أخري أو الإنشغال بالحياة الخاصة.


وأطالب هنا كل المسئولين سواء في جهاز الشرطة أو النيابة أو منظمات المجتمع المدني أو المجلس القومي للمرأة بتوفير كل وسائل الحماية والأمان والتأمين لتلك السيدة. وحمايتها من أي مضايقات أو تحرشات من قبل ذوي هذا الرجل. وألا نتركها تدفع ثمن شجاعتها، وحتي نوجه رساله لكل شريف وشريفة في هذا الوطن رسالة بأن الدوله تحميه في حالة مواجهته لأي مظاهر للفساد أو تدخله لمنع جريمة جنائيه أو إنسانية.


وأخيرا تحياتي وتقديري أنا وكل مواطن شريف في هذا الوطن الذي يعاني من تشوهات اجتماعيه وفكرية تراكمت على مدار سنوات طويله، الى هذه السيدة القوية الشجاعة الشريفة التي تمثل كل امرأة وأم فاضلة دائما وأبدا ما كانت حائط الصد المنيع أمام أي محاولة اختطاف لهويتنا وتلويث أخلاقنا ومبادئنا وقوتنا الناعمة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط