الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمى .. وأستاذى .. وزملائى!

ولأننا فى عصر المرأة، ونعيش أعواما أنصفت الأيدى الناعمة وتقلدت النساء أرفع المناصب، وفرضن وجودهن وتفوقهن فى أى مجتمع ذكورى، فكان التصفيق هذه المرة لصوت مصرى أصيل اسمه إلهام فضالى .. هذه الباحثة العظيمة ذات الـ ٢٨ ربيعا، والتى فازت بجائزة أفضل إنجاز فى مجال الفيزياء لعام ٢٠٢٠، واختارتها مجلة “Physics World” ضمن فريق علمى نابغ بجامعة “أيندهوفن” للتكنولوجيا فى هولندا .. وكانت ابنة النيل إضافة رائعة لإنجاز غير مسبوق بالحصول على انبعاث ضوئى فعال من مادة السيليكون، والاستفادة من هذا الانبعاث فى توليد أشكال جديدة من التكنولوجيا وتسهيل الوصول إلى نتائج مبشرة فيما يتعلق بالاتصالات ونقل البيانات عبر شرائح الكمبيوتر، وبما يوفر استهلاك الوقت والطاقة.
قصة مثيرة ومُشرِّفة لبطلة علم وابتكار دأبت على علومها وميكروسكوبها، إلى أن حصلت على بكالوريوس العلوم فى هندسة الإلكترونيات من الجامعة الأمريكية عام ٢٠١٣، ثم ماجيستير العلوم فى فرع تكنولوجيا النانو من أرقى جامعات السويد .. ورغم صغر سنها، استثمرت المناخ العلمى الصحى وبيئة العمل النقية للانصهار مع زملاء يقدسون العلم ويتقنون أدواتهم ويطلقون العنان لخيالهم وأفكارهم الحرة .. وصدر التكريم السريع من جهات تواظب على قراءة ومتابعة أية أوراق بحثية أو مبادرات علمية تنظر إلى المستقبل دائما وترسم حياة أجيال .. بينما أجهزتنا العلمية والسيادية فى عزلة عن تلك الكنوز المهاجرة، وتفصلها جدران وسدود شاهقة بحيث لاتستمع إلى صوتها ولا ترى بصماتها على الواقع .. وتكون النتيجة معرفة الخبر على صدر مجلة كبرى أو صحيفة مشهورة شأننا شأن الدول والمجتمعات الغريبة كما لو أن هذه النماذج لاتحمل الجنسية المصرية أو الديانة المسلمة!.
ولن نتحدث هنا عن التقدير الأدبى أو المادى لابنتنا “إلهام” .. فمن البديهى أن تحظى بمكافأة على أعلى مستوى وبأغلى سعر يفوق أرقاما يفوز بها نجوم الفن والرياضة والإعلام نظير إنجازها الفريد .. وإلى أن يحدث ذلك كما نتمنى، الأهم أن تستقطب قياداتنا الرسمية والعلمية من هم أمثال “الدكتورة إلهام” لتنضم إلى كتائب العمل والإنتاج فى دوائر مؤسساتنا ومعاملنا ومشروعاتنا العملاقة والطموحة .. وكفانا تفريطا فى تلك الأصابع الذهبية ليستفيد منها الآخرون ويحصدون الخير والسبق فى كل شئ .. والمسألة تقتضى إرادة سياسية وقرارت أكثر سرعة وشجاعة يملكها النظام الحالى، وبمقدوره أن يعوض بها الكثير من خسائر الماضى وفاتورته الباهظة!.
- لقد شكرت الباحثة إلهام فضالى بمشاعر الابنة البارة أمها التى ساندتها ودفعتها للسهر على دروسها وتحقيق أحلامها .. وأيضا أساتذتها الذين احتضنوها وفتحوا الطريق أمام تطلعاتها .. وزملاءها بما قدموه إليها من عون ومساعدة ومنافسة شريفة نحو الإنجاز والثمرة الطيبة .. ونصبو الآن إلى أن تشكر “إلهام” وطنها على ما يجب أن يقدمه لها .. ولغيرها!.
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط