الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«على بابا».. فى أماكن أخرى!

لسنا وحدنا من ظهر له ألف “على بابا” ليحالفه الحظ ويعثر على كنوز أثرية مدفونة فى باطن الأرض .. وينظر “الملك السعيد” إلى السماء شاكرا ومُنتشياً بالثروة الضخمة .. فاللقطة لها وجوه أخرى، ومن جنسيات مختلفة!.
فى ألمانيا، شرع رب عائلة فى إعداد حفرة بأرض حديقة بيته لإنشاء مسبح يتغلب به على ظرف “كورونا” القاسى، فكانت المفاجأة كنزا ثمينا من بقايا سيف ورمح وجمجمة، وعندما أبلغ السلطات حددت الجهات المختصة هذا الكنز بحوالى ٣٢٠٠ عام ويعود لمتعلقات محارب من العصر البرونزى .. وعثر بريطانيون عاديون على قطع أثرية تاريخية من خلال عبور الريف البريطانى بأجهزة الكشف عن المعادن، لتسجل قاعدة بيانات اكتشاف أكثر من ١٫٥ مليون قطعة منذ عام ١٩٩٨ عن طريق “عامة الناس” وليس علماء الآثار والخبراء فى هذا المجال!.
وأثناء ترميم معبد دينى فى بولندا، خرج العمال بعدة عناصر فضية فى قفص خشبى كبير تم إخفاؤه تحت الأرض .. وعندما تذهب إلى الهند تصادف القبض على مواطن قروى أصابته الهستيريا بمجرد أن لمست يداه وعاءً نحاسيا أسفل منزله الريفى المتواضع يحتوى على ٢٠ من الأقراط الذهبية، و٥١ خرزة ذهبية، و١١ سلسلة عنق ذهبية .. وأشياء ثمينة أخرى!… وتنبهر باكتشاف المئات من المقابر فى كوريا الجنوبية تغرق بداخلها “تيجان” من البرونز المذهب، وزخارف صندوق ذهبية، وأقراط ومعلقات مرصعة باللون الأصفر النقى، فضلا عن مئات الأحجار الكريمة.
العالم كله يرقد فوق “سلال” من الكنوز والثروات و”خير الإنسان والطبيعة” .. والظروف الصعبة التى يعيشها البشر ترغمهم على التكتم والتفكير قليلا قبل الإبلاغ عن أى كشف أثرى محتمل .. فمن يُفرِّط فى تلك الفرصة؟! .. ومن الساذج الذى يتخلى عن حلم “الملياردير”؟! .. ولماذا يرفع الغطاء عن المغارة المظلمة التى احتضنت الأشياء الثمينة أعواما؟! .. ولأننا هذا الإنسان الذى يضعف أمام الإغراء .. وتتراجع الفضيلة خطوات للخلف تحت ضغوط الحياة وشهواتها، فالدولة هنا تملك الحل وتستطيع أن تقى الفرد شرور الطمع والجشع .. والقرار السليم الأكثر حكمة وذكاء وإنصافا أن يكافئ القانون أى مواطن يعثر على كنوز مدفونة أو مجهولة بنسبة عادلة ومريحة من قيمة الاكتشافات ليصبح “ثريا” بالطريق الرسمى المشروع، وبما يعزز من احترامه لذاته ويرفع من رصيد وطنيته وشرفه بعد أن حافظ على حقوق بلاده التاريخية واستفاد من أمانته ونزاهته أيضاً، ويشجع الآخرين على نفس السلوك .. وفى المقابل، يفرض ذات القانون عقوبة غليظة قد تصل إلى الإعدام عقابا لكل من يتقاعس أو يتردد فى الإبلاغ عن تلك الوقائع، انطلاقا من أن هذا النوع من السرقة أو السطو يندرج تحت بند “الخيانة العظمى” أسوة بالمتآمرين والعملاء!.
- القصة القديمة الخرافية استفزت خيال القلم الساخر لأحمد رجب فكتب إحدى روائعه فى الثمانينات “محاكمة على بابا” .. واليوم الفرصة لاتزال قائمة لإنقاذ أى “على بابا” من الغرور و”شيطان” المال .. وبالقانون تنجح أى دولة محترمة ومتحضرة فى إغلاق أى باب لإفراز “صغار اللصوص” .. و”مغارة” الزمالك فى أحدث مشهد بطله أحد رجال القضاء السابقين قد تكون بداية المسار لتصحيح وعلاج الخلل فى آلية حماية ثرواتنا وصون كنوزنا المفقودة من القرصنة أو الاستيلاء .. فهل تريدون “على بابا” فاسداً .. أم صالحاً؟!

 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط