الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المحامون المصريون يؤازرون الأشقاء في لبنان ..سر تواجد رجائي عطية بـ بيروت

جانب من الزيارة
جانب من الزيارة

لا تتوقف مصر عن دعمها للأشقاء في أزماتهم خاصة لبنان الذي يعيش فترة صعبة على جميع المستويات تتطلب دعما ووقفة قوية من قبل كل محبي هذا البلد حتى يعبر كبوته ويتعافى. 

الموقف السياسي المصري من الأزمة في لبنان لا يختلف عليه اثنان، وتقوم به كل الجهات الرسمية وغير الرسمية وحتى المنظمات والجمعيات ومؤسسات العمل الأهلي. 

يوم التضامن مع محامي لبنان 

رجائي عطية نقيب المحامين، ورئيس اتحاد المحامين العرب، زار لبنان للمشاركة في يوم التضامن مع نقابة المحامين هناك، والتقى بعدد من الشخصيات العامة والمسؤولين.

ووصل رئيس اتحاد المحامين العرب - نقيب المحامين رجائي عطية، إلى مطار بيروت، وكان في استقباله نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف، والأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب عمر زين، وذلك  بناء على دعوة من نقابة محامي بيروت للمشاركة في يوم التضامن مع النقابة.

وفي كلمة رجائي عطية، خلال مشاركته في يوم التضامن مع النقابة، أعرب عن شعوره برضا عميق وسعادة غامرة أن يشارك محامي لبنان يوم التضامن مع نقابة المحامين في بيروت، قائلا «إنني لا أراكم مسحوقين ولكن مرغوب في سحقكم، ولا أراكم مقهورين ولكن مرغوب في قهركم، وهذا الجمع الذي أراه وهذه الدعوة الكريمة التي وجهت للمحامين رسل العدالة في العالم، لدليل على أن أنفاسكم لن تخمد وأنكم الطليعة».

مشاكل تعترض القضاء 

وأضاف: «سمعت من نقيب محامي بيروت الجليل عرضًا وإن كان وجيزًا لما تجابهه لبنان الشقيقة، فهناك مشاكل تعترض القضاء وتهدد استقلاليته، وهناك مشاكل تعترض المحاماة وتهدد رسالتها، وهناك مشاكل تعترض الديمقراطية وتهدد أدائها وفاعليتها، فهناك مشاكل عدة تشريعية متمثلة في مشروعات يجب أن ترى النور لإعادة الأمور إلى نصابها».

وذكر نقيب المحامين، أن «الذين تصدوا في لبنان إزاء هذه القضايا والمعضلات المتشعبة هم المحامون، وأن هذا لدليل قاطع على ريادة المحاماة، فعشت عمري عاشقًا للمحاماة مؤمنا برسالتها، وكنت ولا أزال أقول إن المحامي مغرد خارج السرب، لأنه يملك ما لا يملكه سواه لا من العلم أو المعرفة أو الثقافة أو إبداء الرأي والحديث فيه».

واستطرد نقيب المحامين، أنه قد يقبل من أي مهني أخر أن يكون من الأوساط، ولكن المحامي والمحامية من المحال أن يكون من الأوساط ولا بد أن يكون خارج السرب، لأن مهمة المحامي هي الريادة والإقناع وهو في كل مجال يخوض فيه إنما يسعى لهذا الإقناع، وهو في سعيه لهذا الإقناع قد يُحدث من يكون على النقيض مما يعرضه، أو يملك خبرة أوسع، أو دراسة أشمل، أو عمرًا أطول، ومع ذلك فالمحامي والمحامية يخوضان الصعب وتكمن مشروعية المحاماة في هذه القدرة على الإقناع، وهي تُستمد مما عليه المحامي والمحامية من علم وثقافة ومعرفة.

المحاماة والسعي لسحقها

ونوه نقيب المحامين، أنه لذلك لم يكن غريبًا أن معظم المواقع الوطنية والسياسية بل وأحيانًا العسكرية بل والرئاسية شغلها محامون من خريجي كليات الحقوق، ولم يكن هذا مجاملة للمحاماة وإنما إقرارًا بواقع أن في هذا القطاع الكبير توجد المواهب العالية التي لا يجوز إهدارها أو محاصرتها أو السعي لسحقها أو اغتيالها أو لخمد أنفاسها.

وأشار  نقيب المحامين، إلى أن دونالد ريب له كتاب ترجم للعربية بمؤسسة روز اليوسف، متابعا أنه «كتب مقدمته وهو عن المحامون والسياسة في العالم العربي، ويمثل شهادة للمحاماة على امتداد الوطن العربي في كل شيء وفي مقدمتها السياسة وصناعة القانون والحياة»، كما كتب للمحامين في عام 2008 كتاب رسالة المحاماة خصص ثلثه للحديث عن فنون المحاماة، وثلثيه للحديث عن أمجاد المحاماة في عالم رئاسة الجمهورية، وسكرتارية الأمم المتحدة، والحقائب الوزارية، ورئاسة مجلس الوزراء، ومجلسي النواب والشيوخ في مصر، فأينما توجهتم سوف تجدوا المحاماة.

وأردف: «المرحوم عبد العزيز باشا فهمي وهو من أعلام الوطنية الأفذاذ في مصر، وهو ثاني نقباء المحامين في مصر وكان في وسعه أن يكون النقيب الأول ولكنه قبل دعوة زملائه للتخلي عن الترشح تقديرا لإبراهيم الهلباوي لأنه الأكبر سنا والأكثر مشيخة، فهو على قمة المحاماة ولا يزال، كما أنه أول رئيس لمحكمة النقض المصرية، فهو إذا قد حاز اللقبين شيخ المحامين وشيخ القضاة، وفي احتفالية إنشاء محكمة النقض شهد شهادته للمحاماة قبل القضاء وقال لهم إن المحامي مبدع والقاضي مرجح وليس في وسع أن المرجح أن يكون كـ المبدع».

نواة الثقافة والمعرفة والمطبعة 

وصرح نقيب المحامين، بأن خلاصة ما أراد أن يقوله: الأمل معقود عليكم ونحن جميعا جئنا هنا ليس فقط حبا في المحاماة، وإنما أيضا حبا في لبنان، ودعوني أذكر أننا في مصر كل المثقفين يقرون بأن نواة الثقافة والمعرفة والمطبعة إنما جاءت إلى مصر من لبنان ويعرفون إلى جوار جبران خليل جبران، ميخائيل نعيمة، وأمين الريحاني، وإليا أبو ماضي، وغيرهم، وندين في الوطن العربي كله للبنان.

وأكد نقيب المحامين، أن لبنان سيعود إلى ما كان عليه من رفاء ونعمة وقبلة لكل العرب، وسيتجاوز كل المشاكل التي تعترضه في القضاء والمحاماة والاقتصاد وكل ما يواجهه، مختتما كلمته قائلا: إننا «إذا كان لدينا الأمل وهو موجود وقائم فهو معقود عليكم وجئنا لنضع أيدينا في أيديكم تحقيقا لما ترمون».

وقال عطية، إن «لبنان الشقيق ينتظر من المحامين أن يرفعوا الراية وأن يتقدموا الصفوف وأن يصلحوا ما فشل فيه كل أبنائه، لأنهم يملكون الثقافة والمعرفة والقانون والإخلاص ستكون لبنان بخير ما دمتم بخير».

وتابع عطية، أن «المحاماة تطلع إلى أعلى، تطلع إلى السماء، وهي المنوط بها حماية الحريات، الحقوق، والإنسان، هذه الحميات المتعددة لا تقابل من معظم الناس بالتسليم والإقرار والعرفان، ومن أجل ذلك كانت مهمتنا بالغة العسر، بالغة الصعوبة».

وأضاف عطية: نحن نؤديها أمام قضاة يجلسون على منصة عالية، ونيابة تناوئنا، والخصم في الدعوى، وجمهور يتابعنا منهم من يتعاطف معنا ومنهم من يقف ضدنا، ونحن مطالبين وسط هذه الظروف الصعبة البالغة العسر وبالاجتهاد الذي لا إعداد سابق له، ولا تحضير أو كتابة تسبقه، ولكن من خلال ما لديكم من موهبة وقدرة على حمل ما تختزنه من أفكار ومثل ومبادئ للدفاع عن كل هذه القيم لتصلوا بها إلى وجدان القضاة لتأثر فيهم وتزحزهم عما عساه أن يكونوا قد اعتنقوه سلفا من واقع قراءة القضية.

تحية خاصة للرئيس السيسي 

كما التقي رجائي عطية نقيب المحامين، خلال زيارته في بيروت بـ رئيسي الوزراء والنواب اللبنانيين والسفير المصري، والرئيس نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني، في لقاء اتسم بالود، تناول ما يواجه لبنان الآن من مصاعب، وتقدير لبنان للدور وللدعم المصري لها، وحمله الرئيس بري بتحية خاصة للرئيس عبد الفتاح السيسي، كما تفهم سيادته قضية المحامين وتطرقا لما فيه نفع المحاماة والمحامين والحرص على استقلالية القضاء اللبناني.

والتقى بعدها النقيب رجائي عطية، بالدكتور حسان دياب رئيس مجلس الوزراء اللبناني، حيث ترجم اللقاء وما دار فيه عن المحبة الممتدة بين البلدين الشقيقين وشعبيهما كما تفهم سيادته ما يلزم للمحاماة والمحامين.

واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، الدكتور حسان دياب، رئيس اتحاد المحامين العرب ونقيب المحامين في مصر رجائي عطية، والأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب عمر زين.

وذكر مجلس الوزراء اللبناني في بيان له، أنه بعد اللقاء أشار رئيس اتحاد المحامين العرب إلى أنهما تحدثا مع الرئيس دياب بشأن الزملاء المحامين الذين يواجهون بعض الصعوبات في التعامل معهم.

وأكد رئيس الوزراء اللبناني، أنه أصدر تعليمات سابقة بضرورة التعامل مع المواطن بشكل عام والمحامين بشكل خاص بكل المعايير التي يجري اتباعها وفق الأصول.

مطالب المحامين واستقلالية القضاء

كما استقبل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة رئيس اتحاد المحامين العرب، نقيب المحامين في جمهورية مصر العربية رجائي عطية، بحضور الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب عمر زين حيث جرى بحث للأوضاع العامة وشؤونًا متصلة بمطالب المحامين واستقلالية القضاء.

ونقل بيان لمجلس النواب اللبناني، تصريحات لـ نقيب المحامين رجائي عطية، قائلا: «سعدت وتشرفت بلقاء دولة الرئيس نبيه بري وما أعرفه عنه ونطلق عليه في جمهورية مصر العربية بأنه ضامن للبنان فحيثما يوجد الرئيس بري تزان الأمور».

وأضاف: «لم أكن أتصور أنني أمام هذه الشخصية الفذة الآسرة المليئة بالعلم والمعرفة والتواضع والقدرة على البيان والإخلاص للبنان والمنطقة العربية بأسرها هذا ما وجدته بدولة الرئيس نبيه بري».

مشاكل المحامين في لبنان

وتابع: «تحادثنا مع دولته حول مشاكل المحامين في لبنان وحول ما يعانيه المحامون وما يطلبونه وبكل ما يتصل باستقلالية القضاء باعتباره الضمانة الأساسية للمحاماة والعدالة، فاستقلالية القضاء أوسع من استقلال القاضي لأن القاضي قد ينتزع استقلاله الذاتي رغمًا عن أنف الجميع لكنه يجب أن يعمل في إطار استقلالية القضاء».

وأردف: كما تحدثنا عن مشروعات القوانين الموجودة في المجلس النيابي المتصلة باستقلالية القضاء والمحامين، كما تحدثنا عن أوضاع المنطقة والأوضاع والمصاعب التي يعانيها لبنان منوها بموقف مصر بالرغم من كل ما تعانيه ومؤازرتها للبنان.

وختم نقيب المحامين تصريحاته قائلًا: خرجت من لقائي مع الرئيس نبيه بري ولدي إحساس عميق بالثقة بمستقبل لبنان ومستقبل العروبة ولن يضام العرب ولبنان طالما هناك الرئيس نبيه بري.