الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحلة البحث عن «شقة»

كل فكرة عظيمة تبدأ بداية شديدة القوة، ويبقى مستقبلها مرهونا بالتطبيق السليم .. وحلم الشقة وظل
الـ “٤ جدران” فى ذهن كل إنسان ويراود رب كل أسرة، وما إن بلغت مسامع المواطن شعار “المبادرة الرئاسية للتمويل العقارى” حتى سارع إلى قراءة تفاصيلها ومعرفة شروطها للفوز بـ “العش الهادئ” سواء من هو فى مقتبل حياته الزوجية أو الأب الذى يفكر فى ضمان لمستقبل أبنائه .. وينتشى محدودو ومتوسطو الدخل بمعايير المبادرة بدءا من الرقم الضخم المرصود للمبادرة .. ١٠٠ مليار جنيه .. ومرورا بفترة التقسيط الممتدة إلى ٣٠ عاما بفائدة ٣ ٪ مع مقدم مريح يراعى ظروف المصريين المادية والاجتماعية .. وانتهاء بموصفات الشقة “الحلم” ما بين التشطيب الكامل والمساحة المناسبة وتوافرها فى مناطق سكنية ترتقى بأحوال ومعيشة العائلات بصورة محترمة .. وكريمة!.
حتى هذه اللحظة، والمبادرة تحمل آمال القطاع الأعظم من الشعب، وتحتوى على مقومات الإشباع المطلوبة .. ولكننا نترقب دائما “مراحل” التطبيق، و”مشاهد” التنفيذ .. وتلك الفقرة بطلها الحكومة ممثلة فى وزارة الإسكان والبنك المركزى (محور المبادرة) والرقابة الإدارية .. فالإسكان تحظى بآلاف الوحدات الصالحة لقبول طلبات المتقدمين إلى المشروع الرئاسى، وعليها أن تضمن وصول هذه الوحدات بكل خدماتها ومرافقها وبمنتهى الشفافية وصرامة التعليمات إلى مستحقيها ممن تنطبق عليهم شروط التقديم .. والبنك المركزى منوط به توفير السيولة والمرونة فى إجراءات التسليم وسداد الأقساط دون ظهور عوائق أو “مفاجآت” حسابية قد تُرهق المواطن وتُربك حساباته خصوصا وأنه سيتحمل عبء تجهيز الشقة لاحقا من أثاث وأجهزة ومفروشات فضلا عن تطوير عملية التشطيب بما يلائم أوضاعه ومتطلبات أسرته .. وتلك ميزانية منزلية أخرى!.
أما الرقابة الإدارية فدورها المقدس يكمن فى حماية المبادرة من المنتفعين و”شلل” الموظفين الفاسدين الذين يحترفون “ثغرات” هذه المشروعات البراقة ويجردونها من أى بعد وطنى أو إنسانى نظير مصالحهم والخروج بأكبر نسبة من الغنائم .. ولذلك لابد من تشكيل هيئة محكمة من خبراء القانون والإسكان للإشراف على أسلوب تنفيذ المبادرة، وتتابع بدقة وضمير يقظ خطة توزيع الشقق على المحتاجين بالفعل، وليس من يستغلون “المنحة الرئاسية” لمزيد من التربح والثراء السريع .. والماضى ملئ بتلك الشرذمة الضالة!.
- دائما رحلة البحث عن “شقة” تسير فوق الأشواك .. وتمر فوق مطبات صناعية .. ولانريدها فى نهاية الطريق تصطدم بالصخور ويفقد الجميع كل شئ .. ولننظر إلى الأمام بعيدا عما تحت أقدامنا ونحن نقود سيارة “التمويل العقارى”!.
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط