الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«فرسان» الأوليمبياد!

 

مشاهدة سباق الدورة الأوليمبية تفوق فى متعتها أى متعة أخرى .. جنسيات مختلفة وأبطال متنوعون وأجواء من الإثارة والتنافس الشرس .. أناقة فى التنظيم وانضباط فى المواعيد والتزام بالإجراءات والتعليمات الفنية والأمنية .. وتدور عقارب الساعة فى دقة ووفقا لجدول محدد الخطوات والاتجاهات!.
ولايصعد إلى نهائيات العرس الأوليمبى إلا الموهوبون .. ولا يقف فوق منصة التتويج حاملا علم بلاده على كتفه وميداليات الشرف على صدره إلا السفراء المخلصون .. ولا يستحق التكريم والتصفيق على خط التدريب خارج حدود الملعب إلا البارعون فى صنع البطل وقيادة قدراته وتوجيه بوصلته نحو راية النصر .. ومن شارك من أبنائنا الرياضيين وجب علينا احترامه وتشجيعه ودعمه بكل قوة وإصرار .. ومن نال مركزا متقدما فى التصنيفات العالمية وحصد الذهب والفضة والبرونز لزم علينا احتضانه ورعايته وتحصين إنجازه بمزيد من المؤازرة والمناخ النفسى والمادى السخى الذى يحفظ استمرارية العطاء والنجاح لإفراز العشرات فى الدورات المقبلة .. وأمامنا دائما ٤ سنوات فاصلة تمنحنا الفرصة والوقت لاكتشاف مواهب مراكز الشباب المدفونة، والأندية المهجورة، والنجوع والكفور النائية بـ “مصابيح” مدربى الأقاليم والمحافظات والأكاديميات “المقهورة” تحت الأرض والتى تتنفس الهواء الفاسد وتراب الأسفلت، ولكنها تنجب براعم ومشروعات أبطال وبطلات قد تعجز الأندية الكبرى عن إخراجها من رحمها الواسع!.
واليوم تتجه الأنظار إلى فرسان آخرين من سلالة نادرة ونحن نتابع أحداث “البارا أوليمبياد” والعين تمتلئ بدموع الفخر ومشاعر الاعتزاز ورعشة الجسم الرائعة مع كل حركة تصدر عن بطل من ذوى الاحتياجات الخاصة .. هذا البطل الذى تحدى المستحيل وهزم الإعاقة العابرة وصهر من إصابته “معدنا صلبا” فى الإرادة وتغيير الواقع بنفس الأيدى والأقدام .. والمدهش أن ماضى هؤلاء الجميل حافل بـ “جدار” الميداليات والأرقام القياسية والإحصائيات الرسمية يحطم بصورة مبهرة “براويز” الأشخاص الطبيعيين، بل ويحرج قيادات الاتحادات التى تنفق الملايين على الألعاب الفاشلة والمستويات الفقيرة، بينما “فُتات” الميزانيات يلتقطه المهمشون ويكتفون بنصيبهم الضئيل .. ويتحركون .. ويقفزون .. ويفوزون بالسبق والانفراد .. لماذا؟! .. لأنهم ببساطة .. أثرياء الوطن وكنوز الأرض!.
انتظروا مشاركات قوية وأخبارا سارة فى ماراثون “البارا أوليمبياد” .. وأسعدوا أبصاركم وآذانكم بصرخات الانتصار والأيدى الشاهقة كالجبال .. وافتراضا لم يحدث ذلك، فوصول أبنائنا إلى هذا الشريط الرياضى العريق فيلم كبير، ووراء كل بطل وبطلة “باراأوليمبية” قصة كفاح ومشوار عرق ونضال وسيناريو حياة تفاصيله لاتعرف اليأس ولايقهرها ظلم أو تجاهل أو ضمير ضرير .. ومثلهم آلاف فى كل مجال وداخل كل حقل، و”الدولة السليمة” وحدها هى التى تستفيد من هذه الثروة والموارد الحية وتكفل لها “حياة كريمة”، لتنتقل بها من التخلف إلى الازدهار .. والإنسانية!.  
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط