الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مكاسب هائلة للقطاع الخاص من إيديكس 2021

علاء حيدر
علاء حيدر

يعد القطاع  المدني ، من أكبر  المستفيدين من تقدم التكنولجيا العسكرية و التصنيع العسكري ، و من هذا المنطلق ، حرصت   مصر  على أن تسلح نفسها بمعرض عالمي للصناعات العسكرية تحت إسم "إيديكس" منذ العام 2018  . 

و قد تزين إيدكس في نسخته للعام  2021  ، بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العسكرية المصرية في مجال الصناعات الحربية  ،  لكنه كشف في نفس الوقت عن   مدى إستفادة تكنولوجيا القطاع المدني الخاص،  من التعاون مع التكنولوجيا العسكرية للقوات المسلحة المصرية   . 

  و قبل أن نخوض في أهمية الصناعات العسكرية  المصرية للتصنيع المدني ، سنستشهد  أولا ،  بمثالين عالميين،  يثبتا أن المجال المدني ، هو المستفيد الأكبر من التكنولوجيا العسكرية عبر التاريخ الحديث .

 فعندما أنتجت الولايات المتحدة الأمريكية ، القنبلة الذرية سنة 1945 ، إستغل القطاع المدني هذا الإنجاز العسكري الكبير،  و حول القدرات الذرية ، من قدرات تدميرية جبارة  ، لقدرات تنموية  هائلة ،  بتوليد الطاقة الكهربائية،  من الذرة ، لتساهم الطاقة النووية ،  في مسيرة تنمية العالم و إنارته  . 

أما المثال الآخر الأكثر تأثيرا  على  المجال   المدني،  فكان شبكة الأنترنت .فقد رأت  هذه الشبكة العنكبوتية النور لأول مرة ، في خضم مخاطر إندلاع حرب نووية بين ، الولايات المتحدة ، و الإتحاد السوفيتي سنة  1962 ، بسبب أزمة الصواريخ الكوبية ، و مخاوف أمريكا من تدمير شبكة الإتصالات العادية ،  سهلة الإستهداف  في حال تعرضها لهجوم نووي سوفيتي بقيادة روسيا ،   فقامت وزارة الدفاع الأمريكية،  بتكليف شركة تكنولوجية تابعة لها أطلق عليها إختصارا  " DARPA "   لأختراع البديل الآمن .

 و بالفعل تمكنت داربا ،  في 1968 ، من تدشين أول شبكة إنترنت عسكرية ، أطلق عليها"  Arpanet " ، لتربط  جميع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة  الأمريكية بعضها ببعض   ، فضلا عن ربط هذه القيادات العسكرية ، بالقيادات السياسية ، و على رأسها رئيس الولايات المتحدة ، في البيت الأبيض . و لن أخوض في مجالات الرزق الهائلة،  التي فتحتها شبكة الانترنت للبشر في جميع أنحاء العالم،  لأنني  لست بحاجة للخوض فيها ،  فيكفي أنه لا يوجد خدمة يمكن تقديمها اليوم  للمواطنين بدون شبكة أنترنت . 

 و كانت مصر ، قد لجأت في الخمسينات و الستينات من القرن الماضي،  للمصانع الحربية للقوات المسلحة،  لتلبية مطالب القطاع المدني بتصنيع منتجات مدنية  محلية ، لمواجهة الحصار الإقتصادي،  الذي كانت  فرضته الولايات المتحدة  على مصر،  بمساعدة بعض الدول الأوروبية ، إنتقاما من مصر لتأييدها للقضية الفلسطينية ،  و الجميع لا يزال يتذكر ، السخانات ، و البوتاجازات ، و الغسالات ، التي كانت تنتجها المصانع الحربية المصرية في ذلك الوقت  .  

 و هنا يظهر أهمية معرض  ايديكس 2021   للصناعات الحربية بمشاركة 58 شركة مصرية  من القطاعين العسكري و المدني ، الى جانب  350  شركة عالمية متخصصة في صناعة الأسلحة ، يمثلون 42 دولة ، على رأسهم أمريكا ، و الأمارات ، فرنسا  ، و ألمانيا ، و روسيا ،  بحضور 13 وزير دفاع ، وعدد من  رؤساء الأركان , و خبراء في مجال التسليح الحربي،  و محلقين عسكريين  . 

 و قد كان التعاون بين مصانع القوات المسلحة ، و مصانع القطاع الخاص المدني،  من أهم ثمار ايديكس  2021. يقول وزير الإنتاج الحربي محمد أحمد مرسي ،  لبرنامج " على مسئوليتي،  " للإعلامي أحمد موسى،  على قناة "صدى البلد" ،  أن التعاون بين مختلف مصانع الإنتاج الحربي،  و القطاع الخاص،  أثمر عن أمتلاك مصر ، للمرة الأولى،  للصلب المدرع،  أحد أهم مكونات،  المركبات العسكرية المصفحة،    و الدبابات،  و المجنزرات  . كما  أن هذا التعاون قلل تكلفة إنتاج هذه المركبات العسكرية،  بنسبة 60 في المائة،  بالقياس بالصلب المدرع،  الذي كنا نستورده من،  فرنسا ، و الصين،  و الهند .و  تابع الوزير موضحا أن إمتلاك مصر لتكنولوجيا الصلب المدرع،  سيحول دون إحتمالات لجوء بعض الدول بفرض حظر هذا المنتج الاستراتيحي عن مصر  للضغط  عليها  لتحقيق مصالح خبيثة أو زعزعة إستقرارها .

و يجسد الأوتوبيس الكهربائي صديق البيئة مصري الصنع ، قمة التعاون بين القوات المسلحة ، و شركات القطاع الخاص، حيث تمكنت مصر من توطين صناعة السيارات الكهربائية في مصر،  حيث يمكن أن يقطع هذا الأوتوبيس  بشحنة واحدة أكثر من 350  كيلو متر . و يؤكد وزير الإنتاج الحربي،  أن هناك 10 شركات قطاع خاص،  تساهم أيضا في  مكونات تصنيع هذا الأوتوبيس،  مثل شركات الزجاج،  و الإطارت،   و غيرها  . 

 أما قمة عطاء  الصناعات الحربية المصرية لتوفير الأمن و الامان للمدنيين  من خلال إستئصال الإرهاب من جذوره،  فقد تجسدت،  في نجاح مصر، في تصنيع  أول طائرة إستطلاع بدون طيار،  تحمل إسم "نووت" ،  و هو إسم فرعوني،  يعني آلهة السماء . و تستطيع  نووت،  المصنعة بنسبة 100 في المائة  ، بأياد مصرية ، بما تمتلكه من أحدث   الأجهزة الملاحية.

 و نستطيع من خلال الأمثلة العالمية،  و المصرية ،  التي أوردناها  في مجال  مساهمة التكنولوجيا العسكرية في  تطوير التكنولوجيا المدنية ، و  النهوض بإقتصاد القطاع الخاص ،  أن ندرك أن  إستهداف البعض ،  للقدرات الإقتصادية للقوات المسلحة ، بزعم مزاحمة القطاع الخاص ، ما هو إلا محض إفتراء ، أو لتحقيق  أغراض خبيثة لا مجال هنا للكشف عنها .