الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفن المصري والصحافة العالمية

علاء حيدر
علاء حيدر

أثبت الاهتمام الكبير الذي أولته الصحافة العالمية،  لمسلسل " الاختيار 3" ،  أن الفن المصري يعد من أهم القوى الناعمة المصرية، وأن الفنانين المصريين سيظلون في بؤرة استهداف التيار المتطرف ، بدعم من أعداء مصر،  انتقاما من التأثير الثقافي للفن المصري على محيطه العربي وإسهاماته في تعزيز الوطنية والانتماء في قلوب المصريين. 

وبعيدا عن مضمون المقالات والتقارير التي نشرتها الصحافة العالمية عن مسلسل الاختيار 3 ،  فمجرد  هذا  الاهتمام الكبير من جانب وسائل الإعلام العالمية مثل الي بي سي،  و الإيكونوميست الإنجليزيتين، ونيويورك تايمز الأمريكية ، ولوموند الفرنسية، بالاختيار ٣ ، يكشف بجلاء  أن الفن المصري تخطى تأثيره حدود إقليمه المحلي والعربي، ليصل إلى المحيط العالمي.

ويذكرني هذا الاهتمام الكبير،  من جانب الصحافة العالمية،  بمسلسل  الاختيار 3 ، بتصريحات الرئيس الإسرائيلي السابق،  شيمون بيريز، الذي قال فيها "لقد جرب العرب قيادة مصر لمدة 50 عاما وقد حان الوقت لكي يجربوا حكم  إسرائيل". وعندما تم توجيه، السؤال لأحد الخبراء الإسرائيليين عن كيفية تحقيق شيمون بيريز لهدفه، أجاب "سيكون ذلك من خلال زعزعة استقرار مصر،  وتجريدها من واحد من أهم أسلحتها،  وهو تأثير الفن المصري على محيطها العربي".  مشيرا في هذا الصدد إلى الأغاني،  والمسلسلات ، والأفلام المصرية،  التي مجدت الأعمال البطولية للقوات المسلحة المصرية، وحشدت الجماهير العربية وراء القضايا العربية.

ولذلك،  فليس مستغربا أن يتعرض الفن المصري لهجمات شرسة من جانب التيار الديني المتطرف،  من خلال شن حملة واسعة لتحريم الفن،  بتحريض من القوى المعادية لمصر،  لا سيما التركيز على  تحريم اشتغال الفنانات المصريات بالفن،  في وقت لم تشمل فيه حملة التحريم ، مدفوعة الأجر،  الفنانات العربيات، من لبنان ، ودول شمال إفريقيا ، وحتى فنانات دول الخليج.

وفي هذا الصدد،  أتذكر واقعة مهمة حدثت لي في السنغال، عندما كنت مديرا للمكتب الصحفي لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، وكانت العاصمة السنغالية،  داكار، تستقبل في هذا التوقيت، كوكبة من الفنانين المصريين،  في إطار تصوير مسلسل "الحفار"، الذي جسد نجاح المخابرات المصرية في تفجير الحفار الإسرائيلي في مياه المحيط الأطلنطي ، بغرب إفريقيا ، قبل الوصول لإسرائيل لاستخراج البترول المصري من سيناء في وقت كانت تستعد فيه مصر لشن حرب تحرير سيناء  وتعمل على حرمان إسرائيل من مصدر للطاقة؛ وكانت المفاجأة أن خرجت الجاليات العربية الكبيرة في السنغال،  من لبنان،  وتونس،  والمغرب ، والجزائر ، وموريتانيا ، لاستقبال الفنانين المصريين في مطار داكار وطوال فترة إقامتهم، وعلى رأسهم حسين ومصطفى فهمي،  ولبلبة و هالة صدقي ، يوسف شعبان.

تزامن تصوير مسلسل “الحفار” في السنغال،  مع مؤتمر صحفي  عقده  سفير إسرائيل في العاصمة السنغالية، لشرح جهود بلاده في كيفية مساعدة السنغال في استغلال مياه نهر السنغال،  على حساب دولة موريتانيا العربية،  التي تتقاسم مياه النهر مع جارتها السنغال؛ وكانت المفاجأة أن السفير الإسرائيلي بعد انتهاء المؤتمر الصحفي، وخلال حفل عشاء أقامه على شرف الصحفيين السنغاليبن، أن كانت معظم أسئلته موجهة لهم عن سبب الاهتمام الكبير من جانب الجاليات العربية بالفنانين المصريين،  أكثر من اهتمامه بالخلاف السنغالي الموريتاني على مياه نهر السنغال. 

المعروف أن السنغال تحتضن على وجه الخصوص، جالية لبنانية كبيرة، معظم أفرادها من أثرياء السنغال كأصحاب متاجر، وشركات، ومصانع، وكشف لي أحد الصحفيين السنغاليين وكان يعمل في وكالة الأنباء السنغالية،  أن السفير الإسرائيلي طلب منه تقريرا عن مدى اهتمام الجاليات العربية بالفنانين المصريين.

وفي واقع الأمر، يعكس الاهتمام الكبير من جانب وسائل الإعلام العالمية التي أفردت مساحات كبيرة لمسلسل الاختيار 3،  رغم  الأزمة الاقتصادية العالمية ، و تداعيات فيروس كورونا، والحرب الروسية  الأوكرانية، أن الفن المصري نجح في تصحيح المفاهيم عن فترة عصيبة، عاشتها مصر، خلال فترة حكم الإخوان،  مثلما ساهم في إجهاض مؤامرة استهدفت فبركة الأحداث ، وتشويه الحقائق، والتشكيك في قيادات الدولة، والقوات المسلحة المصرية، عبر إنتاج وثائقيات بمبالغ ضخمة من خلال قنوات تليفزيونية عميلة تبث سمومها من الخارج،  ومن خلال منصات إلكترونية إخوانية.

ونهاية نستطيع أن نقول بكل ثقة إن مسلسل "الاختيار 3" من خلال نجوم الفن المصري،  نجح  في تسليح المصريين بمناعة ضد جماعة الإخوان الإرهابية، وكشفت للتاريخ الثمن الباهظ الذي دفعته مصر لاستعادة هُويتها واستقرارها.