الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكتوبر 73 .. السلاح والسياسة والحقيقة

إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

في الذكرى الـ49 لنصر أكتوبر 1973 وخلال الاحتفالات بشهر النصر الأعظم، في تاريخ مصر الحديث، يمكننا التوقف بكثير من الاعتزاز والفخر بهذه المناسبة الغالية على قلوب المصريين والعرب جميعا.. وأن نتوقف كذلك أمام العديد من الملاحظات والأسئلة المطروحة بعد مرور 49 عاما على النصر:-
في مقدمة هذه الملاحظات:-
- أن حرب 1973 أو ما تسمى بحرب يوم الغفران عند اليهود، هى النصر الأكبر للعرب  في حربهم الطويلة ضد إسرائيل. وعلى مدى جولات الصراع 1948 و1956 و1967 وحرب الاستنزاف وبعدها 1982 "غزو لبنان" لم تنل إسرائيل هزيمة حقيقية، مثل التي نالتها على يد الجيشين المصري والسوري في حرب أكتوبر 1973.
- إن إسرائيل وخلال هجمتها المسعورة على الأرض العربية إبان 5 يونيو 1967 كانت قد تجاوزت المدى، في اعتداءاتها إلى درجة غير معقولة، وكان التوحش الإسرائيلي، قد وصل إلى ذروته في قضم الأراضي العربية، الى درجة احتلال أراضي 4 دول عربية هى مصر وسوريا وفلسطين والأردن مرة واحدة، وكان لابد من نهاية لهذه الظلمة الموحشة وكانت الحرب حتمية.
- أن حرب أكتوبر 1937 أثبتت لإسرائيل وعن طريق قعقعة السلاح، أن الجيش المصري لا يمكن الاستهانة به، وإنها وإن كانت كسبت جولة في 5 يونيو بعنصر المفاجأة وقرارات عسكرية وسياسية خاطئة آنذاك، في مقدمتها قرار الانسحاب المخزي من سيناء، فإن الجيش المصري قادر على كسب جولات وتحرير أرضه، فأكتوبر 1973 غيرت الاستراتيجية الإسرائيلية ذاتها.
وبهذه المناسبة، فهناك بعض الأسئلة بخصوص حرب النصر في أكتوبر 1973وما جاء بعدها من مسارات للسلام والتسوية:-
-وأشهر الأسئلة التي كانت ولا تزال تتردد على الأسماع، هى القول المأثور للزعيم الراحل أنور السادات، وهى أن حرب أكتوبر آخر الحروب.. والحقيقة أن هذا ليس صحيحا بالمرة، لا لمصر ولا للدول العربية. فالحرب لم تتوقف من جانب إسرائيل لحظة.. صحيح أنها كانت وحتى اللحظة آخر الحروب بالنسبة لمصر، وتأكيد الانسحاب وعدم الاعتداء بمعاهدة السلام مارس 1979، لكن إسرائيل لم تتوقف عن الحرب في المنطقة العربية، ويمكن إحصاء ما يقل أبدا عن 10 جولات عسكرية إسرائيلية عنيفة، على الأقل أغلبها في الأراضي المحتلة في فلسطين قامت بها إسرائيل منذ انتهاء حرب أكتوبر 1973 وبالطبع في مقدمتها اجتياح لبنان 1982.
-أما السؤال الثاني فيتعلق بمصير القضية الفلسطينية وعما إذا كان الرئيس السادات رحمه الله محقا، عندما عرض على القادة الفلسطينيين آنذاك المشاركة في لقاءات السلام ورفضهم لذلك، وفرض مقاطعة عربية على مصر استمرت  نحو 10 سنوات، ونقل مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى تونس، حتى عودتها لمصر ثانية في عام 1989.
-والحقيقة أن السنوات، أثبتت بعد نظر الرئيس السادات وصحة نبؤاته وتحركاته. واليوم بعد قرابة نصف قرن على نصر 1973 لم يفز الفلسطينيين بشىء ولم يحققوا شيئا، وهم الآن وللأسف وبعد 29 عاما من اتفاق أوسلو سبتمبر 1993 لم يأخذوا في أيديهم من إسرائيل سوى قبض الريح، وبالخصوص بعد وصول حكومة نتنياهو المتطرفة للحكم مرتين من 1996-1999 ومرة أخرى من 2009-2021.
وخلال عمر هذه الحكومات، لم تتقدم مسيرة التسوية خطوة واحدة بل نسفت نسفا، وتحتاج اليوم لاتفاق جديد وبداية جديدة. ما يعني باختصار أن الفرصة كانت متاحة وقت السادات، وذلك استنادا إلى النصر الكبير للجيشين المصري والسوري قبل وقف إطلاق النار ولظروف عالمية ضاغطة.
أمام السؤال الثالث والأخير، فيتعلق بالسلاح ومدى أهميته في حرب النصر 1973، وأثبتت حرب أكتوبر أن السلاح المتقدم، كان ولا يزال له الدور الرئيس في حسم المعركة أمام إسرائيل. فسنة 1967 لقنت الجميع درسا، بضرورة وضع تسليح الجيش المصري بأحدث الأسلحة والأنظمة الدفاعية في العالم كأولوية قصوى للوطن وقد كان.
وختاما وفي ذكرى النصر.. لا يمكن لأحد أن يزايد على ما حققه الرئيس السادات، من مكاسب سياسية وعسكرية لوطنه، فقد استردت العسكرية المصرية شرفها، واستردت سيناء الغالية. رغم أن الصراع لا يزال مستمرًا، والاحتلال لا يزال بغيضا وضاغطًا على الأنفس والأرواح.