الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روسيا تقترح إعادة إنشاء خزائن الأرض.. مصر أمل العالم لحل أزمة الغذاء

القمح
القمح

تسعى مصر لتأمين احتياجاتها من الغذاء، وخاصة الحبوب الاستراتيجية مثل القمح، حيث تعمل الدولة للتحول إلى مركز عالمي للحبوب والقمح، ويعزز هذا التوجه، موقع مصر القريب من خطوط الإمداد العالمية، وثقة دول العالم بها، وهو ما دلل عليه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، حيث أكد أن جميع الشروط تنطبق على مصر لتصبح مركزا للحبوب الروسية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، موضحا أن السنوات الأخيرة، كانت معظم الحبوب تأتي إلى مصر، مصدرها روسيا نظرا للجودتها وسعرها.

مصر جاهزة لتصبح مركز الحبوب

وأكد فيرشينين، في تصريحات إعلامية مع "آر تي عربي"، أن جميع الشروط تنطبق على مصر لتكون مركزا لتوريد مجمع الصناعات الزراعي الروسي.

وكان وزير الخارجية سامح شكري، أعلن يناير الماضي، عن استعداد مصر للتعاون مع المجتمع الدولي، لاستضافة مركز عالمي لـ توريد وتخزين الحبوب، لمواجهة أزمة الغذاء العالمية، مؤكدا دعم مصر لأهداف مجموعة العمل الزراعية التابعة لمجموعة العشرين، لصياغة خارطة طريق للأمن الغذائي والزراعي الذكي مناخيا، خاصة وأن التحديات التي تواجه دول الجنوب، بسبب الأزمات المتلاحقة بما فيها جائحة فيروس كورونا، وأزمات سلاسل الإمداد والأمن الغذائي والتغير المناخي.

جاءت تصريحات شكري، في كلمته المسجلة عن مصر، في فعاليات مجموعة العشرين، استجابة لدعوة الهند، خلال فترة رئاستها.

عوامل إنشاء مركز الحبوب العالمي بمصر

في هذا الصدد، قال الدكتور أسامة السعيد، عميد كلية التجارة بجامعة بني سويف السابق، إن استضافة مصر، مركز الحبوب العالمي، وتصريحات وزير الخارجية سامح شكري، تعكس تأكيد مصر لأهمية استثمار موقعها الجعرافي بين الثلاث قارات وتوسطها للعالم، وعلاقاتها المتميزة بين دول العالم، ما يعطيها ميزة تنافسية وهي الموقع الجغرافي، ويمكنها من إنشاء به ما يشبه البورصة السلعية.

وأضاف السعيد، لـ "صدى البلد"، أن استضافة مصر مركز الحبوب العالمي، سوف يمكنها من الحصول على الكميات المتداولة بين المنتجين والمستهلكين، حيث تصبح مصر مقر التداول حول العالم، ويفيد ذلك في الوصول إلى السعر العادل لكل أنواع الحبوب، وانخفاض التكلفة على الدول المستهلكة بعد توافر الحبوب في مصر.

الدكتور أسامة السعيد عميد كلية التجارة جامعة بني سويف

وأوضح السعيد، أن وصول كميات الحبوب إلى مصر، سوف يجعلها تحصل على ما تحتاج بسعر عادل، ويضمن عدم تضخم أسعار سلاسل الإمداد التوريد، لتصبح مصر مركزا لتداول الحبوب، كما تسعى لتصبح مركزا للطاقة، وتوفر هذه الحبوب للدول التي تستفيد منها في المقام الأول، مشيرا إلى أن استضافة وتنفيذ مركز الحبوب العالمي بمصر، هي كالتالي: 

  • عقد الشراكات مع الدول المنتجة للحبوب.
  • عقد الشراكات مع الدول المستهلكة للحبوب.
  • توافر الخبرات اللازمة لإطلاق بورصة سلعية للحبوب على مستوى دولي.
  • استثمارا منطقة قناة السويس لدعم الفكرة، من خلال اللوجستيات التي تخفض تكلفة النقل والشحن والتأمين.

صياغة النظام الاقتصادي الدولي

كان ووزير الخارجية سامح شكري، أكد على ضرورة تبني نهج شامل للتعامل مع التحديات والتوصل لحلول مشتركة وفعالة، كما أشار وزير الخارجية إلى أهمية مجموعة العشرين في توفير الزخم اللازم لإعادة صياغة النظام الاقتصادي الدولي للاستجابة بصورة فعالة وفي توقيت مناسب للتحديات التي تواجهها دول الجنوب، معرباً عن التزام مصر بالانخراط البناء في النقاشات والمبادرات التي سيتم طرحها في إطار مجموعة العشرين من أجل التوصل لتوافق بشأن التحديات المعقدة الراهنة.

واستعرض في كلمته أيضاً بعض الأولويات والأفكار التي قد تسهم في نقاشات المجموعة في هذا الشأن، مشيراً إلى أهمية أن تأخذ المجموعة زمام المبادرة في إلزام شركاء التنمية بتقديم الدعم اللازم لدول الجنوب من أجل التعافي على المدى القريب والتعامل مع احتياجاتهم التنموية على المدى البعيد.

كما استعرض شكري الدور الذي لعبته مصر مؤخراً في الدفع بالتزامات قوية وغير مسبوقة في إطار مؤتمر شرم الشيخ للمناخ.

سامح شكري وزير الخارجية

وشدد وزير الخارجية على أهمية إدراك أن وصول الطاقة لكل الدول والتحول فيها لن يتحققا دون ضمان التمويل الكافي ونقل التكنولوجيا للدول النامية، منوهاً بإطلاق مصر المنتدى العالمي للهيدروجين المتجدد خلال مؤتمر المناخ، وما يمكن أن يوفره المنتدى من فرص تجارية بين الدول النامية والمتقدمة.

وأعرب وزير الخارجية -خلال كلمته- عن تطلع مصر لدعم مجموعة العشرين لأنشطة المنتدى.

600 ألف طن قمح قادمة لمصر

وكان هيئة السلع التمونية، تعاقت مع روسيا، بالنيابة عن وزارة التموين، على شراء 600 ألف طن من القمح الروسي، موضحة خلال بيانها الخميس الماضي، أن 300 ألف طن سوف تشحن في الفترة بين 10 إلى 20 مايو، فيما يتم شحن الـ 300 ألف طن الاخرى بيم 21 إلى 31 من نفس الشهر.

وتمد روسيا، مصر بكميات كبيرة من القمح، خلال الأشهر الماضية، حيث أصدرت روسيا بيانا في 11 يناير الماضي، لتؤكد فيه، مواصلتها شحن الحبوب إلى مختلف دول العالم وعلى رأسها مصر، مشيرة إلى أن الصادرات زادات في الفترة من 1 يناير إلى 8 يناير، فيما قالت يلينا تيورينا مديرة قسم التحليلات باتحاد الحبوب الروسي إن صادرات القمح تضاعفت إلى 963 ألف طن مقابل 480 ألف طن عن نفس الفترة من عام 2022 كما زادت صادرات الذرة بنسبة 27% لتصل إلى 44.5 ألف طن.

وأضاف أن مصر، كان لها الريادة في استيراد القمح الروسي خلال يناير حيث تم شحن 191.5 ألف طن إلى مصر مقابل 103 آلاف طن قبل عام، كما تم إرسال 132 ألف طن إلى باكستان وتكثيف الشحنات إلى الجزائر، أما عن المشترين الجدد للقمح الروسي، فهم سلطنة عمان وكينيا وتنزانيا وقطر.

وأوضحت أن الدول التي تستورد من روسيا بشكل كبير هم مصر وتركيا، وباكستان والمملكة العربية السعودية والجزائر وعمان وكينيا وتنزانيا، وإسرائيل حيث تفي روسيا بالتزامتها في توريد القمح إلى البلدان الإفريقية والدول الأخرى، رغم عراقيل الغرب التي تسببت في أزمة غذاء كبيرة لدى الدول المعوزة في القارة السمراء، والتي تعهدت روسيا بإمدادها بالقمح والسماد مجانا.