الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قمة نيروبي ووضع حلول لأزمة التغيرات المناخية.. 6 مفاجآت قوية لسكان إفريقيا

وصول الرئيس السيسي
وصول الرئيس السيسي نيروبي

تستضيف العاصمة الكينية نيروبي، الاجتماع التنسيقي نصف السنوي الخامس للاتحاد الإفريقي والتجمعات الاقتصادية، والذي التقدم المحقق في برنامج عمل الاندماج التجاري لدول القارة وسبل تعزيز ذلك الاندماج، ومن بينها خطوات تتعلق بتعزيز حرية الحركة، جواز السفر الأفريقي الموحد، سبل ربط الأسواق المالية والبنية التحتية لدول القارة.

قمة نيباد في نيروبي 

وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي، إنّ القارة السمراء حققت نجاحات كبيرة على مستوى التعاون المشترك، منها على سبيل المثال التعاون المشترك في المجال البحري، لافتا إلى أنّ المؤتمر الخاص بالبحيرات الأفريقية كان مهمًّا للغاية، فضلا عن تعزيز البنية التحتية في إطار محاربة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.

وأضاف “فقي”، خلال كلمته في قمة نيباد التي تستضيفها كينيا، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي: "نحاول جاهدين كدول أفريقية العمل بأحسن أداء، والصورة النهائية ستكون ثرية"، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون والتنسيق من أجل تحسين الصورة المالية على مستوى القارة وتحسين العمل في المجالات البحثية والمجتمع المدني، والتعاون في المجال الخاص، فضلا عن الاندماج في المجال الأفريقي الذي لا يمكن أن يقوم إلا عن طريق التعاون الاقتصادي والجيوسياسي على المستوى العالمي.

وأشار إلى أنّ التغيرات المناخية تعيق عمل أفريقيا، وعلى القارة السمراء أن تحاول جاهدة أخذ موقف تجاه أزمة الاحتباس الحراري والتهجير وأيضا حل النزاعات، متابعا: "وليم روتو، سيحدد النقاط الأساسية التي تم طرحها في مؤتمر المناخ في مصر COP27 من أجل تحديد المؤتمر المناخي COP28".

كما أكدت أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، أن العالم يواجه الأن تغيرات غير مسبوقة، من التغيرات المناخية التي ساهمت في زيادة العوائق أمام إفريقيا.

وقالت أمينة محمد، خلال كلمتها التي ألقتها بـ القمة التنسيقية للاتحاد الافريقي: "أمامنا صراعات جديدة بسبب الإرهاب المواجود داخل القارة، مما ساهم في زيادة الهجرة، والقلق حيال المستقبل غير الواضح".

وتابعت  نائب الأمين العام للأمم المتحدة، أن إفريقيا هي مصدر الحلول أمام التحديات التي تواجه العالم أجمع، مؤكدا أن مجموعة العشرين ستتخذ إجراءات للحد من التغيرات المناخية.

وأضافت: وضع إفريقيا هو المهم لنا وللأجيال القادمة، و نضطلع إلى الوحدة بين شعوب القارة الأفريقية، لحماية أنفسنا من الأخطار التي تواجه القارة.

تأثر 19 مليون إفريقي

وذكرت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات تنعكس التغيرات المناخية في مختلف أنحاء العالم سلبًا على صحة الكائنات الحية، إذ تسببت في فقدان ما يزيد عن 4000 شخص لحياتهم في قارة إفريقيا، كما أثرت سلبًا على نحو 19 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم خلال عام 2022.

وأوضحت الدراسة أنه رغم أن الدول الأفريقية ليست المسؤولة عن التسبب في تغير المناخ؛ إلا أنها الأكثر عرضه للتأثر بسلبيات التغيرات المناخية؛ ما يحملها العبء الأكبر، وتم تسجيل هذا العام في قارة إفريقيا العديد من حالات الجفاف الشديدة، بالإضافة إلى موجات السيول الجارفة، فأصبح من الواضح أن هذه الظواهر المناخية المتطرفة المتزايدة ستعرض الملايين من الناس لانعدام الأمن الغذائي والمائي الحاد.

ووفقًا لدراسة المركز المصرى للفكر والدراسات، فإن أكثر من 600 شخص لقوا حتفهم في أسوأ فيضانات في نيجيريا منذ عقد، ومن بين هؤلاء 76 شخصا لقوا مصرعهم عندما انقلب قارب يقل ضحايا الفيضانات.

وتعرضت دول جنوب أفريقيا مثل مدغشقر وموزمبيق لـ 6 عواصف شديدة هذا العام؛ ما أسفر عن مقتل نحو 890 شخصًا، كما انعكست التغيرات المناخية بالقارة الإفريقية على ارتفاع درجات الحرارة في تونس إلى 48 درجة مئوية في يوليو الماضي؛ ما تسبب في إشعال الحرائق في الغابات.

ما تسببت التغيرات المناخية في تضرر نحو مليوني شخص في تشاد من الفيضانات في أغسطس وأكتوبر، كما سلب الجفاف والمجاعة حياة نحو 2500 شخص في أوغندا، وأثرا على 8 ملايين من قاطني إثيوبيا بعام 2022.

ولم تقتصر أضرار التغيرات المناخية بالقارة السمراء على فقدان أرواح قاطنيها فقط، بل تسببت أيضًا في خسائر اقتصادية ضخمة إذ أثر تغير المناخ على الحياة وسبل العيش في أفريقيا، بما ألحق خسائر تراوحت بين 7-15 مليار دولار عام 2020، وقد تصل إلى 45-50 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2040 أي ما يعادل 7% من الناتج المحلي الإجمالي لأفريقيا بحلول عام 2100.

وحذرت الدراسة من أن استمرار التغيرات المناخية قد تتسبب في تفاقم المخاطر الجسيمة على الاقتصادات الأفريقية؛ بما يهدد حياة وسبل عيش عشرات الملايين من قاطني القارة.

التأثير السلبية للمتاخ

وتحتاج إفريقيا، وفقًا للدراسة، للتغلب على التأثيرات السلبية لـ التغيرات المناخية نحو1.6 تريليون دولار بين عامى 2022 – 2030؛ وتلقت البلدان الأفريقية 18.3 مليار دولار ققط في تمويل المناخ بين عامى 2016 و2019، ما يتسبب في إحداث فجوة في تمويل المناخ تصل إلى 1288.2 مليار دولار سنويًا من 2020 إلى 2030.

من جانبها كشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الافريقية، في 2023 أن قارة أفريقيا شهدت المزيد من موجات الجفاف والفيضانات وغيرها من الظواهر المناخية القاسية فى المستقبل، وعلى الرغم من أن هذه التحديات تظهر الآن كحالات طوارئ، إلا أنها بحاجة إلى النظر فى حلول طويلة الأجل لضمان قدرتها على معالجة تغير المناخ والتلوث والنفايات وفقدان التنوع البيولوجي.

وتابعت الدراسة، أنه تتمثل إحدى نقاط التركيز الرئيسية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة في إفريقيا في مساعدة البلدان على إطلاق التمويل لخطط المناخ الوطنية، وما نقوم به هو دعم البلدان الأفريقية لتحويل خطط العمل المناخية إلى خطط استثمارية لأن 72٪ من الدول الأفريقية تفتقر إلى خطط الاستثمار عندما يتعلق الأمر بالمناخ.

ولفتت الدراسة أنه ستكون هناك حاجة إلى أكثر من 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030 لتمويل خطط العمل المناخية هذه في جميع أنحاءأفريقيا، وتتمثل إحدى طرق زيادة التمويل في إنشاء تسهيلات لتقاسم المخاطر لتحفيز البنوك التجارية على إقراض الشركات الصديقة للمناخ بأسعار منخفضة للغاية.

كما أنه في سبتمبر 2022 دعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى توفير المزيد من التمويل لمساعدة البلدان في إفريقيا على التكيف ومواجهة تداعيات التغير المناخي، وتصدر إفريقيا نسبة تتراوح بين 2 إلى 3 % فقط من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم، ولكن بشكل عام ترتفع درجة حرارة القارة بأسرع من المتوسط العالمي.

وتسجل بعض مناطق إفريقيا ارتفاع في منسوب مياه البحار بأسرع من المتوسط العالمي بمقدار مليمتر واحد سنويا، ما يؤدي إلى تفاقم خطر الفيضانات الساحلية الشديدة، كما ألقى التقرير بالضوء على تزايد اضطراب أنماط الأمطار، والذي أدى إلى أسوأ موجة جفاف في القرن الأفريقي منذ أكثر من 40 عاما، بجانب فيضانات مدمرة في مناطق جديدة من القارة بوتيرة أكثر تكرارا.

وسجل جنوب السودان أسوأ فيضانات منذ 60 عاما العام الماضي، والتي ألحقت أضرارا بأكثر من 800 ألف من السكان، بينما شهدت تشاد هذا العام أكثر هطول للأمطار خلال ما يزيد على 30 عاما، لتواجه مع العديد من البلدان الأخرى في وسط وغرب إفريقيا فيضانات موسمية.

موارد المياه بإفريقيا

وقال الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، إنه لتحسين مقاومة البلدان الإفريقية، فمن الضروري أن تسرع القارة الجهود لتأسيس أنظمة إقليمية ومحلية قوية للإنذار المبكر وخدمات مناخية".

وقال إن من المستبعد أن تحظى أربع من كل خمس دول إفريقية بموارد مياه مدارة على نحو مستدام في غضون سبع سنوات، ومن المتوقع أن يؤدي الإجهاد المائي وحده إلى نزوح ما يصل إلى 700 مليون شخص في الفترة نفسها.


-