الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربة تاريخية.. روسيا والصين والهند يدقون المسمار الأول في نعش الدولار

الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي

تمثل هيمنة الدولار الأمريكي "العملة السائدة في كثير من التعاملات التجارية العالمية"، أزمة لعدد كبير من الدول وتحديدا الفقيرة والنامية، إضافة إلى الاقتصادات الناشئة، نظرا لما يمثله من ضغوط على العملات المحلية لتلك الدول، الأمر الذي جعلها تبحث عن تجربة اقتصادية جديدة تضمن لها منافسة عادلة وترفع من قيمة عملتها كما هو الحال داخل مجموعة بريكس.

إسقاط هيمنة الدولار

من جانبه أعلن تكتل بريكس اليوم الخميس رسميا، انضمام دول جديدة إلى التكتل الاقتصادي العالمي، وذلك خلال فعاليات قمة البريكس الـ15 المنعقدة في مدينة جوهانسبرج العاصمة التجارية لدولة جنوب إفريقيا من الثلاثاء الماضي، حيث تهدف  مجموعة بريكس إلى تعزيز نفوذ التكتل النامي، وتحويله إلى منافس قوي لمجموعة السبع.

وقررت المجموعة دعوة مصر والمملكة العربية السعودية، والإمارات وإثيوبيا وإيران والأرجنتين، ليصبحوا أعضاء جدد في المجموعة، وذلك حسب ما أعلن سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا في القمة.

وقال رامافوزا، إن الأعضاء الجدد سينضمون بداية من يناير العام المقبل 2024، وهو ما يأتي تأكيد لما نشرته وسائل إعلام برازيلية الخميس، أن الأرجنتين ومصر وإيران والإمارات والسعودية سوف يصبحون رسميا أعضاء جدد في مجموعة البريكس، نقلا عن مسودة البيان الختامي لقمة المجموعة.

وأكدت التقارير الإعلامية، أن العامل الجغرافي كان أحد العوامل لاختيار الأعضاء الجدد، حيث تم اتخاذ الاختيارات للحفاظ على التوازن الإقليمي داخل المجموعة وفقا لهذا المبدأ فيما يجري النظر في الموافقة على انضمام دول إفريقية أخرى.

أما عن تعليق رؤساء دول البريكس، حول انضمام مصر للبريكس، فقد رحب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال كلمته في أعمال القمة اليوم الخميس، بدعوة رسمية لـ مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات والأرجنتين للانضمام في مجموعة البريكس، مؤكدا أن المجموعة تسعى بشكل فعال للعمل مع الأعضاء الجدد بدءا من العام المقبل.

وشدّد بوتين على بدء العمل مع أعضاء بريكس الجدد على الفور. 

من جانبه، قال الرئيس الصيني، شي يجن بينج - خلال كلمته في أعمال قمة بريكس بجنوب إفريقيا، إن مجموعة بريكس تسعى لتحقيق السلام على مستوى العالم، واصفا توسع عضوية مجموعة "بريكس" بالحدث تاريخي، مؤكدا أن "انضمام أعضاء جدد لمجموعة بريكس يؤكد الحرص على التطور والتنمية".

فيما قال رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودي أنه بريكس تدعم تشكيل عالم متعدد الأقطاب، كما أن انضمام أعضاء جدد لبريكس سيسهم في زيادة تأثير المجموعة، موضحا أن هناك علاقات متينة وقوية مع أعضاء بريكس الجدد، مرحبا بانضمام دولة الإمارات والأرجنتين والسعودية وإيران ومصر إلى بريكس.

مخاوف تدمير الدولار

من جهتها قالت عضو الكونجرس الأمريكي، مارجوري تايلور جرين، اليوم الخميس، إن جميع المرشحين الرئاسيين الجمهوريين تقريبًا يسعون إلى جر واشنطن إلى الصراع الأوكراني.

وكتبت "جرين"، عبر منصة "إكس"، قائلة: "ما زلت أشعر بالاشمئزاز من حقيقة أن كل المرشحين في المناظرة الليلة الماضية، كانوا يسعون إلى جر أمريكا بشكل أعمق إلى الصراع في أوكرانيا": "لا يعتقد السياسيون أن التهديد الأكبر للولايات المتحدة هو مجموعة بريكس، التي يمكنها إسقاط اقتصاد الولايات المتحدة وتدمير الدولار".

وكانت قمة بريكس 2023 لفتت انتباه العالم، لما تمثله من أهمية على المستوى الدولي خاصة لحجم الدول التي يضمها التكتل، وما يشكله من قوة دولية تُعد من أقوى الاقتصادات، حيث يبلغ حجم اقتصادات بريكس حتى نهاية عام 2022، نحو 44 تريليون دولار، كما تسيطر مجموعة بريكس على 17% من التجارة العالمية، وفق بيانات منظمة التجارة العالمية، كما تسيطر أيضا على 27% من مساحة اليابسة في العالم، بمساحة إجمالية 40 مليون كيلومتر مربع.

أما عن مكاسب مصر بعد الانضمام لمجموعة بريكس فهي كثيرة، أبرزها أنها ستمكنها من التواصل من خلال انضمامها لتكتل البريكس لتوقيع اتفاقيات تجارية باستخدام العملات المحلية بين الدول الأعضاء، وهو ما يساعد في تقليل ضغط الدولار، ويتيح فرص للمشاركة في صفقات استثمارية بين الدول المنضمة في تكتل البريكس.

ويتيح لمصر الانضمام البريكس الحصول على قروض من بنك التنمية التابع لتكتل البريكس التي ساهمت مصر في رأس ماله خلال العام الجاري، وهو ما يتيح قنوات جديدة لمصر بخلاف صندوق النقد والبنك الدولي.

وكانت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، قد أعلنت أن دول "بريكس" اتفقت على توسيع المجموعة، التي تضم حاليا 5 دول فقط.

ونقلت "رويترز" عن الوزيرة ناليدي باندور قولها: "تبنت مجموعة دول البريكس وثيقة تحدد الخطوط التوجيهية والمبادئ لتوسيع المجموعة"، مضيفة: "سيتم تقديم المزيد من التفاصيل حول توسيع عضوية المجموعة من قبل قادة البريكس قبل اختتام القمة".

ووفق مسؤولين بجنوب إفريقيا، قدمت 23 دولة حتى الآن من أصل ما يزيد عن 40 دولة تبدي رغبتها، طلبا للانضمام إلى مجموعة "بريكس"، التي تضم حاليا البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب إفريقيا.

وسيكون التوسع هو الثاني فقط في تاريخ المجموعة، التي تركز على التنمية الاقتصادية وزيادة صوت أعضائها في المنتديات العالمية.