الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مساعٍ مسمومة حذر منها السيسي قبل انضمام مصر لـ بريكس بأيام|ما قصتها؟

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

جذب انضمام 6 دول جديدة إلى تكتل بريكس، من بينها مصر، انتباه العالم، وإمكانية تشكيل نظام اقتصادي جديد، تكسر به دول المجموعة مع أعضائها الجدد، هيمنة الغرب ومجموعة السبع على الاقتصاد العالمي، حيث تضم دول بريكس الخمسة، وهي “البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا” حجم اقتصاد يتوقع أن يبلغ 27.65 تريليون دولار خلال 2023.

الرئيس عبدالفتاح السيسي

ويعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن خلفه الحكومة دائما على تمهيد الطريق، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي مع الشركاء الإقليميين والدوليين، حيث يتحرك في جميع الاتجاهات؛ ويعقد اللقاءات والمقابلات، ويطرح رؤية مصر حول بعض الأزمات التي يعاني من الاقتصاد المحلي والعالمي، ويستمع للحلول المقدمة من رجال المال والأعمال داخل الدول الصديقة.

كان آخر تحركات السيسي تمهيدا للانخراط في تكتل بريكس قبل 6 سنوات، حيث سبق أن أكد في العام 2017، أن مصر تقدر أهمية تجمع "بريكس" وخصوصيته، ليس فقط فيما يتعلق بآليات العمل المؤسسي بتنسيق سياسات الدول الأعضاء، ولكن أيضا بسبب الرؤى السياسية المشتركة التي دأبت قمة بريكس على تبنيها تجاه القضايا السياسية ذات الأهمية الخاصة للدول النامية، لتعكس بذلك الصفة الشاملة لهذا التجمع.

كما أكد الرئيس السيسي أيضا أن  تجمع بريكس يعد من أهم التجمعات الاقتصادية على مستوى العالم، لافتا إلى مكانة مصر وما تملكه من مقومات سياسية واقتصادية وتجارية رائدة على المستوى الإقليمي.

وجدد السيسي أهمية مكانة تجمع بريكس وتناميها على الساحة الدولية يوما بعد يوم، بالنظر إلى حجم اقتصادات دوله التي تمثل أكثر من 20% من إجمالي الناتج المحلي العالمي، إلى جانب ثقلها في المحافل الدولية، السياسية منها والاقتصادية، ودورها البارز في تعزيز التعاون بين دول الجنوب.

وسبق وأكد الرئيس السيسي، خلال حواره مع طلبة الأكاديمية العسكرية، السبت الماضي، أن الدولة المصرية استطاعت خلال السنوات الماضية خلق توازن في علاقاتها الخارجية، متابعا: "خلال كلمتي في روسيا قلت بلاش تدخلوا مصر في حالة الاستقطاب الدولي الموجودة، فعلاقتنا طيبة بالشرق والغرب"، مؤكدا أن "مصر تستطيع من خلال التوازن في علاقتها الانضمام إلى تجمع البريكس وأي تجمع آخر رغم العلاقات مع الدول الغربية".

ونجحت مصر في الانضمام إلى بريكس حيث دعت المجموعة في قمتها في جنوب إفريقيا، يوم الخميس، 6 دول للانضمام إليها، وشملت القائمة 3 دول عربية وهي السعودية والإمارات ومصر.

عضوية مصر في بريكس

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال حضوره جلسة الحوار رفيع المستوى بين أفريقيا وبريكس، التي عقدت على هامش القمة الـ 15 لتجمع بريكس، وشارك فيها نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، حرص مصر، منذ سنوات على توثيق علاقاتها مع تجمع البريكس عبر المُشاركة في الجلسات المختلفة التي عُقدت في إطار صيغة "بريكس بلس".

وتابع الدكتور مدبولي، أن من ضمن الخطوات التي اتخذتها مصر، الانضمام إلى بنك التنمية الجديد في عام 2021، لافتا إلى تطلعُ مصر لتصبح عضواً فاعلاً ومؤثراً داخل التجمُع والمساهمة في إيجاد حلول فعّالة وقابلة للتنفيذ لمواجهة التحديات التي تُعاني منها دوله، والتي تتطلبُ تكثيفَ العمل المشترك في إطار التعاون الجنوب - جنوب.

 

وقال شريف سمير الكاتب الصحفي ونائب رئيس تحرير بجريدة الإهرام، إن أدق وصف ولقب تستحقه قمة البريكس؛ هو إطلاق عليها "مجموعة الحلم أو الكوكب الجديد"، حيث إنها تمثل تيار المقاومة للهيمنة الأمريكية وسيطرة واحتكار الدولار الأمريكي للاقتصاد العالمي.

وأضاف سمير - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه عندما بدأت هذه المجموعة من خلال خمس دول مشتركة بدأت بخمس حروف من روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا، لافتاً إلى الهدف كان هو أن يكون هناك ترويج للعملات وتنشيطها في السوق العالمية، وتسعى حاليا إلى أن توسع من رقعتها وفتح باب العضوية للكثير من الدول في مقدمتها مصر والإمارات والجزائر والسعودية للاستفادة من ثقلهم الاقتصادي والسياسي في منطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن الاستفادة من الثروات النفطية والاحتياط النفطي لهذه الدول لترويج العملات المحلية.

وأكمل: سيكون هناك فرصة لمواجهة القطب الأوحد أو مساع ومحاولات الولايات المتحدة الامريكية للانفراد بالقرار السياسي والاقتصادي على مستوى العالم، ونستطيع أن نقول إن قمة بريكس تخطو خطوات حثيثة نحو هذا الهدف وهذا الحلم.

وأشار إلى أنها استطاعت أن تسدد اقدامها في أرض الاقتصاد العالمي ولكن هذا يحتاج إلى أشواط، وبالفعل قد انتهى الشوط الأول من تكوين الكيان منذ سنوات، وبدأ الشوط الأهم وهو الشوط الأصعب وهو أن يكون هناك فرصة لتوسيع عضوية هذه المجموعة، وأن يكون هناك اعتماد على دول جديدة تتمتع برغبتها وإرادتها وطموحها يكون هناك منافسة للاقتصاد العالمي.

طريق الاصلاح الاقتصادي

وتابع: التجربة الحقيقة محفوفة أيضا بالمخاطر والتحديات لأن الولايات المتحدة الأمريكية ثبت بالدليل القاطع أنها لا تقف مكتوفة الأيدي أو مكبلة القيود أمام هذه المحاولات أو هذا السيناريو، وبالتالي ستسعى لتحجيم انتشار هذه المجموعة أو ترويضها بشكل أو بأخر أو محاصرتها اقتصاديا من خلال سلسلة المنح والقروض للدول النامية، فالرهان الاساسي التي تواجهه وتلعب عليه مجموعة بريكس أن يكون هناك تكتل أكبر ويكون هناك أيضاً فرصة لتوسيع نطاقها وأن تجلب وتجذب دولا أخرى في مقدمتها مصر، مشيراً إلى أن  مصر ستكون مستعدة جداً للدخول في هذا الميدان بحكم  ما قطعته من خطوات مهمة جدا على طريق الاصلاح الاقتصادي.

وأردف: مجموعة بريكس من الممكن أن تكون فرصة ذهبية، وأن يكون هناك سلسلة من المصالح المتبادلة والاستثمارات التجارية سواء الدول الأعضاء في المجموعة أو الدول الطامحة إلى الانضمام إلى هذا الكيان، مشيراً إلى أن مجموعة بريكس ستكون أكبر تحدي يواجه الولايات المتحدة الأمريكية في ظل التغير والتحديات العالمية الراهنة، ولا بد أن يكون هناك تكتل على أعلى مستوى وفرصة اكبر لتنشيط هذا الكيان لكي تحقق هدفها، وهو عدم انفراد الولايات المتحدة باتخاذ القرار السياسي والاقتصادي، وعدم التحكم في مفاتيح الاقتصاد العالمي، والقضاء على ثقافة احتكار الدولار أو الهيمنة الاقتصادية للدولار الأمريكي وأن يكون هناك خطوة أكثر إيجابية للتوحيد كما حدث مع الاتحاد الأوروبي والوصول إلى عملة اليورو التي نافست بقوة الدولار الأمريكي في فترة من الفترات.

واختتم: نستطيع أن نجزم بأن مجموعة البريكس تتخذ خطوة جادة جدا على طريق نظام تعدد الاقطاب، وانتهاء عصر القطب الأوحد او قطب الدولار الأمريكي.