الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الجابون أحدث المنضمين لحركات التحرر من قبضة الكبار|ماذا تعرف عن عملاق النفط؟

الرئيس الجابوني
الرئيس الجابوني

جددت الأحداث السياسية التي يعيشها الجابون، البلد الإفريقي الواقع في وسط القارة السمراء الحديث عن حالة التوتر التي تسود داخل عدد كبير من دول القارة، حيث شهدت دول غرب ووسط إفريقيا مجموعة كبيرة من التغيرات الجيوسياسية خاصة في غرب إفريقيا، حيث مالي وبوركينا فاسو وتشاد والنيجر وأخيرا الجابون.

توتر جديد في بلد إفريقي 

أعلن عدد من الضباط الكبار بالجيش الجابوني استيلاءهم على السلطة خلال ظهورهم على التلفزيون الرسمي، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، وقاموا بإلغاء الانتخابات وحل المؤسسات وإغلاق الحدود حتى إشعار آخر، وسط سماع إطلاق نار من أسلحة أوتوماتيكية في ليبرفيل العاصمة.

وأعلن العسكريون الذين أكدوا أنهم يتحدثون باسم "لجنة المرحلة الانتقالية وإعادة المؤسسات"، أنهم "بسبب حوكمة غير مسؤولة تتمثل بتدهور متواصل للحمة الاجتماعية ما قد يدفع بالبلاد إلى الفوضى .. قررنا الدفاع عن السلام من خلال إنهاء النظام القائم".

وسادت مخاوف إزاء شفافية العملية الانتخابية في الجابون في ظل غياب المراقبين الدوليين وقطع خدمة الإنترنت وفرض حظر التجول ليلا في جميع أنحاء البلاد بعد الانتخابات.

ولا يُعرف إلى الآن مصير الرئيس الجابوني علي بونغو والذي يحكم الجابون منذ 14 عاما، وقد انتخب رئيساً للبلاد لولاية ثالثة بحصوله على نسبة 64.27% من الأصوات - بحسب ما أعلنت الهيئة الوطنية المكلفة بالانتخابات، متفوق بذلك على  البير أوندو أوسا الذي حصل على 30.77%.

فيما حصل 12 مرشحا آخر على ما تبقى من أصوات على ما أوضح ستيفان بوندا رئيس المركز الغابوني للانتخابات عبر التلفزيون الرسمي، وبلغت نسبة المشاركة 56.65%، وذلك بسعي من بونجو لتمديد هيمنة عائلته المستمرة منذ 56 عاما على السلطة بينما دفعت المعارضة باتجاه التغيير في الدولة الغنية بالنفط في وسط إفريقيا، والفقيرة رغم ذلك.

الرد الغربي على أحداث الجابون؛

وفي هذا الصدد قالت رئيسة وزراء فرنسا، إليزابيث بورن، اليوم الأربعاء، إن باريس تتابع الموقف في الجابون عن كثب بعد إعلان عسكريين سيطرتهم على السلطة في البلاد، وجاء ذلك أثناء إلقائها خطاب في مؤتمر السفراء الفرنسيين.

و قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين بين: "ندعو جميع الأطراف في الجابون إلى أن يتصرفوا وفقا للمصالح الأساسية للبلاد والشعب، وحل الخلافات من خلال الحوار، واستعادة النظام الطبيعي في أقرب وقت ممكن".

ودعا المسؤول الصيني الأطراف إلى "ضمان السلامة الشخصية للرئيس بونجو، والحفاظ على السلام والاستقرار الوطنيين".

كما قالت السفارة الروسية في الجابون، اليوم الأربعاء، إن الوضع في عاصمة الجابون ليبرفيل هادئ حتى الآن، ولا يوجد تهديد للسفارة.

وأضافت السفارة في بيان لها وفقا لوكالة تاس الروسية: "حتى الآن كل شيء هادئ هنا، والسفارة آمنة".

من جانبه أعلن جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن وزراء دفاع الاتحاد سيبحثون تداعيات الانقلاب العسكري في الجابون.

وأشار منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، عقب وقوع انقلاب عسكري اليوم في الجابون، إلى أن ما يحدث في إفريقيا مشكلة كبيرة لأوروبا، مؤكدًا أن وقوع انقلاب عسكري في الجابون سيفضي لمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة.

وقال بوريل متحدثا في اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في توليدو: إذا تم تأكيد ذلك فهو انقلاب عسكري آخر يزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بأكملها، المنطقة بأكملها، بدءًا من جمهورية إفريقيا الوسطى، ثم مالي، ثم بوركينا فاسو، والآن النيجر، وربما الجابون، إنها في وضع صعب للغاية وبالتأكيد الوزراء... يجب أن يكون لدينا تفكير عميق فيما يجري هناك وكيف يمكننا تحسين سياستنا فيما يتعلق بهذه الدول، وهذه قضية كبيرة بالنسبة لأوروبا.

الجابون

الجابون عملاق النفط

في هذا الصدد قال مكي المغربي المتخصص في الشأن الافريقي، إن ما يحدث في الجابون وغيرها من الدول الافريقية يأتي في إطار حرب الموارد بين روسيا والغرب، حيث إنها لقد أصبحت مناطق النفوذ الفرنسي و هي مناطق التمدد الروسي.

وأضاف مكي المغربي خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أنه بالرغم من وقوف الولايات المتحدة الامريكية مع أوربا في حرب اوكرانيا ، إلا انها لا تقدم لها شيئا في افريقيا، مشيراً إلى أنه من اسباب تمدد هذا الصراع ايضاً هو ضعف الاتحاد الافريقي ووقوفه مع الغرب وهو موقف غير مستقل.

واستكمل مكي المغربي وقال إن هذه الحرب سميتها من قبل "حرب الديمال" De-Mal War و هو مصطلح يشرح حالة الصراع بين ديموقراطية زائفة يرعاها الغرب والنموذج الروسي الذي ينتهي الى انقلابات وعسكرة الحياة والاقتصاد.

وتابع مكي المغربي: ولعودة الاستقرار في القارة السمراء فهناك عدة نقاط لابد من مراعتها أولها هو ضرورة عقد قمة طارئة وتغيير السياسة ، وربما مفوضية الاتحاد الافريقي مشيراً إلى أنه أنها طرف في الصراع وغير مستقلة هي مع الموقف الغربي، فضلاً عن عقد قمم اقليمية أيضا للكتل الاقليمية، وكذلك لابد من قيادة مستقلة لقيادة هذه المنظمات، لافتاً إلى أنه الآن هناك 60% من ميزانية برنامج الاتحاد الافريقي من خارج القارة ومعظمها من الغرب، واصفاً “ الاتحاد الافريقي في حالة الايجار بالباطن”.

يذكر أن الجابون  تُعَد واحدة من بين أكبر 5 منتجين للنفط في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، و تمثّل الإيرادات من النفط والسوائل الأخرى قرابة 45% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، حيث يوجد لديها حوالي 2 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام المؤكدة، وذلك مع نهاية عام 2022، كما تُشكّل احتياطيات النفط في البحر نحو 70% من إجمالي الاحتياطيات، وبلغ إنتاج الجابون من النفط الخام 190 ألف برميل يوميًا خلال يناير 2023، قبل أن يرتفع إلى 211 ألف برميل يوميًا في يوليو 2023، وفق أحدث التقارير الشهرية لمنظمة أوبك.

و بلغت صادرات الجابون من النفط الخام 185 ألف برميل يوميًا خلال عام 2022، ارتفاعًا من 181 ألف برميل يوميًا عام 2021، لكنها ما زالت أقلّ من مستويات عام 2019، البالغة 207 آلاف برميل يوميًا، وتشمل جهات التصدير الرئيسة للجابون كلًا من سنغافورة وكوريا الجنوبية وأستراليا وماليزيا وإيطاليا.

ويشار إلى أنه كانت قد استقلت الجابون عن فرنسا عام 1960، ومنذ ذلك التاريخ حكمها ثلاثة رؤساء فقط، بداية من ليون مبا عام 1961. المتهم بتطبيق نظام حكم "ديكتاتوري سعى لضمان المصالح الفرنسية"ـ وبعد وفاته عام 1967 حل مكانه عمر بونغو حتى وفاته عام 2009، ثم نجله الرئيس الحالي علي، كما أن اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للجابون، ومعها العديد من اللغات المحلية، ويتحدث 80% من السكان الفرنسية إلى جانب لغاتهم المحلية.