الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تلحين القرآن على العود.. القصة الكاملة وماذا فعلت نقابة القراء؟

تلحين القرآن على
تلحين القرآن على العود

تلحين القرآن على العود، هي أحدث الجرائم التي ارتكبها البعض تجاه الكتاب المقدس والوحي السماوي الخاتم، الأمر الذي تسبب في حالة من الغضب والرفض المجتمعي، فكيف تحركت نقابة القراء تجاه واقعة تلحين القرآن على العود؟

تلحين القرآن على العود

ملحن ممسكا بالعود ويقرأ القرآن بالموسيقى، بهذه الكلمات وجه أحد المنشدين الرأي العام بمواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، ناشرًا فيديو لأحد الملحنين يقوم بقراءة آيات من الذكر الحكيم ممسكًا وملحنًا إياها بواسطة العود، مشهد تسبب في استياء الكثيرين، ودفع نقابة القراء لإعلان توجهها ببلاغ للنائب العام المستشار حمادة الصاوي، دفاعًا عن قدسية القرآن ضد حدثٍ يتنافى مع قدسية القرآن الكريم الذي هو كلام الله عز وجل بحسب ما وصفه بيان النقابة اليوم الأربعاء.

وتابعت نقابة القراء في بيانها، كلف الشيخ محمد حشاد شيخ عموم المقارئ المصرية ونقيب القراء حاتم مقلد المستشار القانونى للنقابة بتقديم بلاغ للنائب العام ضد من صاحب الواقعة المنشورة على وسائل التواصل الإجتماعى (ملحن ممسكا بالعود ويقرأ القرآن بالموسيقى).

وأضافت : لأهمية الموضوع فقد شارك في المداخلات التليفزيونية العديد من العلماء ونقيب القراء ونقيب الموسيقيين وغيرهم، كل هذا من أجل الحفاظ على الدستور السماوي (القرآن الكريم) الذي هو كلام الله عز وجل، الذي ينبغي على من يقرأه أن يكون على وضوء وأن يقرأه بخشوع قلبى.

تلحين القرآن وتصويره تصويرًا فنيًا

وفي فتوى لدار الإفتاء أكدت أنه لا يجوز شرعًا قراءة القرآن الكريم مع تلحينه تلحينًا موسيقيًّا؛ لكون هذا العمل يخرج القرآن عن جلالته وقدسيته، ويصرف السامع عن الخشوع والخضوع عند سماعه، ويجعله أداة لهوٍ وطربٍ، وكل عمل يخرج كتاب الله عن غايته يعد عملًا منكرًا لا يقره الدين، ويجب علينا عند قراءته مراعاة الرجوع إلى ما كان عليه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم والصحابه والتابعين، وكذلك لا يجوز تصوير القرآن تصويرًا فنيًّا؛ لما في ذلك من مفاسد يجب منعها؛ كتصوير الأنبياء ونحوه مما هو محاط بالقداسة في الشريعة الإسلامية.

وأوضحت أن الدليل النقلي: فما جاء في مقدمة الإمام الطبري والقرطبي من أن العلماء قالوا: إن المعلوم على القطع والبينات أن قراءة القرآن تلقينًا متواترةٌ عن كافة المشايخ جيلًا فجيلًا إلى العصر الكريم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وليس فيها تلحينٌ ولا تطريبٌ مع كثرة المتعمقين في مخارج الحروف وفي المد والإدغام وغير ذلك من كيفية القراءات، ثم إن في الترجيع والتطريب همزُ ما ليس بمهموزٍ ومَدُّ ما ليس بممدود، فترجع الألفُ الواحدة ألفاتٍ، والواوُ الواحدة واواتٍ؛ فيؤدي ذلك إلى زيادة في القرآن، وذلك ممنوعٌ. وإن وافق ذلك موضع نبرٍ وهمزٍ صيَّروها نبراتٍ وهمزاتٍ، والنبرة حينما وقعت من الحروف فإنما هي همزةٌ واحدةٌ لا غير إما ممدودةٌ أو مقصورةٌ.

فإن قيل: فقد روى عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: "قرأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مسيرٍ له سورة الفتح على راحلته فرجع في قراءته"، وذكره البخاري، وقال في صفة الترجيع: آء آء آء ثلاث مرات.

قلنا: ذلك محمولٌ على إشباع المد في موضعه، ويحتمل أن يكون حكاية صوته عند هز الراحلة كما يعتري رافع صوته إذا كان راكبًا من انضغاط صوته وتقطيعه لأجل هز المركوب، وإذا احتمل هذا فلا حجة فيه، وقد خرّج أبو محمد عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة عن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه رضي الله عنهم قال: "كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المد ليس فيها ترجيع".

وروى ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مؤذن يطرب؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْأَذَانَ سَهْلٌ سَمْحٌ؛ فَإِنْ كَانَ أَذَانُكَ سَمْحًا سَهْلًا، وَإِلَّا فَلَا تُؤَذِّنْ» أخرجه الدارقطني في "سننه"، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد منع ذلك في الأذان فأحرى أن لا يجوزه في القرآن الذي حفظه الرحمن؛ فقال وقوله الحق: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقال تعالى: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت: 42]. قلت: وهذا الخلاف إنما هو ما دام يفهم معنى القرآن بترديد الأصوات وكثرة الترجيعات، فإن زاد الأمر على ذلك حتى لا يفهم معناه فذلك حرام بالاتفاق.

ذكر الإمام الحافظ أبو الحسين رزين وأبو عبد الله الترمذي الحكيم في "نوادر الأصول" من حديث حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «اقرأوا الْقُرْآن بِلُحُونِ الْعَرَب وَأَصْوَاتهَا، وَإِيَّاكُم وَلُحُون أهل الْعِشْق وَأهل الْكِتَابَيْنِ؛ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ قوم من بعدِي يرجعُونَ بِالْقُرْآنِ تَرْجِيع الْغناء والرهبانية وَالنوح لَا يُجَاوز حَنَاجِرهمْ».

وأضافت أن اللحون جمع لحن؛ وهو التطريب وتحسينه بالقراءة والشعر والغناء، قال علماؤنا: ويشبه أن يكون هذا الذي يفعله قراء زماننا بين يدي الوعاظ وفي المجالس من اللحون الأعجمية التي يقرؤون بها ما نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والترجيع في القرآن: ترديد الحروف كقراءة النصارى، والترتيل في القراءة هو التأني فيها والتمهل وتبيين الحروف؛ تشبيهًا بالثغر المرتل وهو المشبه بنَور الأقحوان وهو المطلوب في القراءة؛ قال الله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرۡءَانَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]، وسئلت أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقالت: "ما لكم وصلاته؛ كان يصلي ثم ينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى حتى يصبح" ثم نعتت قراءته فإذا هي تنعت قراءة ميسرة حرفًا حرفًا. أخرجه النسائي، وأبو داود، والترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح غريب. اهـ. انظر: مقدمة القرطبي في "تفسيره" (1/ 15-17، ط. دار الكتب المصرية).

وللمرحوم مصطفى صادق الرافعي بحث قيم بعنوان "قراءة التلحين"؛ نذكر منه ما يأتي: ومما ابتدع في القراءة والأداء هذا التلحين الذي بقي إلى اليوم يتناقله المفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم، ويقرؤون به على ما يشبه الإيقاع وهو الغناء النقي، ومن أنواعه عندهم في أقسام النغم: الترعيد؛ وهو أن يرعد القارئ صوته؛ قالوا: كأنه يرعد من البرد والألم. والترقيص؛ وهو أن يروم السكون على الساكن ثم ينقر مع الحركة كأنه في عدو أو هرولة. والتطريب؛ وهو أن يترنم بالقرآن ويتنغم به؛ فيمد في غير مواضع المد، ويزيد في المد إن أصاب موضعه. والتحزين؛ وهو أن يأتي بالقراءة على وجه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع. ثم الترديد؛ وهو رد الجماعة على القارئ في ختام قراءته بلحن واحد على وجه من تلك الوجوه، وإنما كانت القراءة تحقيقًا أو حدرًا أو تدويرًا. والتحقيق: إعطاء كل حرف حقه على مقتضى ما قرأه العلماء مع ترتيل وتؤدة. والحدر: إدراج القراءة وسرعتها مع مراعاة شروط الأداء الصحيحة.

وأوضحت أن التدوير: التوسط بين التحقيق والحدر، فلما كانت المائة الثانية كان أول من قرأ بالتلحين والتطنين عبيد الله بن أبي بكرة وكانت قراءته حزنًا ليست على شيء من ألحان الغناء والحداء، فوَرِثَ ذلك عنه حفيدُه عبد الله بن عمر بن عبيد الله فهو الذي يقال له قراءة ابن عمر وأخذها عنه الإباضي، ثم أخذ سعيد بن العلاف وأخوه عن الإباضي، وصار سعيد رأس هذه القراءة في زمنه وعرفت به؛ لأنه اتصل بالرشيد فأعجب بقراءته وكان يحظيه ويعطيه حتى عرف بين الناس بقارئ أمير المؤمنين، وكان القراء بعده كالهيثم وأبان وابن أعين وغيرهم ممن يقرؤون في المجالس والمساجد يُدخلون في القراءة ألحان الغناء والحداء والرهبانية، فمنهم من كان يدس الشيء من ذلك دسًّا خفيًّا، ومنهم من يجهر به، فمن هذا قراءة الهيثم: ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ﴾؛ فإنه كان يختلس المد اختلاسًا فيقرؤها لمسكين، وإنما سلخه من صوت الغناء كهيئة اللحن في قول الشاعر: أما العطاة فإني سوف أنعتها نعتًا يوافق عندي بعض مفيها؛ أي: ما فيها.

وكان ابن أعين يدخل الشيء من ذلك ويخفيه حتى كان الترمذي محمد بن سعيد في المائة الثالثة، وكان الخلفاء والأمراء يومئذ قد أولعوا بالغناء وافتَنُّوا فيه، فقرأ محمد هذا على الأغاني المولدة المحدثة سلخها في القراءة بأعيانها، وقال صاحب "جمال القراءة": إن أول ما غني به في القرآن قراءة الهيثم ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ﴾ كما تقدم، فلعل ذلك أول ما ظهر منه، ولم يكن يعرف مثل هذا شيءٌ لعهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا لعهد أصحابه وتابعيه إلا ما رواه الترمذي في "الشمائل" واختلفوا في تفسيره؛ فقد روى بإسناده عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة يوم الفتح -فتح مكة- وهو يقرأ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ۞ لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ﴾ قال: فقرأ ورجع، وفسره ابن مغفل بقوله: آآآ بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثلاث مرات.

وتابعت: لا خلاف بينهم في أن هذا الترجيع لم يكن ترجيع غناء، وكان في الصحابة والتابعين رضي الله عنهم من يُحْكِم القراءة على أحسن وجوهها ويؤديها بأفصح مخرج؛ فكأنما يسمع منه القرآن غضًّا طريًّا لفصاحته وعذوبة منطقه وانتظام نبراته، وهو لحن اللغة نفسها في طبيعتها لا لحن القراءة في الصناعة، على أن كثيرًا من العرب كانوا يقرؤون القرآن ولا يعفون ألسنتهم مما اعتادته في هيئة إنشاد الشعر مما لا "يخل" بالأداء، ولكنه يعطي القراءة شبهًا من الإنشاد تقريبًا؛ لتمكن ذلك منهم وانطباع الأوزان في الفطرة، حتى قيل في بعضهم: إنه يقرأ القرآن كأنه رجز الأعراب، وهذا عندنا هو الأصل فيما فشا بعد ذلك من الخروج عن هيئة الإنشاد إلى هيئة التلحين، وخاصة بعد أن ابتدع الزنادقة في إنشاء الشعر هذا النوع الذي يسمونه التغبير، ولم يكن معروفًا من إنشاد الشعر قبل ذلك؛ وهو أنهم يتناشدون الشعر بالألحان؛ فيطربون ويرقصون ويهرجون، ويقال لمن يفعلون ذلك المغبرة، وعن الشافعي رحمه الله: أرى الزنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدوا الناس عن ذكر الله وقراءة القرآن.

وشددت أنه بالجملة، فإن المتعبد يفهم معاني القرآن في وزن التعبد بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم. اهـ. انظر: كتاب "إعجاز القرآن" (ص: 44-45، ط. دار الكتاب العربي).

حكم القرآن الملحن بالموسيقى

وأكدت أنه من حق القرآن أن يُسمع في جو من السكينة والاحترام قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرۡءَانُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]، وسماع القرآن كما تسمع الأغاني يجعله أداة لهو وطرب فينصرف فيه السامع إلى ما فيه من لذة وطرب عما أنزل القرآن له من هداية الناس وإرشادهم، وإذا كان من المسلم به أن لكل مقام مقالًا وأن لكل مجلس ما يلائمه فمجلس الهداية والإرشاد يخالف مجلس اللهو والطرب، فلا يجوز أن ننقل القرآن من أن يكون هداية للناس إلى أن يكون أداة للهوهم ولذتهم وطربهم، ولعل أكبر دليل على الفرق بين المجلسين ما نشاهده الآن في الأماكن التي يجتمع فيها الناس لسماع تلاوة القرآن من أحد المقرئين، وفي الأماكن التي يجتمعون فيها لسماع أحد المغنين أو المغنيات؛ فإنهم في مجلس القرآن يفتحون آذانهم وقلوبهم؛ لفهم معاني القرآن مع الخشوع والخضوع والاحترام لمجلس القرآن.

وتابعت: في مجلس الغناء يطربون ويصخبون وتعلو أصواتهم بالاستحسان، وطلب الإعادة والتكرير وبغير ذلك من الألفاظ التي تشعر بخروجهم عن حدود الوقار والسكينة إلى مستلزمات الغناء والطرب، وأيضًا فإن القرآن الملحن بالموسيقى ليس هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله وتعبدنا بتلاوته التي تلقيناها عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وإذا كانت الأديان السماوية السابقة قد حرَّفَت وبدَّلَت في كتب الله التي أنزلها الله عليهم لهدايتهم وإرشادهم، فإننا إذا أجزنا قراءة القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا وسماعه مصحوبًا بآلات الموسيقي نكون قد وقعنا فيما وقع فيه غيرُنا وحرّفنا كتاب الله وبدلناه، وفي ذلك ضياع الدين وهلاك المسلمين.

كما شددت: يجب على العلماء المسلمين ومفكريهم والحريصين على أن تستقيم أمور دينهم أن يقفوا وقفة حاسمة يمنعون بها كل من تحدثه نفسه بأن يقرأ القرآن ملحنًا تلحينًا موسيقيًّا ويتغنى به كما يتغنى بأية قصيدة من القصائد حتى يدفعوا عن كتابهم شرًّا مستطيرًا يوشك أن يقع به، وليذكروا قول الله تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9]، وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ [يونس: 16].