الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وزيرة خارجية فرنسا في مصر .. 3 ملفات وحدث مهم تتصدّر لقاءاتها

كاثرين كولونا
كاثرين كولونا

يولي الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه مقاليد الحكم في يونيو 2014، أهمية كبرى لملف السياسة الخارجية وعلاقات مصر بجميع دول العالم، سواء على المستويين الثنائي أو الجماعي.

وأدى الاهتمام بالملف الخارجي إلى تحسين وتوطيد علاقات القاهرة بجميع القوى الدولية، ويتضح ذلك جليًا من زيارات وجولات الرئيس السيسي المتعددة ومشاركاته الخارجية بقمم دولية بين القارات لتعزيز التواصل والتشاور والتنسيق في مختلف الملفات.

وزير الخارجية الفرنسية

واستقبل الرئيس السيسي، اليوم الخميس، وزيرة خارجية فرنسا، كاترين كولونا، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه تمت الإشادة خلال اللقاء بالتطور المستمر على جميع الأصعدة في العلاقات المتميزة بين مصر وفرنسا سواءً على المستوى الرسمي بين قيادتي الدولتين أو على المستوى الشعبي.

كما تم تأكيد الحرص المتبادل على مواصلة تعزيز أطر التعاون الثنائي في مختلف المجالات ومساندة الجهود المشتركة لتحقيق التنمية والازدهار ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية فضلا عن التنسيق السياسي المستمر والمكثف.

وثمنت وزيرة الخارجية الفرنسية النهج المعتدل والرشيد للسياسة الخارجية المصرية في العمل على تسوية الأزمات، وإرساء الاستقرار والسلام في المنطقة.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أكد أيضا ما توليه مصر من أهمية لتعزيز التعاون مع فرنسا، لاسيما ما يتعلق بنقل الخبرات والتكنولوجيا والتصنيع المشترك، إضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات الطاقة والنقل والبيئة، وتنسيق الجهود للتصدي للتداعيات السلبية للأوضاع السياسية الدولية، خاصة فيما يتصل بالجوانب المتعلقة بالارتفاع العالمي في أسعار الغذاء والطاقة والتمويل.

وتناول اللقاء أيضا القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام، والجهود الجارية لتسوية الأزمات في عدد من دول المنطقة، لاسيما في السودان وليبيا، إضافة إلى الأوضاع في منطقة الساحل.

وأكد الرئيس مواصلة مصر العمل بأقصى طاقة لدفع الجهود الرامية للتوصل إلى حلول سياسية وسلمية للأزمات القائمة، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار الإقليميين، ويصون مقدرات الشعوب وتطلعاتها نحو المستقبل الأفضل.​

في هذا الصدد قالت جيهان جادو عضو المجلس المحلي في فرساي، إن العلاقات المصرية الفرنسية في أبهي عصورها وتناغم بين القاهرة وباريس واضح خاصة على المستوى السياسي، فضلاً عن أن مصر فرضت نفسها علي الساحة السياسية وبقوة بين دول العالم المختلف لذلك تتهافت عليها كل الدول لتوطيد العلاقات الثنائية معها.

مصر تعد رمانة الميزان

وأضافت "جادو" - خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية لمصر ليست بالغريبة لإن العلاقات بين البلدين لها جذور راسخة، مشيرة إلى أن زيارة وزيرة الخارجية هذه المرة تأتي في إطار البحث أولاً في التعاون المشترك مع مصر على الصعيد الدولي، وثانياً لدراسة العديد من الملفات الهامة مثل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقه باعتبار أن مصر هي رمانة الميزان في منطقة الشرق الأوسط لما لها من دور محوري لحفظ استقرار المنطقة بأكملها.

وأردفت "جادو": من وجهه نظري المتواضعة أن هذه الزيارة تأتي لطرح العديد من الملفات المشتركة مثلاً مكافحة الإرهاب ومحاربة الهجرة غير الشرعية علاوة على أخذ رأي مصر فيما يدور من أزمات في الجنوب الافريقي، لذلك فرنسا تثمن جهود مصر في حل العديد من الأزمات في أفريقيا وأن سياسة مصر في الاعتدال وعدم الانحياز تشكل أريحية لفرنسا وتتناغم مع سياستها الحالية.

من جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العارف بالله طلعت، إن العلاقات السياسية بين مصر وفرنسا تطورت في عهد الرئيس السيسي وصارت نموذجا متقدما للعلاقات بين البلدين كما أنها علاقات ثنائية متنامية تغطي مجالات واسعة.

وأضاف طلعت خلال تصريحات لـ"صدى البلد": الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين تعكس أهمية واستراتيجية العلاقة بينهما ليؤكد أولوية تعزيز (الشراكة الاستراتيجية) مع مصر، مشيرا إلى أن أبرز ما تتسم به العلاقة بين البلدين خلال السنوات الأخيرة هو أن التشاور والتنسيق بينهما دوري ومنتظم في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية وفي ضوء حرصهما على تطوير تلك العلاقات القوية،  وهناك درجة عالية من التناغم والتفاهم العالي في ملفات المنطقة التي تهم الطرفين من بينها: ملفات ليبيا وسوريا والعراق والتطرف ومكافحة الإرهاب وملفات غاز شرق المتوسط ولبنان وعملية السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي.

وتابع: هناك مجالات متعددة في التعاون ما بين البلدين والاستراتيجية المتطابقة لمشاكل المنطقة والعالم  هذه العلاقات نموذج جيد للعلاقات ما بين دولة في جنوب البحر المتوسط ودولة أخرى في شمال البحر المتوسط، فالبلدين لديهما هدف مهم خاصة بالنسبة للمنطقة وهو فكرة الاستقرار وأن يسود السلام في المنطقة العربية والقضاء على التوتر الموجود نتيجة المشاكل المزمنة.

واكد المحلل السياسي: أن الدولتين لديهما تصميم استراتيجي واحد، يرتبط بوجوب حل المشكلات الإقليمي، اعتزاز مصر بالعلاقات مع فرنسا التي تعد استراتيجية على أسس العلاقات التاريخية الممتدة ووجود إرادة سياسية حقيقية توثيق العلاقات بين البلدين ومواجهة التحديات التي تواجه البلدين.

وأردف: الوزيرة الفرنسية التقت الرئيس السيسي لبحث سبل تعزيز العلاقات في كافة المجالات وتعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والمباحثات تطرقت للقضايا الاقليمية في الشرق الاوسط وليبيا ، وهناك توافق في الرؤى للتوصل بين مصر وفرنسا للوصول لحلول للمشكلات التي تواجه المنطقة وتطلع مصر الكامل لتعزيز وتوثيق التعاون مع فرنسا في القطاع الثقافي والتعليمي.

ملفات تبحث عن حل

واستطرد: العلاقات المصرية الفرنسية متميزة وتحظى باهتمام كبير والروابط التاريخية ممتدة بين البلدين، وحضور الرئيس السيسي قمة "ميثاق التمويل العالمي" التي عقدت في فرنسا، يؤكد على أهمية الدور المصرى على المستويين الإقليمي والدولي خاصة أنها تدافع عن مصالح الدول النامية ودول الجنوب.

من جانبه قال احمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن توقيت لقاء الرئيس السيسى لوزيرة خارجية فرنسا مناسب للغاية فى ظل التحديات الكبيرة التى تعانى منها دول الإقليم، والقارة الأفريقية، خاصة أن فرنسا من الدول الفاعلة في القارة السمراء سياسيا، وتدرك حجم وثقل مصر السياسى والاستراتيجى فى الإقليم، وتعلم أن مصر هى بوابة القارة الأفريقية.

وتابع: لذلك كان لقاءا مهما، وتناول بحث عدة ملفات فى غاية الأهمية تحتاج إلى حلول سريعة وناجزة، فكان التركيز على تكثيف الجهود لتسوية الأزمات في السودان وليبيا، وفى دول بالساحل الأفريقى فى ظل تفاقم الأزمات السياسية وإطالة امد الصراع، وبما أن القضية الفلسطينية قضية مركزية للدولة المصرية تم التركيز أيضا خلال اللقاء على بحث سبل إحياء عملية السلام وضرورة العودة إلى المفاوضات.

وأضاف التايب خلال تصريحات لـ"صدى البلد": أما العلاقات المصرية الفرنسية تشهد تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية، خاصة على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين وحرص البلدين على تعزيز العمل الثنائي فى كافة المجالات اقتصاديا وسياسيا وتكنولوجيا، خاصة في قطاعات الطاقة والنقل والبيئة، وبما أن مصر الآن تحقق طفرة غير مسبوقة فى قطاع الطاقة المتجددة وفى مجالات توطين الصناعة والبنية التحتية، فإن تعزيز التعاون فى مجال نقل الخبرات وتكنولوجيا التصنيع بين فرنسا ومصر يصب فى مصلحة الطرفين ويزيد من التبادل التجارى ويعزز من العلاقات المصرية الفرنسية.

وأكمل: إضافة إلى أن أهمية التعاون بين مصر وفرنسا وتعزيز العلاقات بينهما يعمل على تنسيق الجهود فى مواجهة وتخفيف آثار وتداعيات بعض القضايا الدولية، مثل ارتفاع أسعار الغذاء، ومشكلات وقضايا التمويل الدولى ومشكلات الهجرة الغير شرعية، لذلك فإن تعزيز التعاون المشترك مع فرنسا سيكون له آثار إيجابية فى التعاطي مع كثير من القضايا الإقليمية والدولية والتحديات العالمية، ويعود بالنفع على العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والدولية.


-