الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماكرون يسكب الزيت على النار.. دعم مطلق لإسرائيل وتجاهل للعدوان على غزة

ماكرون
ماكرون

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء، تضامن فرنسا مع إسرائيل، حيث زار دولة الاحتلال للتعبير عن تضامن بلاده الكامل مع إسرائيل بعد هجوم حماس الذي أدى إلى مقتل أكثر من 1400 شخص، بحسب ما ذكرت صحفية من وكالة الصحافة الفرنسية.

ماكرون

دعم ماكرون لإسرائيل

اقترح الرئيس الفرنسي، الثلاثاء، توسيع نطاق التحالف الدولي الحالي الذي يحارب تنظيم داعش في العراق وسوريا ليشمل أيضا القتال ضد حركة حماس في غزة.

وقال ماكرون للصحفيين وهو يقف إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس "فرنسا مستعدة لأن يقاتل التحالف الدولي المحارب لداعش، والذي نشارك فيه في عمليات في العراق وسوريا، حماس أيضا".

واعتبر الرئيس الفرنسي أن الحرب مع حركة حماس التي دخلت يومها الـ18 ستكون طويلة، مهددا حزب الله اللبناني بدفع ثمن باهظ في حال دخل الحرب إلى جانب الحركة الفلسطينية.

وكتب ماكرون على موقع إكس (تويتر سابقاً): "يجمعنا الحداد مع إسرائيل.. قتل 30 من مواطنينا في 7 أكتوبر، ولا يزال 9 آخرون في عداد المفقودين أو محتجزين رهائن. في تل أبيب، أعربت مع عائلاتهم عن تضامن الأمة".

وقال ماكرون، إن فرنسا ستدعم إسرائيل في حربها ضد الإرهاب، مضيفا أن "ما حدث لن يُنسى أبدا"، داعيا إلى عدم توسيع نطاق النزاع بين إسرائيل وحماس، مشددا على أن "إطلاق سراح الرهائن هو الهدف الأول".

وأفاد ماكرون بعد لقائه الرئيس الإسرائيلي اسحاق هرتسوغ: "أعتقد أن مهمتنا تتمثّل بمحاربة هذه المجموعات الإرهابية.. من دون توسيع نطاق النزاع”، مضيفا أن “الهدف الأول الذي يجب أن يكون لدينا اليوم هو تحرير جميع الرهائن من دون أي تمييز".

من جهته، أبلغ هرتسوغ نظيره الفرنسي بقلقه من تنامي معاداة السامية في العالم، مشيرا خلال الاجتماع مع ماكرون إلى أن" إسرائيل لا تسعى إلى شن حرب مع مقاتلي حزب الله اللبناني على حدودها الشمالية لكنها تركز بدلا من ذلك على قتال حماس في قطاع غزة".

وفي سياق متصل تراجع قصر الإليزيه عن تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، حول فكرة توسيع التحالف الدولي المناهض لتنظيم داعش الإرهابي ليشمل القتال ضد حماس.

وقال مكتب الرئيس الفرنسي، في بيان: "الهدف من التصريحات هو الحصول على الإلهام من تجربة التحالف الدولي ضد داعش والتحقق من الجوانب التي يمكن تنفيذها ضد حماس أيضا".

وأضاف: "نحن مستعدون للتفكير، جنبا إلى جنب مع شركائنا ومع إسرائيل، في مسارات العمل ذات الصلة ضد حماس"، متابعا: "لا يقتصر التحالف الدولي ضد داعش على الإجراءات على الأرض، بل يشمل أيضا تدريب القوات العراقية وتبادل المعلومات بين الشركاء ومكافحة تمويل الإرهاب".

والتقى الرئيس الفرنسي في تل أبيب عائلات فرنسيين أو فرنسيين - إسرائيليين قتلوا في الهجوم أو تحتجزهم حماس رهائن في غزة، حيث قتل 30 فرنسياً على الأقل في هجوم حماس - أكبر عدد من القتلى منذ هجوم 14 يوليو 2016 في نيس (86 قتيلاً) في جنوب فرنسا - وما زال 7 مفقودين، بينهم رهينة مؤكدة وآخرون.

ازدواجية المعايير الغربية

وقال الإليزيه إن إيمانويل ماكرون ينوي أيضاً "مواصلة التعبئة لتجنب تصعيد خطير في المنطقة، خصوصاً بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران".

وأضاف أن ماكرون سيقترح أيضاً إعادة إطلاق عملية سلام حقيقية من أجل إقامة دولة فلسطينية، مع التزام دول المنطقة في المقابل بأمن إسرائيل.

وزار الرئيس الفرنسي إسرائيل بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتس، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني.

وقالت الدكتورة جيهان جادو عضو مجلس محلي بمدينة فرساى بفرنسا، إن هذه الزيارة التي قام بها ماكرون لاسرائيل تعكس رغبة الدولة الفرنسية واعلانها مباشرة انها تدعم إسرائيل وتقف وراءها ، ولعل ماكرون أخفق كثيرا في اعلانه لهذا الامر بغض النظر عما يشاهده العالم من مجازر ترتكب في حق الفلسطينيين، واذا كانت حماس قامت بهجوم علي اسرائيل فإن رد الفعل من الجانب الاخر كان فوق المحتمل، لكن من وجهة النظر الفرنسية فإن فرنسا عانت كثيرا من الارهاب في الفترات الماضية ما يجعلها تهاجم وبقوة حماس او اي مؤسسة ارهابية سواء تنظيم داعش او غيرها من المنظمات المتشددة التي ترتكب الجرائم بزعم الدين.

وأضافت "جادو" خلال تصريحات لـ"صدى البلد": دعيني أعلنها أن تأثير زيارة ماكرون لإسرائيل تأثير سلبي للغاية علي مستقبل فرنسا السياسي في القادم وليس معني ان فرنسا ترفض سلوك حماس أن تتجاهل ما يحدث بفلسطين الدولة من جرائم حرب، وكان الاولى بماكرون ان يتبني اما موقفا محايدا او ان يحاول الاعلان عن مبادرة لتهدئة الموقف والحرب المشتعلة فإن التاثير بكل تأكيد سيكون سلبيا للغاية ولا نعلم تبعات تلك الزيارة علي الاستقرار والامن بفرنسا في الايام المقبلة خاصة بعد التهديدات التي وجهت لفرنسا في الايام القليلة الماضية.

وأضافت: أما عن الدعوة لانشاء تحالف دولي لمحاربة وترقب حماس او توسيع نطاق المحاربة مثل داعش في العراق وسوريا فإنه لا جدوي له حيث ان جميع دول العالم تستنكر الارهاب في كل مكان وتحاربه وأعتقد انه لا يجب الخلط ابدا بين ما يحدث من مجازر في حق الفلسطينيين وما يتخذه الغرب ذريعة لاحتلال الدول ، و نحن جميعا ضد الارهاب في اي دولة وضد الاعمال الاجرامية لكن ليس على حساب المدنيين الابرياء ويجب علي تلك الدول اولا تحديد البؤر الارهابية وتصفيتها لكن دون المساس بالقوانين الدولية وقتل الابرياء.

من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني زيد الإيوبي، إن زيارة الرئيس الفرنسي الى اسرائيل امس لها دلالات كبيرة اولها أن فرنسا تقف بكل قوتها الى جانب الاحتلال الاسرائيلي ومن المفترض أن فرنسا دولة حاضنة لمبادئ حقوق الانسان والديموقراطية على مستوى العالم، وتعتبر متقدمة في هذا المجال، ولكن ما نراه الان أن فرنسا هي ذاتها اليوم تنحاز للآلة العسكرية الاسرائيلية التي تستهدف الاف المدنيين والاطفال والنساء في قطاع غزة وتتجاوز القانون الدولي وتعتدي على الشرعية الدولية ورغم كل ذلك ضرب ماكرون بعرض الحائط كل مبادئ واخلاق فرنسا، تحت مبرر حق اسرائيل بالدفاع عن نفسها حتى وان كان ذلك على حساب دماء الاف الاطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة، وهذا ان دل على شيء فهو يدل على سقوط اخلاقي لدى فرنسا فيما يتعلق بهذا  الجانب، وكأن ماكرون يقول إن الدماء الفلسطينية رخيصة ولا تهمنا كثيراً وبالتالي يتجاوزها ولم يبد حتى تعاطفا مع هؤلاء الشهداء وهؤلاء الضحايا وهؤلاء الاطفال وانما كل التعاطف كان فقط مع كيان الاحتلال الاسرائيلي.

وأضاف الأيوبي خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن ماكرون  جاء الى اسرائيل لان هناك حوالي اكثر من 100 رهينة واسير لدى حركة حماس في غزة يحملون الجنسية الفرنسية وبالتالي هو ملزم بطبيعة الحال ان يشارك في محاولة لاطلاق سراح هؤلاء الاسرى والرهائن خصوصا وان المواطن الفرنسي يطالب بتحمل المسئولية في هذا الاتجاه ولذلك فرنسا لها دور اولا يتعلق بالتزام الغرب بحماية  اسرائيل والدفاع عنها، وثانيا فيما يتعلق بالوضع الداخلي الفرنسي ، و بخصوص هؤلاء الذين يحملون الجنسية الاسرائيلية من الفرنسيين.

علم الاحتلال 

تدفق إسرائيل للشرق

وأكمل: ماكرون ذهب أبعد من الحرب على غزة والحرب على حماس والحرب على اهالي غزة، وذلك باقتراح فكرة تشكيل تحالف اقليمي دولي لمحاربة داعش في العراق وفي سوريا والمحاربة بالمشاركة مع اسرائيل، وهذا نعتبره قفزا على الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والقفز على  مسار السلام والقفز على حل الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين بالوسائل السلمية على طاولة المفاوضات لانهاء الصراع أو بتكريس حل الدولتين (دولة فلسطين تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل ) بسلام وامن وازدهار واستقرار، وبالتالي جاء من فرنسا أم الحرية وأم الديموقراطية ليقترح حلا فيه قفز على حقوق مكتسبة لشعب باكمله وهو الشعب الفلسطيني، ونحن لا نتعامل معه كحل جذري للقضية الفلسطينية، لأننا مؤمنون تماما بأن حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لا يكون الا بالتمسك بمسار السلام، وبالشرعية الدولية، وباعطاء الشعب الفلسطيني حقه باقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف لتكون فلسطين جزءاً ايضا من اي تحالف على المستوى الاقليمي وعلى المستوى الدولي لمحاربة الارهاب.

واستكمل: على الغرب ان يفهم انه يجب ان يتم إعطاء فرصة لفلسطين، بأن تكون شريكة في محاربة الارهاب وشريكة ايضا في تعزيز الامن والسلم والاستقرار والازدهار، خاصة وأن الشعب الفلسطيني لديه قدرات كبيرة  في كل المجالات و قادر على ان يبدع في المساهمة على مستوى الاقليم وعلى مستوى العالم وفي احلال السلام والازدهار والاستقرار لكل شعوب المنطقة ولكل شعوب العالم، اما “ادارة الظهر” في حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس فهذا يعني انهم ذاهبون لمعالجات امنية ، وعلى مدار خمسة وسبعين عاما أثبتت المعالجات الامنية فشلها الذريع في حل هذا وفي تحقيق الامن في المنطقة وتحقيق الامن للاسرائيليين. 

وأردف: الاسرائيليون والفرنسيون والامريكان والالمان وغيرهم يجب ان يتصالحوا مع فكرة اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، والشعب الفلسطيني يطالب باقامة هذه الدولة بالطرق والوسائل السلمية التي يعترف بها المجتمع الدولي، وتأثير ما اورده وما اقترحه ماكرون في اعتقادي انه لن يلقى أي اجابة أو استجابة في المنطقة العربية، مشيراً إلى أن هذا الاقتراح يعني أن فرنسا وامريكا وكل القوى الغربية التي تدعم اسرائيل ستقفز على حقوق الشعب الفلسطيني، وإعطاء وتكريس جسر للاسرائيليين للوصول إلى الوطن العربي وإلى الشرق الاوسط حتى بدون اتفاقيات سلام من بوابة تحالف دولي واقليمي تحت عنوان محاربة الارهاب وبالتالي ستكون اسرائيل وفقا لهذا المقترح موجودة في الوطن العربي بقواتها وأجهزتها وباتفاقيات امنية، وبالتالي انا في اعتقادي أن هذا الاقتراح ليس عمليا ولا يمكن تحقيقه واذا تم السعي لتحقيقه فهذا سعي يمثل هروبا لحل المشكلة من جذورها باقامة الدولة الفلسطينية والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني.