الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فتح معبر رفح وسيناء.. سر انزعاج قادة إسرائيل من أنطونيو جوتيريش

أنطونيو جوتيريش
أنطونيو جوتيريش

لا فرق بين وجودك وسط الصفوف على خط النار تحمل بندقية وتقابل لنصرة قضيتك أو ما تؤمن به وكونك دبلوماسي تناصر الحق وتدافع عن المظلوم بالكلام فقط، فتسجيل المواقف المشرفة عبر التاريخ يحتاج منك فقط أن تكون شجعا ولديك ضمير حي وحر كما هو حال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي تصدر مشهد الحرب بين حماس وإسرائيل بسبب موقفه مما يتعرض له سكان قطاع غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 19 يوما من إبا..دة جماعية، كما هو حال أبو عبيدة البطل الفلسطيني الذي ازعج قادة تل أبيب مع تجدد الصراع في 7 أكتوبر الجاري.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ19 على التوالي، قصف المدنيين العزل في قطاع غزة، حيت تشن قواته يوميا غارات قوية منذ تجدد الصراع بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل يوم 7 أكتوبر الجاري، حيث انقسم العالم بعد ذلك اليوم إلى قسمين، أحدهما يدعم الموقف الفلسطيني، والأخر يؤيد الطرف الإسرائيلي، ومن ضمن من يؤيد فلسطين هو الأمين العام للأمم المتحدة، مما لفت أنظار جميع الأطراف، وحدث انقلاب كبير عليه، خاصة منذ وقوفه أمام معبر رفح الحدودي قبل أيام مطالبا بفتح المعبر لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع. 

حكاية الأمين الأمم المتحدة 

وكان أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة قد قال إن الوضع في الشرق الأوسط يتفاقم كل ساعة، الحرب في غزة قد تنتشر في المنطقة بأكملها، وهذا الإنتشار يشكل خطورة بالغة على العالم.

وأكد في كلمته في اجتماع مجلس الأمن بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة: "أشعر بقلق عميق إزاء الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نشهدها في غزة، وحماية المدنيين لا تعني الأمر بإجلاء أكثر من مليون شخص إلى الجنوب، حيث لا مأوى ولا طعام ولا ماء ولا دواء ولا وقود، ثم الاستمرار في قصف الجنوب نفسه"، متابع: "دعوني أكون واضحًا لا يوجد طرف في نزاع مسلح فوق القانون الإنساني الدولي".

ومن جانبه، رد وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على موقف أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، في نفس الجلسة قائلاً: "في أي عالم تعيش؟ بالتأكيد هذا ليس عالمنا"، فيما دعا السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الأمين العام جوتيريش بالإستقالة فورًا، بعد تصريحاته.

وكتب إردان على مواقع التواصل الاجتماعي أن جوتيريش ليس مناسبًا لقيادة الأمم المتحدة، مضيفًا: "الإسرائيليون منزعجون من خطاب الامين العام الذي قال إن العنف في غزة لم يحدث من فراغ، وأن الفلسطينيين يتعرضوا لـ 56 عامًا من الإحتلال".

وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الثلاثاء، من خلال منشور له عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "لن أجتمع مع الأمين العام للامم المتحدة، بعد مذ..بحة 7 أكتوبر، ولا يوجد مكان لمقاربة متوازنة، يجب محو حماس من على وجه الكوكب".

ويقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن شخصية الأمين العام للأمم المتحدة هي شخصية معتدلة ومتزنة، والهجوم عليه من قبل إسرائيل ربما يزيد من شعبيته، وهو من طالب بالاستقالة وليست إسرائيل من تقرر استقالته، ولكن هو ليس بالشخصية التي تحسم الصراع، إنما أصبح مستهدفا منذ ظهوره أمام معبر رفح، وتوجيه رسالة للعام بإدانته، لأن العالم يقف عاجزا عن اتخاذ إجراءات. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن اللوبي اليهودي والولايات المتحدة والمصادر الإسرائيلية تستطيع أن تقود مهامه، ولكن إسرائيل لا تستطيع إقالته، إلا إن حشدت الولايات المتحدة في مراحل معينة، وبالتالي يمكن أن يتم إبعاده، وفي كل الأحوال لن يقوم بتقديم استقالته، حيث أنه يحظى بدعم عدد كبير من الدول داخل مجلس الأمن وخارجه.

وأشار فهمي، إلى أنه إذا انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل، حينها يستكمل مدته في منصبه، ولكنه لن يترشح مرة أخرى، أو أنه يواجه الصعوبات في هذه المهمة، مضيفا: "هو رجل أطلق صيحة مهمة في هذا التوقيت، صيحة من أعلى منصب في الأمم المتحدة هو الأمين العام، وفكرة استقالته لا تتماشى مع المؤسسة الأممية، فالرجل غلبه ضميره الإنساني، لكن هو في النهاية يستطيع يشكل لجنة تحقيق دولية في المجا..زر والجرائم التي حدثت وتحدث". 

ومن جانبه، دعا أنطونيو جوتيريش إلى وقف إطلاق نار فوري، في حين تواصل إسرائيل قصف القطاع ردا على هجمات حماس، وسط انقسام حاد في مجلس الأمن الدولي. 

من هو أنطونيو جوتيريش؟ 

وعبّرت إسرائيل عن غضبها إزاء نداء الأمين العام قبيل انعقاد مجلس الأمن حيث ندّد وزير الخارجية الفلسطيني بدوره بما اعتبره تقاعسا في جهود احتواء النزاع الذي أوقع آلاف القتلى في الجانبين، غالبيتهم مدنيون.

وفي مستهلّ الجلسة قال جوتيريش إن لا شيء يبرر "الهجمات المروعة من قبل حماس"، في إشارة إلى عمليات شنّتها الحركة في السابع من أكتوبر في إسرائيل، لكنّه حذّر من "العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

وأمام مجلس الأمن أعرب الأمين العام عن "القلق البالغ بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي الإنساني في غزة"، وأكد أن "أي طرف في الصراع المسلح ليس فوق هذا القانون"، من دون الإشارة صراحة إلى إسرائيل.

وقال إن "الشعب الفلسطيني خضع مدى 56 عاما للاحتلال الخانق"، وشدّد أمام الهيئة على أهمية الإقرار بأن "هجمات حماس لم تأت من فراغ".

وأثارت تصريحات جوتيريش حفيظة وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين الذي خاطب الأمين العام بحدّة مذكّرا بمدنيين بينهم أطفال قتلوا في هجمات شنّتها حماس على الأراضي الإسرائيلية.

وقال كوهين "سيدي الأمين العام، في أي عالم تعيش؟"، وتابع: "أعطت الفلسطينيين غزة حتى آخر شبر"، مشيرا إلى انسحابها من القطاع في العام 2005.

وفي أعقاب الهجمات شدّدت إسرائيل الحصار الذي تفرضه على القطاع المحاصر أصلا منذ أن سيطرت عليه حماس، وما زالت الدولة العبرية تحتل الضفة الغربية.

ودعا سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان جوتيريش إلى الاستقالة، وجاء في منشور له على منصة إكس (تويتر سابقا) أن الأمين العام للأمم المتحدة "أبدى تفهّما للإرهاب والقتل".

والجدير بالذكر، أن أنطونيو جوتيريش  وُلد في لشبونة في عام 1949، وتخرج من معهد "Instituto Superior Técnico" بشهادة جامعية في مجال الهندسة. 

وهو يجيد البرتغالية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية، وهو متزوج من السيدة كاتارينا دي ألميدا فاز بينتو، وله ولدان إضافة إلى ابن زوجته، وله ثلاثة أحفاد.