الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شريف نادي يكتب : عامان من الحرب الروسية الأوكرانية

شريف نادي
شريف نادي

بعد أكثر من عامين على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية يبدو أن الفخ الذي أراد الغرب أن ينصبه لروسيا قد فشل بعد أن نجحت الأخيرة في السيطرة على العديد من المدن الأوكرانية خلال الفترة الأخيرة.


كما جاء فشل الهجوم الأوكراني المضاد ليعزز من مكاسب موسكو ويزيد من أزمة الغرب الذي بدأ يعيد النظر في حجم الدعم الذي يقدمه لكييف نظرا لعجزها عن تحقيق تقدم ملحوظ على أرض المعركة.


وبدأ الغرب وفي مقدمتهم الولايات المتحدة في ربط الدعم المقدم لأوكرانيا باشتراطات محددة تحقق المصالح الأمريكية حيث أصبحت واشنطن تتعامل مع كييف كولاية تابعة لها وتلزم حكومتها وقواته المسلحة بالتحرك وفق ما تقتضيه المصلحة الأمريكية.


ومؤخرا كشفت تقارير صحفية عن وصول وحدات من القوات المسلحة الأوكرانية التابعة لمديرية الاستخبارات الرئيسية في أوكرانيا من السودان إلى الصومال، بناء على طلب الولايات المتحدة
وتحدثت صحيفة "Military Africa" عن الوجود الأمريكي في القارة الإفريقية، وخاصة في الصومال حيث تنشط شركة الأمن الأمريكية "بانكروفت " منذ أكثر من عقد من الزمن، وتسيطر على امتيازات التعدين وتحميها في المناطق التي تعمل فيها ضد الجماعات المسلحة.


وبحسب الصحيفة، فقد جرى مؤخرا إلحاق وحدات خاصة من القوات المسلحة الأوكرانية لتعمل ضمن شركة الأمن الأمريكية المتواجدة في العاصمة مقديشو، وليس للجيش الصومالي
وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها وسائل الإعلام عن تواجد قوات أوكرانية في أفريقيا، حيث تم تأكيد وجود قوات أوكرانية في السودان من قبل مسؤولين أوكران رفيعي المستوى منهم رئيس مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية، كيريل بودانوف، الذي سبق وأعلن بشكل واضح أن كييف أخذت الكثير من الأسلحة من السودان مقابل مشاركة عناصرها في الحرب بالسودان.


ورغم نفي وزير الخارجية السوداني علي الصادق علي، تصريحات المسؤول الأوكراني، وتأكيده أن السودان لم يقدم أي أسلحة لأوكرانيا، وأن القوات الأوكرانية غير متواجدة على الأراضي السودانية ألا إن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية كشفت في تقرير لها أن القوات الخاصة الأوكرانية تشارك في العمليات القتالية بالسودان في إطار استراتيجية وصفتها الصحيفة بأنها تهدف إلى تقويض العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج على حسب مزاعم الجانب الأوكراني بهدف التغطية على العمل المشترك بين كييف وواشنطن.


ورغم ما تقدمه أوكرانيا لخدمة المصالح الأمريكية وتحول قوات بلاده لمرتزقة تتنقل حول العالم بأوامر من واشنطن ألا إن الرئيس الأوكراني مازال يستجدي الغرب في كل فرصة من أجل استمرار دعم كييف بالمال والسلاح في الوقت الذى تواصل فيه القوات الروسية تقدمها في العديد من المدن الأوكرانية.


ختاما.. بعد مرور عامين على الحرب الروسية في أوكرانيا ربما يمكننا القول إن الغرب باع كييف وتخلي عن دعمها على أرض الواقع مكتفيا بالشعارات والتصريحات الإعلامية لدرجة أن الناتو نفسه أعلن على لسان أمينه العام أن الجيش الأوكراني في وضع صعب جداً على الجبهة، وذلك جراء عدم تزويد أوكرانيا بذخائر كافية.


في حين استطاع الدب الروسي أن يوجه صفعة قوية للغرب ويدفعه دفعا للتخلي عن كييف التي أصبحت أشبه بولاية أمريكية ولكنها غير مشمولة بالحماية حيث تكتفي واشنطن بإدارة كييف عبر وكيلها زيلينسكي الذي لا يمانع من تقديم كل شىء للحصول على الرضا الأمريكي حتى لو كان تحويل قواته لمرتزقة في خدمة العم سام.