الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريم خالد عبد العزيز يكتب: دائرة السعادة الانتقائية

كريم خالد عبد العزيز
كريم خالد عبد العزيز

طبيعة أغلب الأشخاص في هذا الزمان ليست كالأزمان الماضية من حيث نقاء وطيبة القلب واستقامة الأخلاق .... في الماضي كان الحب يقدر أكثر من الآن ، لأنه كان حقيقيا أكثر ونابعا من صميم القلب .... أما أغلب المجاملات التي تقال تحت مسمى الحب الآن وأغلب العلاقات التي توصف بأنها قوية ومتينة للأسف أغلبها مبني على المصالح المتبادلة والمشتركة .... لذلك مسئولية انتقاء الأشخاص الذين نتعامل معهم أو ندخلهم في دوائر علاقاتنا مسئولية كبيرة في حق أنفسنا لكي لا نتعرض لخذلان أو صدمات.

هناك أشخاص كالأرض الخصبة ، كلما زرعنا فيهم بذور الحب والإخلاص حصدنا ثمار ذلك أضعاف ما نتصور أو ننتظر .... وهناك أشخاص مهما زرعنا فيهم بذور الحب والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية ، لا نحصد إلا ثمار الكراهية ومواقف غير إنسانية وتصرفات غير أخلاقية .... هذه النوعية من البشر كالأرض البور غير صالحة للزراعة .... علينا أن ننتقي الأشخاص بعناية ونحدد مع من نتعامل ومع من يجب تجنبه .... قد تجبرنا الظروف أحياناً على التعامل مع أشخاص لا نريد أن نتعامل معهم أو لا نرتاح لهم ولكن في هذه الظروف علينا تحديد إطار التعامل الذي يحقق الأهداف المرجوة دون التعمق في العلاقة.

مقياس الإنسان الاجتماعي في هذا العصر قد يكون بتعدد علاقاته .... لكن للأسف قد يحدث ذلك على حساب نفسه ، فقد تتعدد علاقاته ولا يكون مرتاحا وقد يتعرض لكثير من المشاعر السلبية كالخذلان والصدمات بسبب عدم التقدير الذي يستحقه .... لكن حتى لو لم نكن في نظر عصرنا وغيرنا اجتماعيين فكفى أن نكون مرتاحين نفسيا ونعيش حياة هادئة عندما نكتشف أن صديقا أو اثنين حقيقيين يغنونا عن كثير من الأشخاص الذين يندرجون تحت مسمى الأصدقاء ولا نشعر بوجودهم.

في حياتنا نريد أن نصنع دائرة السعادة الانتقائية ، نريد أشخاصا حقيقية لا مزيفة ولو كانوا قلة قليلة .... نريد علاقات عميقة من القلب ولو كانت غير متعددة .... نريد أن نكون سعداء ومرتاحين حتى لو وصفنا بالانطوائية لقلة معارفنا .... انتقاء القلة الحقيقية مسئوليتنا لحياة هادئة وسعيدة خالية من الصراعات السلبية والخذلان المتكرر.