الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جمال قرين يكتب: محمود صديق المنشاوى

جمال قرين
جمال قرين

هوثالث فرسان عائلة الشيخ صديق المنشاوى التى ضمت 18فردا حفظوا وخدموا القرٱن الكريم فى كل مكان رحلوا وأقاموا فيه، شقيق الشيخ محمد صديق المنشاوى صاحب الصوت الباكى، وأحد أبرز قراء القرٱن الكريم فى مصر والعالم العربى والإسلامى، حفظ الشيخ محمود صديق القرٱن وهو فى الثامنة من عمره كعادة ٱل المنشاوى والتى تمتد أصولهم إلى محافظة سوهاج وبالتحديد بمركز المنشاة، الذى اكتسب شهرة واسعة لوجود هذه العائلة القرٱنية هناك، حيث والده الشيخ صديق المنشاوى وشقيقه الشيخ أحمد ومحمد، وابنه الشيخ صديق، التحق الشيخ محمود بإذاعة القرٱن الكريم بعد ثمانية أشهر من رحيل شقيقه القاريء محمد ، ثم سجل بعد ذلك المصحف الشريف مرتلا ، وذاع صيته  بين أهله فى صعيد مصر قبل أن يحضر للقاهرة ويدخل الإذاعة المصرية، يقول عن نفسه : نشأت فى أسرة طابعها وعيشتها الأولى القرٱن الكريم ، فهذا والدى الذى ذاع صيته دون أن يدخل الإذاعة، وذاك أخى الشيخ محمد الذى أصبح ملء السمع والبصر، إلا أن الله توفاه فى سن مبكرة فى الاربعينيات من عمره، وهأنذا  أكمل طريق الدعوة إلى الله بتلاوة القرٱن ،

*ويضيف كنت ملاصقا لوالدى الشيخ صديق حينما يذهب إلى المناسبات والحفلات التى كان يحييها فى الجنوب مابين سوهاج وقنا والأقصر، وكان ذلك حرصا منى على تعلم التلاوة والترتيل والتجويد، فى عائلة وهبت نفسها للقرٱن الكريم منذ نحو 150سنة، حيث سبقنا عمى الكبير الشيخ أحمد المنشاوى بالتلاوة، بدأت أخطو خطواتى الأولى نحو تعلم القراءات وأصولها حيث نهلت علم القرٱن الكريم والقراءات على يد الشيخ عامر عثمان شيخ المقارىء المصرية والشيخ أمين إبراهيم اللذين كانا لهما الفضل الكبير فى تعليمى التجويد ، و فى هذا التوقيت ظهرت أصوات كثيرة تجيد ترتيل القرٱن الكريم وتجويده، وذلك بسبب انتشار الكتاتيب وحب المسلمين للاستماع لتلاوة القرٱن من المقرئين المشهورين ، لذلك ظهرت سمة التنافس بين الشيوخ فى حفظ القرٱن وتجويده من شيوخ عظام خصصوا منازلهم لتعليم قراءة القرٱن، وكان على رأسهم الشيخ إبراهيم شحاتة عالم القراءات البارز فى ذلك الوقت ، انتقلنا للقاهرة أنا وشقيقى محمد والذى تم قبوله بالإذاعة دون أن يتقدم بطلب لها بعكس ماحدث مع شيوخ ٱخرين ، فقد انتقلت الإذاعة المصرية إلى الصعيد لتسجل مع شقيقى بعكس ماهو معروف ومألوف ، انتقلنا للقاهرة أنا وشقيقى محمد، وكان عمرى وقتها 17سنة،وتقدمت للإذاعة وقبل التقديم مباشرة كان يوافق هذا ليلة الإسراء والمعراج، ففوجئت بمكالمة من رئيس الإذاعة محمد حماد فى ذلك الوقت، واتصل بى أيضا الأستاذ أحمد فراج وطلبوا منى إحياء ليلة الإسراء والمعراج فى السيدة زينب، وكان وقتها غالبية الوزراء موجودين لحضور الحفل، الذى افتتحه الشيخ مصطفى إسماعيل وقمت أنا بختمه، وقرأت لمدة 7دقائق فقط ، لكن عرفتنى معظم الجمهورية من خلال هذه الليلة، ومنذ ذلك الحين بدأت شهرتى وتقدمت للإذاعة وتم وضعى فى البرنامج وقبولى بعد الاختبار من أول مرة، واستقررت منذ السبعينات بالقاهرة، ففيها الشهرة والوصول إليها سهل ، ويقول: بعد أن نجحت فى دخول الإذاعة كمقريء لكتاب الله، تقرر أن أقوم بقراءة السورة فى مسجد الإمام الشافعى بحى مصر القديمة، ولقد هالنى الاختيار وتهيبت الفقيه فى مرقده كما كان يتهيبه العلماء والأمراء فى حياته، وبعد أن علمت أن الذى كان يقرأ السورة فى الإمام الشافعى قبلى كان  الشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله أحسست بخوف شديد، وهذا الإحساس أعطانى عزة بالنفس فتوكلت على الله واستخرته، فقمت بالقراءة لأول مرة فى مسجد الإمام الشافعى، ويومها وفقنى الله أيما توفيق ، ثم قرأت أول تلاوة فى المسجد الحسينى فى صلاة الفجر بعد اعتمادى فى الإذاعة فبراير 1970

زار الشيخ المنشاوى السعودية واليمن والإمارات والسودان كسفير للقرٱن وأوفدته وزارة الأوقاف إلى لندن وكان معه الشيخ حجاج السويسى لإحياء شهر رمضان لدى الجالية الإسلامية والمركز الإسلامى، ومن أجمل المواقف حينما زار الشيخ ماليزيا  وجد فى مطار كوالالمبور ٱلاف الماليزيين فى استقباله ابتهاجا وحفاوة به وهم يحملون الورد فى أيديهم ، والإذاعة الماليزية قطعت إرسالها فجأة لتخبر الشعب الماليزى عن خبر وصولى, وإذا بالمذيع يطالب جموع المسلمين بالتوجه إلى المسجد الكبير بعد الإفطار للاستماع إلى تلاوة القرٱن الكريم بصوت الشيخ المنشاوى وتوجيه الاستفسارات الدينية، وعند ذلك اعترانى خوف من الأسئلة لأنها تحتاج إلى عالم وفقيه، وليس قارىء للقرٱن والحمد لله كانت معظم الأسئلة تدور حول عدد الركعات فى الصلاة وكيفية الوضوء ، ويكمل الشيخ محمود حديثه الشيق عن القرٱن الكريم وحكاياته مع المستمعين خاصة فى الجنوب .. الخشوع والتباكى عند قراءة القرٱن هما أفضل ماخص الله به صوت والدى وأخى الشيخ محمد وانا والحمد لله، وهو بكاء يزيد من إحساس المستمع بالمعنى ولايقلل من هيبة القاريء ، واذكر أن بعض المستمعين كانوا يطلبون منا أنا وشقيقى الشيخ محمد، قراءة سورة بعينها أو ٱيات خاصة مثل سورة الفجر أو سورة ق أو الكهف لأن هذه السور تمثل عندهم معنى خاصا، مما جعلنى أراجع السور والٱيات وأدقق فى القراءات، وذلك حتى أضع حدودا علمية لمساحة التجاوب مع المستمعين، إذ أن محاولة إرضاء المستمع لايجوز أن تطغى على المعنى أو صحة القراءة، شفى الله الشيخ محمود صديق المنشاوى   ومتعه بالصحة والعافية.