الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الانتخابات الآن" هتاف يهز تل أبيب.. نتنياهو يترنح مع اشتعال الداخل الإسرائيلي| الدهس يشعل الشارع السياسي واليوم التجمع بالقدس

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في أكبر تجمع معارض للحكومة الحالية منذ بداية معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، شارك عشرات آلاف الإسرائيليين أمس السبت في احتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وذلك فى خضم الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة التي دخلت شهرها السابع، وبحسب البيانات التى أعلن عنها المنظمون، فإن نحو 100 ألف شخص تجمعوا عند مفترق طرق في تل أبيب أعيد تسميته "ميدان الديمقراطية" منذ الاحتجاجات الحاشدة ضد التعديلات القضائية المثيرة للجدل العام الماضي، ومن المقرر تنظيم تظاهرات أخرى الأحد في مدن عدة من بينها القدس.

 

وكان الهتاف الأساسي الذي يهز الميدان، ويردده المتظاهرون بقوة، هو "الانتخابات الآن"، إذ دعا المشاركون إلى استقالة نتنياهو مع دخول الحرب في غزة شهرها السابع الأحد، وبالتزامن مع ذلك، نظمت مسيرات في مدن أخرى، حيث شارك زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد في واحدة في كفار سابا قبل مغادرته لإجراء محادثات في واشنطن، وأفاد لابيد في المظاهرة "إنهم لم يتعلموا أي شيء، ولم يتغيروا"، مضيفا "ما لم نرسلهم إلى بيتوهم، فإنهم لن يمنحوا هذا البلد فرصة للمضي قدما".

 

 

من حيفا إلى تل أبيب .. المطالب موحدة 

 

 

وبحسب ما رصدته الصحف الإسرائيلية للمظاهرات التي تزامنت بعدة مدن إسرائيلية أمس، فقد كانت تقريبا المطالب تتلخص في أمرين أساسيين، الأول هو إجراء انتخابات رئاسة مبكرة، ورحيل نتنياهو من المشهد السياسي الإسرائيلي، أما المطلب الثاني فقد كان يتعلق بعودة المختطفين داخل قطاع غزة، وهو ما كان ظاهرا من الهتافات التي تم ترديدها، ففي تل أبيب، هتف المتظاهرون: "لسنا خائفين، دمرتم البلاد، وسنصلحها، نريد الرهائن أحياء وليس في نعوش".

كما شوهد متظاهرون آخرون على الأرض وهم يحملون الأعلام واللافتات، وكتب على إحدى اللافتات "الحكومة التي دمرت البلاد ومزقت الأمة"، وكتب على لافتة أخرى: "نتنياهو خطر على إسرائيل"، بينما في حيفا، هتف المتظاهرون: "الحكومة فاشلة يا نتنياهو، أنت مذنب، الوقت ينفد بشأن الرهائن"، كما دعا المتظاهرون في قيسارية الحكومة الإسرائيلية إلى بذل كل الجهود لإعادة الرهائن، كما انضمت إلى المتظاهرين في تل أبيب عائلات الرهائن في غزة وأنصارهم.

 

 

 

صدامات مع الشرطة واعتقالات

 

 

ويبدو أن الحكومة المتطرفة التي يقودها نتنياهو قد حسمت موقفها من الاستجابة لتلك المطالب، فقد أوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن صدامات وقعت بين محتجين والشرطة في مسيرة تل أبيب، فيما أعلنت الشرطة أنها أوقفت متظاهرا، وكذلك في قيسارية، شمال تل أبيب، اندلعت أيضا صدامات بين الشرطة ومتظاهرين حاولوا الاقتراب من مقر إقامة نتانياهو الخاص، وقد أعلنت الشرطة عن اعتقال ثلاثة خلال مظاهرة في قيسارية، إذ تم اعتقال امرأتين ورجل خلال التظاهرة، وتم نقل المعتقلين الثلاثة إلى مركز شرطة الخضيرة للتحقيق معهم.

 

ومظاهرات تل أبيب، حاول نحو 200 متظاهرا، قطع شارع بلوخ، ونزل الفرسان إلى الرصيف، وبقي نحو 200 متظاهر في تل أبيب، بعد انتقال الاحتجاج من مبنى الهستدروت إلى شارع بلوخ - حيث جرت محاولات لقطع الطريق، فيما منعت فرسان الشرطة تلك المحاولة، ودعت الجميع إلى التفرق في منازلهم، وذلك بعد تهديدها قائلا: "من سيبقى سيتم القبض عليه".

 

 

حادث دهس حصاد للتحريض ضد المتظاهرين 

 

 

وللمرة الأولى منذ 7 أكتوبر، عاد الصدام الداخلي بإسرائيل، حيث سجلت حادثة عنف، نتيجة عملية هس للمتظاهرين، وقد أصيب خمسة متظاهرين، أربعة منهم في حالة طفيفة وواحد في حالة متوسطة، وذلك بعد أن صدمتهم سيارة على طريق نمير؛ وبالفحص تبين حدوث مشاجرة بين المتظاهرين والسائق، وفي توثيق الحادثة يظهر ركاب السيارة وهم يشتمون المتظاهرين، وعندما حاولت الشرطة تهدئة السائق، قام بزيادة السرعة ودهس المتظاهرين، وقال درور سلاي، الذي شهد الحدث: "كان يتطلع حقاً إلى دهس المتظاهرين"، وأضاف: "كان يقود سيارته بسرعة جنونية، وصدم متظاهرة طارت إلى جانب الطريق، وبعد ذلك عندما كانت مستلقية، واصل السرعة وضرب متظاهراً آخر".

 

وعلق رئيس المعارضة يائير لابيد على دهس المتظاهرين في تل أبيب، وكتب على شبكة إكس (تويتر سابقا) أن الحادث "هو نتيجة مباشرة للتحريض القادم من الحكومة وآلة السم"، ولن يثنينا أحد أو نوقف الاحتجاج حتى عودة المختطفين وسقوط هذه الحكومة الرهيبة"، فيما كتب عضو حزبه، عضو الكنيست فلاديمير بلاياك، في X أن "دماء المتظاهرين سمح بها وزراء وأعضاء الكنيست من ائتلاف نتنياهو المجرم".

 

بينما رد رئيس معسكر الدولة بيني غانتس على دهس المتظاهرين في تل أبيب، قائلا إن إن الحدث "مروع ويستحق الإدانة، وعلينا جميعا أن نعلن صوتا واضحا يدين كل أعمال العنف". وبحسب غانتس، فإن "مقارنة المتظاهرين بأعدائنا واتهامهم بالرغبة في اغتيال رئيس الوزراء هو افتقار للمسؤولية الوطنية. ومن المناسب لجميع قادة الجمهور التصرف بحساسية تجاه جميع شرائح المجتمع، خاصة في هذه الأيام الصعبة، وأتمنى الشفاء التام للمصابين، وأدعو الجميع - يجب ألا نعود إلى الأيام التي سبقت 7 أكتوبر".

موضوعات متعلقة