الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم شعبان يكتب : وداعًا صلاح السعدني صاحب الروائع الفنية

صدى البلد

 وسط كل عمالقة الفن الجميل وجيل الستينيات البارز في السينما والدراما التليفزيونية، يظل الفنان الكبير الراحل صلاح السعدني، قطعة غالية تمثل الفن الأصيل والشخصيات الحقيقية الصادقة، التي حُفرت بحروف من ذهب في أذهان الجمهور، لذلك شكل رحيله صدمة في الوسط الفني، رغم أنه اعتزل فعليا الظهور التليفزيوني والإبداعي قبل أكثر من 10 سنوات.


صلاح السعدني، أحد أعمدة الفن المصري طوال ما يزيد على 50 سنة، منذ ظهوره في منتصف ستينيات القرن الماضي وحتى اعتزاله بعد مسلسل القاصرات عام 2013، فهو لم يكن فنانا عاديا، ولكن حبّة في عقد فريد زين السينما والدراما المصرية مع مجموعة ظهرت في سنوات متقاربة، وشكلت تيارا حقيقيا في الفن المصري، يتقدمهم عادل إمام وصلاح السعدني ونور الشريف وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز ويحيى الفخراني.


قدم صلاح السعدني، أكثر من 50 فيلما في مسيرته الفنية، أغلبها إبداعات شهيرة يصعب نسيانها وأدواره فيها التي قدمت بصدق شديد، لعل من أبرزها دور "علوان" في فيلم الأرض أفضل أفلام السينما المصرية من إخراج يوسف شاهين، ودوره في أغنية على الممر مع المخرج الكبير الراحل علي عبد الخالق، والراحل العظيم محمود مرسي، والرصاصة لا تزال في جيبي مع العملاق الراحل محمود ياسين وأفلام أخرى عديدة.


استطاع صلاح السعدني، أن يشكل بأدواره التليفزيونية علامة خاصة، وبصمة حقيقية فالجمهور المصري والعربي لا يزال يذكر باعتزاز، العمدة سليمان غانم في مسلسل ليالي الحلمية وحسن النعماني، في رائعة أسامة أنور عكاشة "أرابيسك"، وأدواره المحفوظة وبطولاته، في أبنائي الأعزاء شكرا وحلم الجنوبي، والناس في كفر عسكر والباطنية وغيرها.


أحب الجمهور المصري والعربي صلاح السعدني، لأدواره اللافتة وصدقه مع جمهوره واختياراته، فالفن رسالة واختيار وما يدخل لبيوت ملايين المشاهدين في مصر والعالم العربي، لا يصح أن يكون عبثا أو سموما أو مخدرات فنية تطيح بالقيم والعقول، وتدفع للجريمة وتشجع عليها.


الفن الذي قدمه صلاح السعدني، وحفر اسمه ودفع الجميع اليوم للترحم عليه، والحزن على رحيله فن صادق، عبر ملاحم درامية ذائعة الصيت علقت في أذهان الناس وذاكرتهم منها رائعته ليالي الحلمية.


صلاح السعدني، فنان كبير رحل بجسده، لكنه باقٍ بأعماله التي ستظل علامة على دقة اختياراته في حياته وإخلاصه لما يقدم لجمهوره، والحفاظ على شخصية مهيبة في حياته الفنية والخاصة وما يقدمه للناس.


وداعا صلاح السعدني، صاحب الروائع الدرامية والسيرة الفنية المتفردة.