الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيد رشيد رضا


كنا قد أشرنا سلفا عن دور الإمام محمد عبده في الإعلاء من قيمة الإصلاح الاجتماعي من خلال تناوله للنص القرآني المبارك بالدراسة والتفسير، لافتا إلى أنه المصدر الأول في التشريع الإسلامي دون الارتكان إلى مصادر التفسير التي اعتمدها السالفون من المفسرين.

وقد كان لعناية الإمام وإعلائه من قيمة الفرد والمجتمع في الإصلاح الاجتماعي من خلال تفسيراته لآي الذكر المبين دور فعال في ترسيخ مفهوم الإصلاح المنبعث من التفسير القرآني، رافضا للجمود الفكري الذي ساد المنتديات العربية والذي كاد يؤول بهم إلى إحالة النص القرآني المبارك ولغته إلى اللاهوت، وهذا ما دفع العلماء إلى اعتبار الإمام محمد عبده رائد حركة التنوير في العصر الحديث، وامتد التصنيف إلى السيد رشيد رضا، صاحب تفسير المنار وتلميذ الإمام محمد عبده، بأنه الوارث لعلم الإمام؛ إشارة منهم ولفتة إلى أن السيد رشيد رضا سار على نفس نهج الإمام، بيد أن الرؤية العلمية والتدقيق المصحوب بالأدلة والبراهين تشير إلى أن السيد رشيد رضا خالف منهج الإمام، خاصة بعد أن رحل الثاني من على ظهر الأرض.

فعلى الرغم من أن السيد رشيد رضا آمن بأن النص القرآني المبارك هو المصدر الأول في التفسير، إلا أنه استعان بعناصر التفسير الأخرى، فترى تفسير المنار استعان بالأحاديث الشريفة والنكت النحوية والإشارات البلاغية والروايات الي وجد صاحبها أثرا طيبا في الرجوع إليها والاستعانة بها، ولعل هذا ما أدى إلى خروج السيد رشيد رضا بنتائج تفسيرية تخالف نتائج الإمام محمد عبده.

والأدلة على ذلك كثيرة ، ففي قضية السحر نجد أن الإمام رفض وقوع السحر على الرسول – صلى الله عليه وسلم – لتكون هذه النتيجة التفسيرية مخالفة للنتيجة التي توصل إليها السيد رشيد رضا، ومبعث هذا الاختلاف ينبعث من الآلية التفسيرية التي نهجها كل مفسر، فما اعتمد عليه السيد رشيد رضا من الاستعانة بالأحاديث كان سببا في خروج رأي السيد رشيد رضا عما توصل إليه الإمام من نتائج، فالحديث الوارد في البخاري والمشير إلا سحر الرسول (حديث لبيد بن الأعصم) وهو من الأحاديث الآحاد كان باعثا لإقرار السيد رشيد رضا على وقوع السحر على بدن الرسول صلى الله عليه وسلم دون عقله.

وهذا ما دفعني إلى الإشارة إلى القول بأن السيد رشيد رضا خالف منهج الإمام محمد عبده في التفسير القرآني والفكر، خاصة بعد وفاة الإمام.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط