الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تلون أم خوف من الجاليات العربية.. لماذا غيرت فرنسا موقفها من غزة؟

ماكرون
ماكرون

دخلت الحرب في قطاع غزة يومها الـ 30 بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، حيث اندلع فتيل الأزمة بينهما في 7 أكتوبر 2023، عندما شنت حركة حماس هجوماً على إسرائيل في عملية سميت بـ "طوفان الأقصى".

 إيمانويل ماكرون

هدنة في غزة

وردت إسرائيل بعملية عسكرية يدور رحاها داخل القطاع حاليا تعرف بـ "السيوف الحديدية"، والتي أسفرت عن وقوع عدد كبير من الضحايا والشهداء والمصابين، حيث أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد قتلى القصف الإسرائيلي والغارات الجوية المتواصلة إلى 9500 بينهم 3900 طفل و2509 نساء، كما قال المكتب إن 150 شخصا من الكوادر الطبية و46 صحفيًا قتلوا، وخرج 16 مستشفى من الخدمة.

ويواصل الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة براً وبحراً وجواً في ظل مخاوف دولية من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، وهناك مخاوف من قبل المحللين بأن قد يصل الأمر إلى وقوع حرب عالمية ثالثة.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن باريس تعتزم عقد مؤتمر دولي حول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في 9 نوفمبر، ستدعو إليه دولا عربية وأوروبية والسلطة الفلسطينية دون دعوة إسرائيل.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه ستتم دعوة الدول الشريكة في الشرق الأوسط مثل مصر والأردن ودول الخليج والجامعة العربية والسلطة الفلسطينية لحضور المؤتمر، ولكن لن تتم دعوة إسرائيل.

وستحضر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على مستوى رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، فيما سيتناول الجزء الأول من المؤتمر المساعدات في مجالات الغذاء والدواء والوقود والكهرباء مع التأكد من أن المساعدات لا تصل إلى حركة "حماس".

وتعقد فرنسا يوم الخميس المقبل 9 نوفمبر مؤتمرا دوليا بشأن المساعدات الإنسانية لغزة. وينعقد المؤتمر كجزء من "منتدى السلام" في باريس والذي سيستمر طوال نهاية الأسبوع.

وكان قد أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تنظيم مؤتمر إنساني دولي للمدنيين في قطاع غزة يوم 9 نوفمبر على هامش منتدى باريس للسلام، مؤكدا أن "مكافحة الإرهاب لا تعني التضحية بالمدنيين"، وصرح ماكرون بأن "مكافحة الإرهاب لا تعني مهاجمة السكان المدنيين من دون تمييز".

وأضاف: "سننظم مؤتمرا إنسانيا دوليا للمدنيين في غزة يوم 9 نوفمبر، على هامش منتدى باريس من أجل السلام"، موضحا أنه "يجب تقديم مخارج سياسية ملموسة للمطالب الشرعية للشعب الفلسطيني".

وأعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن إدانتها بأشد العبارات "المجازر البشعة" التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق 3 مستشفيات في قطاع غزة وخلفت "عشرات من الشهداء والمصابين والجرحى".

أطفال غزة

وسيتطرق المؤتمر لقضايا مثل جمع الأموال مع تحديد عدة قطاعات على أنها بحاجة إلى الدعم الطارئ استنادا إلى تقييمات الأمم المتحدة للاحتياجات الطارئة.

وستكون أيضا إعادة إمدادات المياه والوقود والكهرباء من الموضوعات محل النقاش، مع ضمان سير عمليات المحاسبة للتأكد من عدم وصول المساعدات إلى أيدي حماس.

ووفقاً إلى مذكرة دبلوماسية اطلعت عليها رويترز "سيمكن المؤتمر أيضا جميع المشاركين من تقييم المساعدات التي يجري بالفعل إيصالها إلى المدنيين في غزة وتقييم المتطلبات وإعلان التزامات جديدة سواء كانت مالية أو عينية"، وأضافت المذكرة "سيكون المؤتمر أيضا منتدى للتشديد على الالتزام باحترام القانون الدولي الإنساني".

وترسل فرنسا حاملتي طائرات هليكوبتر قبالة ساحل غزة في الوقت الذي تعمل فيه مع السلطات الإسرائيلية والمصرية على إيجاد سبيل لتوفير المساعدات الطبية للمتضررين من القصف في القطاع المحاصر.

وقال الدبلوماسيون إنه سيجري بحث إنشاء ممر بحري لاستخدام الممرات البحرية في شحن المساعدات الإنسانية إلى غزة، لكن سيجري أيضا بحث الكيفية التي يمكن بها استخدام السفن لمساعدة إجلاء الجرحى من غزة.

وقال أحد الدبلوماسيين "ليس من الواضح النتائج التي سيسفر عنها هذا، لكنه الشيء الصواب الذي يتعين على أوروبا فعله".

وكانت قد طلبت فرنسا من إسرائيل، أول أمس الجمعة، توضيحات بعد القصف الذي استهدف المعهد الفرنسي في غزة، وقالت الخارجية الفرنسية: "أبلغتنا السلطات الإسرائيلية أن المعهد الفرنسي في غزة استُهدف بضربة إسرائيلية، وطلبنا من السلطات الإسرائيلية أن تمدنا من دون تأخير عبر الوسائل المناسبة بالعناصر الملموسة التي دفعت إلى هذا القرار"، موضحة أنه لم يكن هناك أي موظف أو مواطن فرنسي داخل المعهد.

هذا ونددت فرنسا بـ"الهجمات على مواقع الأمم المتحدة والطواقم الإنسانية" في غزة، على ما أفاد المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران، الجمعة، بعد ضربات إسرائيلية استهدفت مخيم جباليا، أكبر مخيمات قطاع غزة.

وقال فيران في إعلان تلقته وكالة "فرانس برس"، إن "فرنسا تندد بالهجمات على مواقع الأمم المتحدة والطواقم الإنسانية التي يعتبر عملها أساسيا لسكان غزة المدنيين".

وأعربت فرنسا الأسبوع الماضي عن "قلقها البالغ إزاء الخسائر الفادحة" جراء الغارات الإسرائيلية على مخيم جباليا، مذكّرة أن "حماية السكان المدنيين هي التزام بموجب القانون الدولي وملزم للجميع".

الدكتورة جيهان جادو

دعم غزة إنسانيا

وقالت رئيس مجلس مدينة فرساي، الدكتورة جيهان جادو، إن اعتزام فرنسا عقد مؤتمر دولي حول تقديم مساعدات إنسانية لفلسطين من حيث المبدأ يختلف عن مؤتمرات دعم فلسطين أو تأييدها، ففرنسا دعت لهذا المؤتمر، من وجهه النظر الإنسانية لمًا راه العالم من مجا..زر بشرية ترتكب بحق المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء الفلسطينيين؛ لذلك أي دولة في العالم لابد ان تتعاطف مع ما يحدث.

وأكدت "جادو"، أن فرنسا تعتبر دولة مؤثرة في دول الاتحاد الأوروبي وأن اعتزامها لتقديم معونات إنسانية لا يعني بالدرجة الأولى أنها ضد إسرائيل بل إنها فقط تدعم القضية الفلسطينية من الجانب الانساني وتقديم معونات غذائية أو طبية لإنقاذ كارثة بشرية ومجا..زر ترتكب علي يد إسرائيل الغاشمة.

وأضافت "جادو" خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه في التاسع من نوفمبر ستقوم فرنسا بدعوة الدول الأوروبية والعربية لتقديم المساعدات للفلسطينيين، وأعتقد أن فرنسا ستتخذها فرصة لإثبات وجودها في المجتمع الدولي بعد الانتقادات القوية التي وجهت لماكرون في بداية الأمر بتصريحاته عن دعم إسرائيل ضد الضربات التي وجهت لها على يد حماس.

وأشارت إلى أن قضية فرنسا الأساسية هي حربها على الإرهاب، ومعروف معاداة فرنسا للجهاديين وللمنظمات المتطرفة؛ لذلك في بداية الأمر كانت مع إسرائيل وساندتها نتيجة الضربات التي وجهت لها في السابع من أكتوبر الماضي.

وأكملت: الآن وبعد أن تغيير المشهد كثيرا وبعد أن قامت إسرائيل برد فعل مناف لكل الأعراف الدولية وارتكبت بأفعالها جرائم إبا..دة بشرية تعد من جرائم الحرب، نجد العالم يقف مع أطفال ونساء غزة المحاصرين والمدنيين العزل.

وشددت: الكارثة الإنسانية التي تحدث حركت دول العالم ليروا بأعينهم مدى وحشية المحتل، ومن الطبيعي لفرنسا وغيرها من الدول أن تتبنى مؤتمر لدعم فلسطين المكلومة، متابعة: "من وجه نظري المتواضعة أن تتبنى باريس خطة للتهدئة أو توصيات لوقف الحرب فورا، بالإضافة لتقديم مساعدات عاجلة وإنسانية مثل ما تقوم به مصر".

وأكدت "جادو" أن كل هذه المؤتمرات والمبادرات هي بمثابة مسكنات لا تداوي أو تطبب، فبدون فرض عقوبات مباشرة من المجتمع الدولي أو اتفاق بالإدانة لإسرائيل لن تتحرك تلك المحاولات نحو المسار الصحيح.