الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إدخال المساعدات ووقف تمدد الصراع|غزة تكشف دور مصر القوي في الملفات الإقليمية

غزة
غزة

تبرهن مصر كل يوم منذ تجدد الصراع بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل داخل قطاع غزة قبل 28 يوما، على قوة دورها وكلمتها فيما يتعلق بالدفاع عن القضية الفلسطينية ودعم الأشقاء، وأنه لا حل للأزمة داخل القطاع إلا من خلال مصر، وهذا يظهر في كم الاتصالات الدولية والإقليمية والمشاورات التي تقوم بها مع الشركاء كافة.

دور مصر في غزة

واستقبل الرئيس   عبد الفتاح السيسي، السبت، "سيندي ماكين" المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي بحضور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وتناول اللقاء الملفات الإقليمية وعلى رأسها تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

ووجهت المديرة التنفيذية الشكر لمصر على الدور القيادي المحوري الذي تقوم به لتقديم الدعم لأهالي القطاع، سواء من خلال الدعم المصري المباشر، أو عن طريق تنسيق المساعدات المقدمة من الأطراف الدولية، بما فيها برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الأممية الأخرى ذات الصلة.

وشدد الرئيس السيسي على قلق مصر البالغ من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية بالقطاع، مستعرضاً الجهود المكثفة التي تقوم بها مصر على مدار الساعة لضمان إدخال أكبر قدر ممكن من المساعدات، بما يلبي الاحتياجات الحقيقية لأهالي القطاع، مع استمرار المساعي المصرية مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية للدفع في اتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، مؤكداً كذلك ضرورة إحياء المسار السياسي استناداً إلى حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة.

من جانبه قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أحمد التايب، إن الضغط على المجتمع الدولي لمواصلة الجهود لإنهاء الأزمة الراهنة، يضع العالم أمام مسؤولياته، ويوضح الموقف الموحد للعرب تجاه الأزمة.

وأضاف التايب لـ "صدى البلد"، أن العرب مصممون على موقفهم فيما يخص رفضهم التام لاستهداف المدنيين في غز، ورفض التهجير القسري، وتصفية القضية على حساب الشعب الفلسطيني وشعوب دول المنطقة، أو تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه.

وأشار المحلل السياسي، إلى اتفاق الدول العربية على ضرورة الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، يكشف أن هناك اجماعا عربيا في وجه تقاعس الولايات المتحدة والغرب في حل الأزمة ودعمهم اللا محدود لإسرائيل ومنحها الوقت والضوء الأخضر لتنفيذ حرب إبادة ضد الفلسطينيين.

دعم قضية فلسطين

من جانبها أبرزت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية الجهود التي تقوم بها القاهرة جنبا إلى جنب مع واشنطن لتحقيق هدنة إنسانية يوقف فيها إطلاق النيران وفي نفس الوقت العمل على تطويق الصراع في قطاع غزة، حتى لا ينفلت إلى حرب إقليمية تزامنا مع وصول قدر اكبر من المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

وقالت الصحيفة إنه منذ السابع من أكتوبر الجاري دخلت 410 شاحنات مساعدات إنسانية وإغاثية إلى غزة بفضل الجهود المصرية، منها 36 شاحنة دخلت غزة يوم  الجمعة.

ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن توم وايت مدير الوكالة الدولية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قوله إن الموت جوعا كان هو القدر المحتم على سكان غزة لولا قوافل المساعدات الإنسانية القادمة من مصر والتي أبقت على رمق الحياة للفلسطينيين في قطاع غزة، وأمنت للفرد منهم رغيفين للخبز يوميا ووفرت لهم المياه الصالحة للشرب.

وحث المسئول الأممي إسرائيل على تسريع وتيرة إدخال المساعدات القادمة، منتقدا ما تفرضه إسرائيل من تعقيدات على جانبها لتلك المساعدات قبل الإفراج عنها.

على صعيد تطويق الصراع في غزة ومنع انفلاته إلى حرب إقليمية، أشار الصحيفة البريطانية إلى لقاء وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته اليوم السبت للأردن مع مبعوثين عن عدد من البلدان العربية بينما لم تنطفئ بعد شرارة القتال الدائر في غزة بل وتصاعدت وتيرته، وذلك بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلبا أمريكيا بعمل "وقف إنساني" للقتال يمكن معه إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وأشارت الصحيفة إلى أن المساعدات القادمة من الجانب المصري برغم كثافتها إلا أن الجانب الإسرائيلي يخضعها بعد دخولها إلى الجانب الآخر لإجراءات تفتيشية دقيقة قبل السماح لها بالدخول إلى غزة، وقد برر مسئولون عسكريون إسرائيليون ذلك بأنه مشكلات لوجستية ناتجة عن غياب التنسيق بين المنظمات المعنية باستلام المساعدات الإنسانية.

زيارة بلينكن الأردن

وكشفت "فاينانشيال تايمز" عن أن وزير الخارجية الأمريكي يهدف من وراء لقائه مع الدبلوماسيين العرب في العاصمة الأردنية منع انفلات نطاق التصعيد العسكري في غزة إلى حرب إقليمية؛ حيث تعرضت المناطق الفلسطينية الليلة الماضية إلى قصف مدفعي وجوي إسرائيلي مركز طال شمال قطاع غزة، وذلك في وقت تتواصل فيه جهود أمريكية – مصرية لإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، متابعة أن هناك اتصالات مكثفة تتم لوضع اشتراطات لإطلاق سراح من بيد حماس من محتجزين، إلا أن ذلك لم يسفر عن أي تقدم حقيقي في هذا الاتجاه، كما لم تتبد أية مؤشرات على قرب تحققه.

وكشف مسئول أمريكي للصحيفة عن استمرار الاتصالات المكثفة لتأمين إطلاق سراح 242 محتجزا لدى حماس مع كافة أطراف الأزمة بما في ذلك "اتصالات غير مباشرة مع حماس".

وقال المسؤول، إن مصر وقطر تقومان بدور رئيسي في تلك الاتصالات، مضيفاً أن إطلاق سراح المحتجزين الأمريكيين الذي تم في العشرين من أكتوبر الماضي وهما أم وابنتها كان مجرد اختبار لمدى فاعلية قنوات الاتصال الأمريكية لتحقيق هذا الهدف .

ووصف المسئول الأمريكي تلك الاتصالات بأنها كانت "مطولة وممتلئة بالتفاصيل وتنم عن إمكانية حدوث انفراجة على هذا الصعيد برغم انتفاء وجود أية ضمانة للنجاح"، متابعا: "أن حماس طلبت وقفا لإطلاق النار وتكثيف المساعدات للمدنيين بما في ذلك الوقود الداخل إلى غزة، والإفراج عن 6000 فلسطيني من سجون إسرائيل".

وأشارت "فاينانشيال تايمز" إلى أن نتنياهو قد أكد للجانب الأمريكي أنه لن يقبل "وقفا مؤقتا لإطلاق النار في غزة إلا في حالة إطلاق السراح غير المشروط لـ242 إسرائيليا تحتجزهم حماس وذلك خلال لقائه أمس مع وزير الخارجية الأمريكي في تل أبيب حيث طلب بلينكن من نتنياهو بذل المزيد من أجل حماية المدنيين الفلسطينيين .

وقالت الصحيفة إن طبيعة الاشتباكات التي شهدتها مناطق غزة خلال الساعات الماضية قد اتخذت منحى مغايرا، فبحسب الصحيفة اتسمت الاشتباكات بأنها تتم من "المسافة صفر" بين القوات الإسرائيلية وحماس، وفي المقابل استهدفت إسرائيل سيارات إسعاف كانت متجهة إلى مستشفى الشفاء وهو المكان الذي يتخذه آلاف الفلسطينيين ممن تهدمت مساكنهم "ملاذا قد يكون آمنا"، لكن الجانب الإسرائيلي يقول إن المستشفى تستخدمه عناصر حماس الذين أصيب العشرات منهم جراء هذا الاستهداف.

وتحملت مصر منذ 1948 أعباء عسكرية كبيرة بسبب حرص مصر حكومة وشعبا على حماية الشعب الفلسطيني من الهجوم الإسرائيلي خلال العقود الستة الماضية.

والثابت أن مصر لم تتقاعس عن ممارسة دورها تجاه القضية الفلسطينية فقد قدمت أكثر من 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل فلسطين.