قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سفير أمريكي : العراق في حاجة ماسّةّ إلى تشكيل حكومة لتجنب الانزلاق نحو التفكك


حذر زلماي خليل زاد السفير الأمريكي السابق لدى العراق بين عامي 2005 - 2007 ، من احتمال تفكك العراق إذا لم يتمكن قادة العراق من تشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة رئيس وزراء جديد ، وتحفيز المعتدلين من السنة والقبائل على محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش ) منبها الى أن قادة العراق سيتعين عليهم اتخاذ قرارات وجودية في غضون الأسابيع المقبلة.
وقال زاد - في مقال رأي له نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين - "إذا فشلت الحكومة المركزية في منح تنازلات مرضية للسنة والأكراد ، فإن ذلك من شأنه أن يدفع الأكراد نحو طلب السيادة والاستقلال. والأكراد جادّون، ويجب على المجتمع الدولي التكيف مع هذا الواقع الناشئ".
وحمّل السفير الأمريكي السابق ، جميع القادة العراقيين مسئولية حل الأزمة التي تعيشها البلاد حاليا ، ملقيا بالحمل الأكبر على عاتق السياسيين الشيعة الذين يسيطرون على الحكومة المركزية هناك..داعيا الأحزاب الشيعية الى اختيار مرشح لتولي منصب رئيس الوزراء يمكنه تقاسم السلطة ، وتحقيق اللامركزية في الحكومة وانهاء تسييس قوات الأمن.
ولفت إلى أن إقليم "كردستان العراق" - كشرط أساسي للعمل مع الحكومة المركزية - يسعى لأن يكون له الحق في تصدير النفط الذي يوجد على أراضيه؛ وضم مدينة كركوك ومناطق أخرى إليه ؛ وتسوية مشاكل الميزانية، والحفاظ على أن يكون له ميزانية مالية مستقلة ، فضلا عن اشتراطه أن تسيطر قوات الأمن الكردية (البيشمركة) على المنطقة، بما في ذلك حصولها على أسلحة للدفاع عن نفسها ضد تنظيم "داعش".
وأشار "زاد" إلى أن الأكراد ليسوا على ثقة من قبول بغداد لهذه المطالب، لذا بدأوا في استعدادات موازية من أجل اعلان الاستقلال..لافتا إلى أن مسعود بارزاني رئيس منطقة كردستان العراق ، طلب من البرلمان الكردي إنشاء مفوضية انتخابية وتحديد موعد لإجراء استفتاء على الاستقلال.
ورأى "كاتب المقال" أن "الحجج التي قدمها إقليم كردستان لنيل السيادة، تعد معقولة، حيث إن الإقليم مختلف عن العراق العربي؛ فهو أكثر استقرارا وأكثر ازدهارا وأكثر تسامحا..في حين أن بغداد غير قادرة على حماية شعبها ، ولن تكون قادرة على القيام بذلك في المستقبل المنظور. وقد لجأ إلى إقليم "كردستان العراق" البالغ تعداد سكانه نحو مليون عراقي، من بينهم العديد من المسيحيين".
ورصد السفير الأمريكي السابق ، فشل الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة لسنوات ، في التعامل مع السنة أو الأكراد كشركاء على قدم المساواة..مشيرا إلى أنه فيما تتكيف واشنطن مع الواقع الجديد على الأرض ، فإنها ستحسن صنعا هي تبنت استراتيجية مماثلة ذات شقين: اولهما مواصلة مساعدة زعماء العراق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مع الاستعداد في الوقت نفسه لفشل تلك الجهود.
وحذر زاد من أنه في ظل غياب تشكيل حكومة وحدة وطنية، ستستمر الحرب الأهلية في العراق بلا هوادة، حيث سينمو الصراع الطائفي والفوضى في المناطق التي تسيطر عليها السنة و"داعش". وسيصبح الشيعة أكثر اعتمادا على الميليشيات الطائفية، وعلى إيران.
وأكد أن هذا المسار يهدد أمن الولايات المتحدة..داعيا واشنطن إلى ضرورة مواصلة العمل لتشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق، وتقديم مساعدة محدودة لمكافحة تنظيم "داعش" ، كما دعا إلى تكثيف العلاقات مع إقليم "كردستان العراق" عن طريق نشر فريق لتقييم احتياجاته وتنسيق الاستراتيجيات الأمنية لحماية تلك المنطقة من خطر "داعش".
وأضاف أنه "لمساعدة "كردستان العراق" في دفع فواتيره ، ينبغي على واشنطن تخفيف معارضتها لمبيعات النفط الكردية المباشرة، مع زيادة المساعدات الإنسانية للاجئين والمشردين هناك.
واختتم زلماي خليل زاد مقاله بدعوة واشنطن الى عدم التخلى عن جهودها إزاء مساعدة العراق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مع التفكير جديا في بدائل واقعية إذا انهار العراق".