"سير" ألتون جون .. حياة فنية صاخبة واعتزال هادئ.. ملكة بريطانيا منحته لقب"سير"لأعماله الخيرية ومساهمته في مكافحة الإيدز

- أسطواناته باعت 250 مليون نسخة .. و"شمعة في مهب الريح" أنجح أغنياته
- ملكة بريطانيا منحته لقب "سير" لأعمالة الخيرية ومساهمته في مكافحة الايدز
- اعلان "شذوذه الجنسي" صدم جمهوره .. وهجومه على الأديان أثار غضب الكنيسة

حياة مثيرة للجدل واعتزال هادئ جدا .. هكذا يمكنك ان تلخص مشوار النجم البريطاني "التون جون" او كما هو ملقب رسميا "سير" التون جون والذي أعلن اعتزاله الغناء والحياة الفنية مساء أمس خلال الحفل الموسيقى الذى أحياه أمس فى مدينة كاركاسون فى جنوب فرنسا، فى إطار مهرجان كاركاسون السنوى .
جون صعد الى المسرح كعادته وابدع في تقديم أشهر اغنياته ولكنه قرر ان يصدم جمهورة في نهاية الحفل ليعلن بعد أن شدا بأغنيته الشهيرة "كانديل إن ذا ويند" التى ألفها وغناها فى جنازة الأميرة ديانا .

وقف السير ليقول لجمهورة : لا مزيد من العروض، لا مزيد من الموسيقى، لا مزيد من الأغنيات" وسط ذهول الحضور قبل أن يؤكد أنه سيتوقف عن الغناء لكى يتفرغ لأولاده من امرأة بديلة.

بدأ التون جون حياته الفنية عام 1961 عضوا في فرقته التي اطلق عليها"bluesology" واستمر به الحال بين العمل مع الفرقة واحياء حفلات منفردة في اماكن سهر وفنادق الى ان أصدر أول ألبوماته عام 1968 ليبدا مشوارة الحقيقي مع النجومية

وذاع صيت التون جون خلال فترة السبعينات عندما قدم اغنيات رومانسية نالت شهرة واسعة في اوروبا وامريكا ووصلت حتى استراليا الا أن أغلب هذه الأغنيات حملت بصمة الشاعر الاسترالي "توين " ، بينما لعب جون دور الملحن لجميع اعمالة باقتدار خاصة وانه كان عازفا ماهرا لالة البيانو .

نجاح التون جون في السبعينات لم يمنعه خلال فترة الثمانينات من أن يعلن وبكل جرأة مثليته الجنسية ، مشجعا عددا كبيرا من المشاهير على اعلان ميولهم الجنسية الشاذة وسط سخط جماهيري عريض ضد التون جون الذي تسببت تصريحاته في أفول نجمة وتراجع مبيعاته طوال حقبة الثمانيان بشكل كبير .

الا ان النجم الكبير نجح في احتواء تلك الازمة الفنية مطلع التسعينات عندما قرر اعادة تقديم اعمالة الكلاسيكية التي اشتهر بها في السبعينات ولكن بتوزيعات موسيقية جديدة ، وحرص خلال تلك المرحلة على التواصل مع المستمعين الشباب وتقديم اعمال أقرب الى افكارهم الا انها لم تتخل عن طابعه الرومانسي المميز .

وفي صيف عام 1996 لم يعرف ألتون جون ان القدر يخبئ له نجاحا هو الاهم في حياته وذلك مع وفاة الاميرة ديانا ودودي الفايد في الحادث الشهير حيث اعاد التون جون تقديم أغنية "شمعة في مهب الريح" التي غناها لمارلين مونرو في السبعينات ، خلال حفل تأبين الاميرة الراحلة ، وذلك بعد اجراء تعديلات على بعض كلماتها لتحمل اسم "الوردة الانجليزية" ، وهي الأغنية التي لاقت نجاحا كبيرا جدا على كافة المستويات وحققت مبيعات تجاوزت الثلاثين مليون نسخة .

وخصص التون جون مبلغ 20 مليون جنيه استرليني 34 مليون دولار من ريع مبيعات الأسطوانة لمؤسسة ديانا التي أعلن عن قيامها لمساعدة الجمعيات الخيرية التي كانت الاميرة الراحلة ترعاها.

اغنية الوردة الانجليزية واعمالة الخيرية في مجالات مكافحة الايدز حيث اسس جمعية لمكافحة المرض اللعين عام 1992 ، دفعت الملكة اليزابيث عام 1998 الى منحه لقب "سير" في واقعه تمثل المحطة الاهم والأبرز في حياته الفنية

كل ذلك النجاح لم يمنع التون جون من العودة لتصريحاته المثيرة للجدل وكان اخرها حول مطالبته بمنع الاديان لانها تدعوا للكراهية وعدم التسامح ، ولم يكتف بذلك فقط بل اتهم المسيح عليه السلام بالمثلية الجنسية في تصريحات لوسائل إعلام امريكية ، وهو التصريح الذي أثار عاصفة من الجدل في الكنيسة التي تبرأت منه واعتبرته شخصا لايستحق حتى مطالبته بالاعتذار ، بينما تسببت تلك التصريحات في منعه من الغناء بمصر عام 2009 وأيضا أثارت عاصفة من الانتقادات ضد الحكومة المغربية عام 2010 عندما شارك في مهرجان موازين الغنائي الدولي .

وحقق التون جون في مشوارة الفني العديد من الجوائز اهمها حصولة على خمس جوائز "جرامي اوورد" وكذلك حصولة على جائزة الأوسكار مرة واحدة ، بينما نال الاسطوانة البلاتينية عدة مرات وحققت البوماته على مدار مشوارة الفني مبيعات تجاوزت 250 مليون نسخة .