في ذكرى تربعه على عرش ألمانيا.. "الحزب النازي" 12 عاما في السلطة.. ونهاية حلم "هتلر" في إقامة دولة الجنس "الآري"

- "جوتفريد فيدر" دعا فى برنامج الحزب إلى القومية والاشتراكية
- جوزيف جوبلز وأدولف هتلر أبرز المنضمين للحزب من المحاربين القدامى
- هزيمة ألمانيا في الحرب الأولى وتوقيع معاهدة فيرساي والكساد الاقتصادي من أسباب شعبية الحزب
- الحزب سيطر على السلطة تحت زعامة هتلر عام 1933 وأنشأ "دولة الزعيم والمملكة الثالثة"
- نهاية مأساوية لقيادات الحزب بإعدام 85 من قياداته وحظر نشاطه في ألمانيا
في ذكرى صعود الحزب النازي للسلطة بألمانيا في 31 يوليو 1933 تتسارع وتيرة الأحداث لدراسة مثل هذه التيارات والتشكيلات الهرمية التي تسلب الإنسان عقله ليكون ذائبا في بوتقة القائد دون أن يدرك أحد أن هذا القائد أيضا من البشر يصيب ويخطئ ولابد له أن يخضع للقانون ويمتثل لأحكامه وتنتقد أفكاره وإلا سيدفع الملايين من البشر فاتورة التهور وحب الذات وداء العظمة.
الحزب النازي حزب سياسي يميني متطرف أنشئ في ألمانيا بين عامي 1920 وعام 1945 وكان الحزب الوريث لحزب العمال الألماني الذي بدأ عام 1919 وحل عام 1920 الذي أُسس في جو البطالة والثورة الاجتماعية عام 1918م بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى.
وكلمة نازية تأتي من Nationalsozialismus وتعني القومية الاشتراكية وكان المنظّر الأساسي للحزب هو جوتفريد فيدر الذي كتب برنامج الحزب ونادى بعقيدة لها صبغة قومية قوية، وطابع اشتراكي يدعو إلى ملكية الدولة للأرض وتأميم البنوك وكان من أوائل من انضم لعضوية هذا الحزب محاربون قدامى مثل رودولف هس ،هيرمان غورينغ، ألفريد روزنبرج واعضاء اخرون مثل جوزيف غوبلز بالاضافة إلى أدولف هتلر.
تمكن المنتمون للحزب القومي الاشتراكي العمالي الألماني: (Nationalsozialistischen Deutschen Arbeiterpartei) تحت زعامة آدولف هتلر من الهيمنة عام 1933 على السلطة في ألمانيا وإنشاء نظام دكتاتوري مطلق، سمي بدولة الزعيم والمملكة الثالثة، التي أثارت الحرب العالمية الثانية وما زالت هذه الأفكار والأهداف موجودة في عقائد وأنظمة بعض الأحزاب والمجموعات اليمينية وتسمى Neonazismus اليوم بالنازية الجديدة (القومية الجديدة).
وكان من أهم أسباب قيام الحزب النازي وزيادة شعبيته هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وتوقيع معاهدة فيرساي التي تسببت في أزمة الكساد الاقتصادي في ألمانيا، اتهم النازيون مراكز القوى المتمثلة في الديموقراطيين الاشتراكيين وحكومة "فيمر "ببيع ألمانيا، كل هذه الأحداث العصاب أدت إلى التفكير في ضرورة وجود حزب يعمل على اتحاد العمال، ورفع الاقتصاد من كبوته ورفع نسبة الشعور والانتماء الوطني للشعب الألماني بعدما أحبطته هزيمة الحرب العالمية الأولى، وعملت على تشكيل الفكر القومي الاشتراكي الألماني.
ووفقا للوثائق التاريخية فإنه فى 5 يناير 1919، قام آنتون دريكسلر والصحفي كارل هارير بتأسيس حزب العمل الألماني في ميونخ، وفي أحد اجتماعات ميونخ، سبتمبر 1919، كان المتحدث الرئيسي هو جوتفريد فيدير وحالما أنهى حديثه قام أحد الحضور واقترح أن بافاريا يجب أن تنفصل عن بروسيا والنمسا كأمة مستقلة. وكان أدولف هتلر من بين الجمهور الذي حضر هذا الاجتماع، وطبقا لما أورده هتلر في كتابه كفاحي فإنه هب قائما لكي يضحد الجدال الذي نشأ نتيجة للاقتراح الذي قدمه العضو، فاقترب منه دريكسلر ووضع كتيبا في يده وكان عنوانه " يقظتي السياسية "، وكما ذكر هتلر في كتابه، فإن هذا الكتيب قد كان له أثر عميق في قراراته.
ولاحقا في ذلك اليوم استلم هتلر بطاقة بريدية تخبره بأنه قد تم قبوله في حزب العمل الألماني، وبعدما فكر مليا -كما يذكر هتلر- قرر الانضمام للحزب. بعدها في عام 1920 قام دريكسلر بتغيير اسم الحزب كما أوصى هتلر من حزب العمل الألماني إلى حزب العمل القومي الاشتراكي الألماني (NSDAP). وفي عام 1921 أصبح هتلر قائدا للحزب لما تمتع به من مهارات تنظيمية وقدرة على الخطابة.
وفي صيف نفس العام سافر هتلر إلى برلين Berlin ليلتقي بالاشتراكيين الألمان من جنوب ألمانيا، وبينما كان هتلر غائبا، قام أعضاء من لجنة الحزب يقودهم دريكسلر بنشر كتيب اتهام لهتلر، يتهمونه بالبحث عن القوة الشخصية بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، وعلى الفور رفع هتلر دعوى سب وتشهير، مما أجبر دريكسلر على إنكار ما فعل في مؤتمر عام، ومنذ ذلك الحين عين دريكسلر في منصب رئيس شرفي للحزب إلى أن تركه في عام 1923.
بدءا من عام 1924 بدأ الحزب باكتساب جماهيرية عريضة وتكونت خلايا حزبية نازية في الجنوب ثم توحدت مع المركز في ميونخ، وكان هتلر يحلم بإقامة الدولة العنصرية القائمة على أساس سيادة الجنس الآري وتفوقه.
وقد فاز الحزب النازي في انتخابات 12 ديسمبر 1929 وتسلق البرلمان الألماني وكان عدد اعضائه 276 من اصل 387 نائبا وبذلك قويت شوكة الحزب وازداد نفوذه في الدولة الألمانية.
وكانت رؤية الحزب وأسسه المبنية على التشدد والعنصرية الذريعه الأولى لاحتلاله مناطق واسعه وارتكابه جرائم ضد الإنسانية لم ير لها التاريخ نظيرا، وانتهى به المطاف إلى دخول الحرب العالمية الثانية (1939_1945) التي كانت نهاية المطاف لسيرته في حكم ألمانيا 12 عاما.
وأسس الحلفاء محكمة في مدينة نورمبرج في جنوب وسط ألمانيا عرفت بمحاكمات نورمبرج لمحاكمة قيادات النازية المتورطين بجرائم ضد الإنسانية وحوكموا محاكمة شكك الكثيرون في نزاهتها لاحقا ونفذ حكم الاعدام شنقا بحق عدد كبير منهم مثل وليم فرنك والفون فيريون برج وتم تصوير جثثهم بعد عملية الاعدام وهم عراة من غير ملابس ولا ينسى التاريخ صورة النازي وليم فرانك وهو عاري الجسد والدم يتساقط من راسه بعد عملية الاعدام وكانت عملية الاعدام بالشنق بحق القادة النازيين صباح 21_ديسمبر _1946 حيث اعدم في هذا الصباح أكثر من 85 قياديا نازيا.
بعد سقوط الحكم النازي مع انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945 أعلن عن الحزب النازي كحزب غير قانوني في ألمانيا، ويمنع استعمال رموزه ونشر أفكاره.