كيف تحول "المشخصاتية" و"الهجاصين " لقوة مصر الناعمة؟

مصر تحارب وستنتصر قولا واحدا لاشك فيه بإذن الله ...مصر تحارب معركة وجودية من اجل البقاء وأعدائها في الداخل أشد قوة وضراوة من الخارج...أعدائها من الداخل كتائب منظمة من الموتورين والحمقي الذين لا يقدروا نعمة الوطن والجيش والرئيس ...نعمة الأمن والاطمئنان والستر!!
كتائب من محترفي الفوضى والتدمير لكل قيم المجتمع ... كتائب تستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتفتيت وطن كل ما جناه مما أطلق عليه زورا وبهتانا الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والإبداع هو الخراب والتدمير وتفتيت جبهته الداخلية!!
في أوقات الحروب تنقسم قوي أي دولة لقوي عسكرية خشنة تقوم بمواجهة مباشرة مع الأعداء وقوي ناعمة تهيئ الأرض داخليا وخارجيا أمام القوي العسكرية لتؤدي مهامها بمساندة شعبية داخلية وتفهم خارجي لحقائق الأمور فيها...فالقوة الناعمة هي صوت وضمير مصر للداخل والخارج ...فهل فعلا تقوم القوة الناعمة في مصر الآن بدورها ؟؟
الحقيقة التي لا تخطئها العين أن تلك القوة الناعمة منذ سنوات طويلة تحولت لسلاح فاسد يضرب المجتمع المصري ولا يضرب أعداءه...يضعف أبناءنا وأخواتنا علي الجبهة العسكرية بدلا من أن يكون سندا وعونا لهم !!
تحولت قوتنا الناعمة من قوة روحية ومعنوية تعتمد علي الفن والثقافة وتراثنا الفكري والحضاري إلي قوة خائرة مدمرة لكل قيم ووجدان الشعب المصري...قوي ظلامية شريرة ...خشنة في وسائلها للوصول إلي الوجدان والعقل....فالأغاني في مصر تحولت لمهرجانات لمدمني كل أنواع المخدرات الموسيقية الذين يتقيؤا في أذن قطاع عريض من شبابنا مخلفات وفضلات عقولهم المشوهة بما يتعاطوه...والمطربين منذ أربعة أعوام تقريبا سواء الكبار أو الصغار...العاطفيين أو الشعبيين دورهم – إلا من رحم ربي- هو تغييب الناس عن حربهم المقدسة لحماية وجود مصر....تحول الغناء إلا قليلا لحجرين علي الشيشة يضربهم المستمع ويقوم مسطول!!
أما الدراما سواء سينمائية أو تليفزيونية فهي أداة مصر منذ سنوات طويلة لنقل رسائل بقيم وأخلاق وضمير الأمة للوطن العربي إلي جانب الداخل...فمصر سيطرت بأعمالها السينمائية والتليفزيونية علي الثقافة العربية لعقود طويلة بلغة محترمة راقية أما الآن فالدراما تحولت لعبء علي ظهر الوطن المنهك سياسيا واقتصاديا بعد أن صار دورها هو العبث بالمنظومة الأخلاقية والاجتماعية والثقافية للوطن وتحويلها لمنظومة عهر وإباحية!!
عاد بعض الفنانين لدورهم الأول عند ظهور الفن وهو التشخيص لكل ما يساعد الناس علي اللهو والضلال..وفقد معظمهم صفته كفنان وعادوا كمشخصاتية يجب عدم الاعتداد بشهاداتهم أمام المحاكم لأنهم ليسوا أهل احترم وثقة كما كان الحال في مصر قبل الخمسينيات.!!
فأي احترام وثقة لكتائب من تجار الأفيون الدرامي الذين يتاجروا ببضاعتهم الراكدة في الفضائيات ودور العرض للترويج للانحلال والإباحية والقتل بدم بارد ومعاداة مؤسسات الدولة والتطاول عليها ....الأب في عالم هؤلاء الافيونجية الدراميين الجدد يقتل ويحرق بيد أبنائه والأم عاهرة وداعرة تربي أولادها علي كل الرذائل...الفقراء في دنيا الدراما بلا أخلاق يبيعون أي شيء وكل شيء والأغنياء حثالة يشترون كل شيء بأموالهم!!
أفيون درامي يرسخ لفكرة الطبقية ويحرض الفقراء علي الأغنياء فالمجتمع في هذا العالم الخرافي الوضيع بلا قيم أو أخلاق بعد أن قرر الافيونجية الدراميين الجدد انتقاء كل ما هو شاذ وغريب لعرضه باعتباره الواقع المصري لذا لا تتعجب عندما تستمع لمن يتطاول علي مصر عربيا ويقول أنها بلد الراقصات والعاهرات...فماذا نعرض لهم غير ذلك ؟؟ هل رأي أحدا منكم في دراما رمضان هذا العام علي سبيل المثال شخصية واحدة تحمل ملامح المصريين الذين نعرفهم...هل لا سمح الله تم ضبط مشخصاتي يدرك اللحظة الحرجة التي يمر بها الوطن ويقدم فنا يساند به وطنه في معركته !!
"المشخصاتية " همهم جمع الملايين و منهم من كانت له يد قوية في نكسة الوطن في 25 يناير 2011 ومازال يقوم بدوره بكل قوة لتحويل مصر لليبيا أو سوريا أو العراق وكتاب الأعمال الدرامية عليهم وعلي تاريخهم وخلفياتهم مليون علامة استفهام ..أما بعض المخرجين مجرد موصلتية لهذا الفكر المشبوه من بعض الكتاب بلا رؤية أو وجهة نظر!!
والسؤال هل هناك دور لأي عميل أو خائن اقوي من تدمير وحدة ولحمة الجبهة الداخلية لأي دولة أثناء الحرب وهذا ما يقوم به مشخصاتية مصر الآن...بإجادة وحرفية يحسدوا عليها وسط حالة صمت مريب وقبول غريب من الدولة المصرية التي يحلو لبعض القائمين علي مؤسساتها الرضوخ أمام الابتزاز بأكذوبة حرية الإبداع .. عن أي إبداع يتحدثون وأين هذا الإبداع لنمنحه الحرية؟؟ أين هو الفن ورسالته لنمنحه الحق في التعبير نحن أمام حالة إعلان حرب درامية علي الوطن ؟؟
حرب لا هوادة فيها حتى بعض المشخصاتية العرب منحوا في غفلة من الزمن الحق في العبث بتاريخنا والسخرية من مصر وتصدير رذائلهم لنا في استباحة غير معتادة وتطاول غير مسبوق والسؤال أين الدولة المصرية من تجارة أفيون الدراما وماذا فعلت لإنقاذ المتعاطين من المشاهدين في مصر والوطن العربي والمتاجرين بقوة مصر الناعمة من المشخصاتية وأعوانهم.
قوة مصر الناعمة تستخدم الآن ضدها ولابد من وقفة مع "المشخصاتية" ليعودوا فنانين ومع "الهجاصيين " ليعودوا إعلاميين ...فما نشاهده الآن علي بعض الفضائيات عودة بمصر لزمن الإذاعات الأهلية في بدايتها عندما كانت تتلاسن وتتطاول علي خصومها وخصوم صاحب الإذاعة بلا مراعاة لأي ظروف للوطن ؟؟ فالإذاعات الأهلية كانت مخصصة لخدمة صاحبها فقط ولتذهب مصر للجحيم ولا ميثاق شرف يربط بينها فتحولت لمشاتم ضد خصوم أصحابها وضد بعضها البعض وكان يلقب الإعلامي العامل بها بالهجاص!!
والسؤال هل تختلف الصورة في بعض الفضائيات المصرية الآن عن صورة الإذاعات الأهلية في الثلاثينيات...لا أظن والإعلاميين داخلها حاليا ليسوا أكثر من "هجاصين" يدلوا بدلوهم في كل شيء عن علم أو جهل بلا قيم وطنية أو مواقف ثابتة ومحددة تجاه الوطن الذي يحارب...فالقضية بالنسبة للبعض ليست الوطن بل الملايين التي يحصل عليها وضرورة إرضاء ولي النعم الذي يمنحها آيا من كان!!
...وأولياء النعم في بعض الفضائيات تغلف مواقفهم من الدولة المصرية الريبة وهذا القول ينسحب علي بعض الصحفيين الذين لا يقدرون حساسية اللحظة التاريخية التي يمر بها الوطن ...الوطن الذي لا دور للعديد منهم إلا الكشف عن عوراته بل واختراع عورات له أن لم يجدوا والنيل من عزيمة أهله وقت المعركة وتشتيت أذهانهم فيما لا طائل منه إلا كسر وحدة 30 يونيه .
شرفاء الوطن كثيرون والرهان عليهم كبير لإنقاذ الوطن ففنانينا الحقيقيين لابد أن يواجهوا المشخصاتية ...ومطربي مصر لابد أن يتذكروا أنهم امتداد لثومة وعبد الوهاب والعندليب وينظفوا تاريخهم من القمامة الموسيقية التي تملأ الساحة الآن ..أما الإعلاميون والصحفيون الوطنيون فلابد أن يتبنوا إعلام الحرب والأزمة..وليصمت الهجاصين.