-اليعسوب الصناعي.. أصغر طائرة بدون طيار ظهرت في السبيعنيات
-كيتي.. قطة حية زُرع بداخلها أجهزة تنصت قيمتها 25 مليون دولار
-الـCIA استخدمت الحمام بدلا من طائرات التجسس لتصوير أهداف حيوية
-السمكة تشارلي.. خُصصت لتصوير الأعماق وتمتلك قدرة على التحمل والمناورة
-كاميرا السجار وبايب التجسس.. أحدث صيحتين للتنصت في الخمسينيات
يرتبط بوجدان المصريين جهاز الإرسال والاستقبال الصغير المخصص للتجسس، والذي كان محور قصة مسلسل "دموع في عيون وقحة" للفنان عادل إمام (جمعة الشوان) والذي اعتبره كثيرون تقنية متطورة للغاية في تلك الفترة أواخر ستينيات القرن الماضي.
لكن هل كانت مثل هذه الأجهزة المتطورة نسبيا موجودة بالفعل في ذلك الوقت؟ يجيب على ذلك التقرير المصور الذي نشرته شبكة CNET الأمريكية الشهيرة، والذي استعرض أبرز التقنيات الغريبة والمثيرة للتجسس التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية CIA بالولايات المتحدة في فترات مختلفة على مدار أكثر من 30 عاما، وتحديدا في الفترات الممتدة من عام 1950 وحتى 1980.
اليعسوب الطائر أبرز التقنيات الذكية والمبتكرة التي استخدمتها الـCIA في فترة السبعينيات تمثلت في جهاز دقيق على شكل حشرة "اليعسوب" الطائرة، والذي حظي بتصميم متقن جدا يشبه إلى حد التطابق جسم الحشرة الحقيقي، كما أنه لا يمكن التعرف عليه أبدا أو ملاحظة جسمه الصناعي أثناء الطيران.
هذا الجهاز، وكما تصف CNET، كان بمثابة مفهوم مبكر لطائرات بدون طيار والتي تعرف بطائرات UAV اختصارا لجملة Unmanned Aerial Vehicle، وتم تطويره من خلال قسم التطوير والأبحاث بالـCIA، واعتبر وقتها واحدا من أهم أجهزة التجسس السرية الدقيقة.
ويملك هذا الجهاز محركا متناهي الصغر يعمل بالبطاريات هو المسئول عن تحريك أجنحة اليعسوب الصناعي للتحليق فوق الأماكن المراد التجسس عليها، وكان من المفترض أن يتم تجهيز هذا الروبوت كي يعمل على نقل الصوت مباشرة عبر موجات الراديو، بحيث تستقبلها إشارات مشفرة لدى الـCIA، ولكن ظل عديم الفائدة وتوقف فقط عند حدود الطيران.
القطة كيتي إحدى الأفكار الغريبة التي عملت عليها الـCIA تمثل في زرع أجهزة تنصت داخل قطة حية مدربة، أطلق عليها اسم Acoustic Kitty، وعرفت بمشروع القطة الصوتية، وكانت مصممة لنقل الصوت عبر إشارات مشفرة إلى مراكز الاستقبال التابعة لـCIA.
في هذا المشروع، تمت زراعة أجزاء إليكترونية داخل جسم القطة، والتأكد من أنها ستتصرف بشكل طبيعي كأي قطة عادية، تلك الأجزاء شملت زرع مايكروفون في أذن القطة، وهوائي في منطقة الرقبة يمتد داخل جسمها ليصل إلى الذيل، حيث كان هذا هو الجزء المسئول عن نقل إشارات الصوت لاسلكيا.
وكانت أولى المهام الموكلة لهذه القطة هي التجسس على اثنين من المسئولين السوفييت المقيمين بالولايات المتحدة، حيث تواجد هذين الرجلين في إحدى الحدائق، وتم إطلاق القطة وتوجيهها ناحيتهما بهدف التنصت عليهما، لكن الأقدار كانت تحمل سيناريو آخر، حيث دهست سيارة مسرعة تلك القطة أثناء عبورها الطريق لتأدية هذه المهمة، ونفقت على الوفر بعد أن تحطمت كافة الأجهزة المزروعة بها، وبعد أن تكلف هذا المشروع نحو 25 مليون دولار، واعتُبر مبلغا ضخما للغاية في تلك الفترة.
الحمامة الكاميرا لم تتوقف جهود الـCIA عند القطة "كيتي"، حيث لجأ المختصون داخل قسم التطوير والأبحاث إلى تجنيد "الحمام" الزاجل واستخدامه في تصوير الأهداف الحساسة والحيوية، عبر زرع كاميرات متناهية الصغر بداخلها.
وحسب شبكة CNET فإن الخبراء داخل CIA وجدوا أن توظيف الحمام لتصوير الأهداف المطلوبة هو أمر في مجمله أفضل بكثير من أسلوب الطائرات بدون طيار المخصصة في التجسس، أولا لصعوبة اكتشافها، وثانيا لأنها تطير على ارتفاعات منخفضة للغاية مقارنة بطائرات التجسس، وبالتالي تسمح بتصوير أفضل للمواقع والأهداف المطلوبة، وتشير التقارير أن هذا المشروع لاقى نجاحا كبيرا، لكن الصور لم يتم الإفصاح عنها، حيث لا تزال سرية حتى يومنا هذا.
المجموعة المتكاملة ظهر في الفترة ما بين 1950 و1960 مجموعة من الأدوات الصغيرة المخصصة في التجسس، حيث كانت الـCIA تمد المتعاون معها بمجموعة كبيرة ومتكاملة من أجهزة التنصت يمكن ارتدائها في حافظة خاصة حول الخصر.
المجموعة المتكاملة تشتمل على أداة لعمل الثقوب داخل الجدران، ومايكروفونات صغيرة، وأدوات للتخدير وغيرها.
المرآة الجاسوسة
النساء يمكن أن تعملن أيضا كجواسيس لـCIA، ولأنه من غير الشائع في فترة الخمسينات والستينات أن تعمل المرأة خارج منزلها، كانت الـCIA تجهز عملائها من السيدات بأدوات تجميل من نوع خاص، منها هذه المرآة التي صنعت بحرفية عالية لأغراض التجسس.
كل ما على السيدة التي تستخدم هذه المرآة هو إمالتها في اتجاه معين ناحية الضوء، ليتكشف لها الشفرة التي وضعتها CIA، وعلى إثرها ستنقل الجاسوسة المعلومات التي تتحصل عليها بأسلوب مشفر تكونه وتقرأه عبر الاستعانة بهذه المرآة.
الدولار الفضي انتشر استخدام الدولار الفضي المعدني في الولايات المتحدة في سبيعنات القرن الماضي، لكن لم يكن أحد يتصور أنه يمكن استخدامها في نقل الرسائل السرية، ومنها هذا النموذج لدولار فضي أجوف، يمكن فتحه وإغلاقه بطريقة احترافية للغاية.
الرئيس الأمريكي الأسبق "دوايت أيزنهاور" استخدم بنفسه هذا الأسلوب في نقل رسائل سرية وأفلام دقيقة، حيث يتم وضع الرسالة المشفرة على ورقة ويتم طيها بصورة دقيقة جدا وحفظها داخل عملة الدولار المعدنية.
السمكة تشارلي على غرار حشرة اليعسوب الصناعية، طورت CIA مركبة مائية تحت اسم "تشالي" تسير بأسلوب ذاتي، وهي عبارة عن سمكة صناعية، تتيح استكشاف الأهداف البحرية، ومكنها الغوص وتصوير قاع المياه، ومجهزة أيضا لالتقاط الصوت.
وتتمتع تشارلي بالعوم السريع وقوة التحمل، كما أنها قادرة على المناورة، وتحمل الأجزاء الإليكترونية كالميكروفون والهوائي وآلة التصوير عبر هيكلها الذي يشبه الأسماك الحقيقية إلى حد التطابق، وتتميز هذه الآلة أيضا أنها قادرة على ارسال واستقبال موجات الراديو.
كاميرا السجائر بقدر التطور الذي نراه اليوم في كاميرات الهواتف الذكية، كانت هذه الكاميرا التي تسمى Tessina، بمثابة طفرة كبيرة في عالم التصوير وقتها، حيث تم تقديمها عام 1957، واتسمت وقتها بالصغر الشديد في الحجم، والذي يسمح بإخفائها داخل علب السجائر، حيث عرفت وقتها بكاميرا السجائر.
هذه الكاميرا التي استخدمتها الـCIA كانت تعتمد على أفلام 35 ملم، وكانت قادرة على التقاط صورا ذات جودة عالية بمساحة 14x21 ملم، وقد استخدمتها الـCIA في مهمات عديدة.
بايب التجسس ومن الأفكار المبتكرة أيضا التي لجأت إليها CIA، كان "البايب" المخصص للتنصت، البايب المبتكر يزخر بمايكروفون متناهي الصغر، يعمل مع هوائي لارسال موجات الراديو وغيرها من التقنيات المعقدة وقتها.
هذه التقنية الفريدة عرضتها وكالة الاستخبارات المركزية في المتحف الخاص بأدواتها الفريدة، وعرضت على حسابها الرسمي على موقع "فليكر".