العين "الحمرا" للدولة المصرية

خياران لا بديل لنا عنهما...إما أن نكون مصر كما عرفناها وعشنا فيها وعشقناها أو نكون سوريا الممزقة علي يد نخبة عار قذفت ببلدها ليد الإرهابيين أو ليبيا المحترقة بنيران الميلشيات المسلحة أو العراق المقسمة والمكتوية بنيران الطائفية والتطرف الديني أو اليمن المبشرة بالتقسيم لستة أقاليم ... لا بدائل أخري ولا اختيارات ثالثة متاحة!!
إما أن نكون دولة موحدة قوية مستقرة أو نظل صامتين تجاه حالة الغي الثوري المتواصلة من "الينايرجية" المصريين علي هدم هذه الدولة بحجة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وكل تلك الشعارات الجوفاء البلهاء التي هدمت بسببها أوطان عربية كانت قوية وآمنة.
إما أن ننحاز لجيشنا ومؤسسات الدولة أو نقف في مصاف الإرهابيين والفوضويين والمرتزقة والمخنثين سياسيا الذين طفحوا علي الساحة السياسية المصرية منذ 25 يناير ...هذه النكسة العضال التي يرغب منتفعيها وأفقيها في هدم مصر لتعيش نكستهم بكل جرائمها بحق الوطن!!
إما أن ننحاز لوسطية الدولة ونجتث جذور التطرف والإرهاب فيها لنقضي علي الفاشية الدينية أو نسلم رقابنا في هدوء لمن سيقطعها باسم الإسلام ونقبل ببيع نساءنا في الأسواق كجواري ونزف بناتنا لمهاوييس جهاد النكاح.
إما أن نعلن بلا مواربة أو تردد أننا مع الرئيس السيسي لأنه قائد معركة بقاء الدولة المصرية الآن أو نعلن أننا ضده وضد الدولة بكل تفاصيلها ...إما أن ننحاز لفكرة البناء والعمل أو نندفع خلف الهدم والتدمير والفوضى!!
مصر لم تعد تحتمل أنصاف الحلول أو أنصاف المواقف أو أنصاف الرجال...فمنذ 25 يناير ومصر في حالة حداد علي خيرة أبنائها وهدم لمؤسساتها وتدمير لماضيها وحاضرها وامتد الأمر ليطال مستقبلها تحت دعاوي وشعارات جوفاء لا تغني ولا تثمن من جوع للأمن والأمان يعيشه المصريون منذ سنوات.
هناك من يهدمون مصر بمعاول شعارات الحرية والديمقراطية والحكم الرشيد وكلها جعجة بلا طحين... فماذا سأجني إذا كنت حرا وجائعا وماذا سأستفيد بديمقراطية لم يعد هناك بلد لأمارسها فيها ..ومن قال غير أن الحكم الرشيد في معناه الحقيقي ما هو إلا دولة قوية لها مؤسسات قادرة علي حماية حدودها وأمنها الداخلي وتوفير مقومات الحياة الكريمة في ابسط صورها لمواطنيها.
يقول الله عز وجل " فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف"....الطعام والأمن وبعدهما يأتي أي شيء لذا حدثونا عن النهوض بالاقتصاد المصري من عثرته...حدثونا عن الأمن والأمان وحماية الأرض والعرض وبعد ذلك يأتي أي شيء.
هكذا قال رب العزة وانتم تصمون أذانكم وتواصلونا غيكم ...البعض باسم نكسة يناير والبعض باسم الإخوان الإرهابيين وآخرين من المخنثين سياسيا ونخبويا وإعلاميا ممن لا يتوقفون عن التنقل بين الصفوف وفقا لمصالحهم ويغيروا مواقفهم كل ساعة.
الآن وقت الحسم علي كافة المستويات ولابد أن تعلنها الدولة المصرية صريحة " مصر تحارب ومن ليس معها فهو عدوها " ...لا تحايل علي الاصطفاف خلف الدولة تحت أي مبرر ولا منطق يقبل لاستمرار جوقة المدمرين لهمم وعزائم الشعب المصري في هذه اللحظة التاريخية للدفاع عن وطنهم...سواء سياسيين أو إعلاميين أو رجال دين!!
مصر لم تعد تحتمل أي تهاون أو مهادنة من أي نوع لأي أشخاص أو مؤسسات في الدولة لا تتخذ من الحسم وسيلة للقضاء علي الإرهاب في الشوارع وحرب العصابات التي يواجهها الجيش في سيناء...التخاذل خيانة والحياد خيانة....دماء أبنائنا اغلي من حثالة نغذيها ونطعمها في السجون منذ عام وأكثر بحجة العدالة !!.. نحن جميعا مع العدالة ونساند القضاء المصري لكن القضاء الناجز العادل خيرا وأحب إلي الوطن من القضاء المتأني الذي يجعلنا مطمعا لمن في قلبه أحقادا وكراهية للوطن.
الأزهر هو الصوت المفترض لوسطية الإسلام في حرب ترفع علي الوطن باسم الدين من تجار الدين..وعندما ينخفض هذا الصوت أو يلتزم الصمت ويترك سفهاءه من بعض الطلاب أو الأساتذة يروعوننا في الشوارع ويطاردون رجال الأمن...أو لا يمنع البعض الأخر من شيوخه الذين تركوا كل الكوارث الإنسانية والسياسية التي تحدث في الوطن العربي كله باسم الإسلام ويتفرغوا لإخراج الفتاوى المثيرة للجدل ومطاردة برنامج عن الرقص فلابد أن تكون هناك وقفة ومراجعة لدور هذه المؤسسة وبلا حرج...فالحق أحق أن يتبع .
حرية الرأي والإعلام مكفولة لكن في وقت الحروب لا صوت يعلو علي صوت المعركة ولابد أن تكون هناك حالة التحام بين الصحافة والإعلام والدولة المصرية وليس حالة حرب ومعاداة للدولة ورئيسها...نعم جزء كبير من الصحافة والإعلام يحارب مصر والسيد الرئيس!!
إعلام ورائه المليارات من علامات الاستفهام عن وجوده واستمراره ومن يحميه ومن يدعمه ولماذا تصمت الدولة المصرية عليه وهي تراه يشارك في المعركة علي وجودها في فريق الأعداء...فمصر تحارب وإعلامها مهموم بمجموعة من الفوضويين الذي قرروا أن يسقطوها عن عمد كما أعلنوا بأنفسهم!!
مصر تحفر قناة سويس جديدة وبدلا من أن نتفرغ لمساندة المشروع القومي نتحدث ونركز علي مشاكل فردية استثنائية ومطالب فئوية صغيرة وننسي الحلم الأكبر ...نتكلم عن بناء دولة جديدة والإعلام ومعه الكثير من الصحف يصروا علي استبعاد المستقبل والنبش في الماضي لإثارة الفتن والقلاقل...نودع أبناءنا من رجال الجيش والشرطة يوميا وهنا من يتفرغ لمطاردتهم بالشائعات والأكاذيب!!
وهنا لا لوم علي من يقوم بذلك فالدولة المصرية هي الملومة لأنها لابد أن تظهر العين الحمرا.. و إذا كانت تعتقد أن الإعلاميين هم ضميرها فابشرها أن عددا ليس بالقليل من إعلامييها وصحفييها بلا ضمير أصلا..بعد أن تمت لهم عملية استئصال الضمير منذ سنوات ووضع بدلا منه حسابات بالملايين في البنوك...وابشرها أكثر بان نسبة نجاح العملية لمن أجريت لهم 100% أي لا أمل في إيقاظ ضمائرهم الوطنية لأنها لم تعد موجودة أصلا ...مثلهم في ذلك مثل بعض رجال الأعمال والحقوقيين ورجال المجتمع المدني وفريق النخبة المصرية الوهمية...فكل هؤلاء تمت لهم نفس الجراحة الأمريكية التركية القطرية بنجاح واستمرارهم علي الساحة بنفس القوة والنفوذ يثير الفتنة بين أبناء دولة 30 يونيه!!
لعن الله من أيقظ الفتنة....لكن هل هناك فتنة اشد علي مصر من فتنة البرلمان القادم الذي أظن- وليس كل الظن إثم- انه سيكون الباب الخلفي لتدمير الدولة المصرية إذا ما صممنا علي عقد الانتخابات في موعدها قبل نهاية العام ونحن أمام هذه التحالفات المشبوه معظمها من الأحزاب الكرتونية وأحزاب رجال الأعمال ممن قرروا شراء البرلمان بأموالهم....فهل سنترك لهم البرلمان بكل سلطاته التي كفلها له دستور 2014 لنسلمهم البلد تسليم أهالي ليعيدوا فيها مخطط التدمير الذي بدءوه في يناير 2011؟؟؟
أن الأوان للدولة المصرية أن تنتفض وتظهر العين الحمرا لأعدائها في الداخل ..آن لها أن تستعيد كامل هيبتها التي فقدتها في سنوات حكم مبارك الأخيرة أمام المعارضة والإعلاميين والحقوقيين والإرهابيين...مصر ليس لديها بطحة ..ولا تدين لأحد بأفضال أو جمائل وقائدها ليس مديونا بفواتير لأحد إلا للشعب المصري الذي فوضه علي بياض لدحر الإرهاب واستعادة الدولة المصرية واعتقد انه يكفي كل الفترة الماضية من التعامل الناعم مع أعداء هذه الدولة.