الإقليمي للدراسات: الحرب على داعش تؤدى إلى المزيد من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط

أكد المشاركون فى ندوة عقدها المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة امس حول الانعكاسات المحتملة لحرب "داعش" علي الشرق الأوسط، ان المستقبل سيشهد مزيدا من عدم الاستقرار بالمنطقة، وتحديد ما إذا كان سيهزم التنظيم أم ستستقر دولته أم سيبقي في ظل الملامح غير المحددة، التي يتسم بها المشهد حالياً, وأشاروا الى صعوبة حسم الموقف وقالوا ان استمرارية حالة عدم الاستقرار أمر مؤكد في الفترة القادمة.
وقالت الدكتورة ايمان رجب- باحث في مركز الأهرام للدراسات وخبير مشارك في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية- ان تأثير العمليات التي ينفذها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، قد يؤسس لمرحلة جديدة في مستقبل إقليم الشرق الأوسط، تختلف عن تلك التي نتجت عن الثورات العربية والتي أحدثت حينها تحولات مهمة في الإقليم، سواء من حيث تصدر قضية "التغيير" من خلال الثورة أولوية القضايا فيه، أو من حيث فرضها نمطا مختلفا من التحالفات تمثل حينها في "تحالف دول الملكيات" في مواجهة "دول الثورات".
وأشار يوسف ورداني الخبير في سياسات و برامج الشباب إلي وضع الحركات الشبابية التي برزت علي كافة المستويات ثم تراجعت الآن بشكل ملحوظ، لتظهر في صورة بعض الحركات الداعمة للنظام، ضاربا المثل بحركات تمرد ومستقبل وطن وحزب التيار الشعبي إلي جانب الأحزاب السياسية الخالية من التمثيل الشبابي. وتحدث عن وجود حالة من "الاستقرار الظاهرى" في مصر وتونس، ولكن يخفي وراءه بعداً آخر من التوتر الكامل.
وأكدت د. نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن سياسات الدول الكبري كالولايات المتحدة وروسيا تشهد تغيرات، وقالت " فى الجانب الأمريكي هناك "ارتباك" ناتج عن فشل رهانها الأساسي علي التحالف مع قوي الإسلام السياسي بالمنطقة، وما حدث بمصر في 30 يونيو عام 2013، إلي جانب موقف أردوجان الأخير من التحالف الدولي ضد "داعش", وأزمات الولايات المتحدة الداخلية الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها حاليا, فضلا عن عدم رضا دول الخليج عن سياسات الولايات المتحدة التي تري أنها تتخلي عنها بمحاولاتها للتفاوض مع إيران.
وأوضح العميد خالد عكاشة الخبير الأمني والمحاضر في أكاديمية الشرطة، أن "داعش" تمثل موجة جديدة من الإرهاب في الإقليم، وأنه قد تم التأسيس بالفعل لتلك الموجة وقد ظهرت الموجات الأربع تباعا في فترة السبعينات كموجة أولي ثم فترة الثمانينيات, وظهور منظمة القاعدة متبوعة بأبناء القاعدة، شاملة أطياف السلفية الجهادية، التي مثلت الموجة الرابعة.
وأكد عكاشة وجود سمات لتلك الموجة شواهدها وجود منظمات مقاربة لداعش مثل فجر ليبيا وأنصار الشريعة, والحوثيين باليمن, وبوكوحرام بنيجيريا حيث أن أقل مدة عاشتها احدى تلك الجماعات هي عامان علي الأقل، مما يؤكد أن هناك موجة خامسة من التطرف والإرهاب, وان كانت لا تزال في بداياتها.
وأشار احمد كامل البحيرى القائم بأعمال رئيس وحدة الدراسات الأمنية بالمركز الاقليمى إلى أن امتداد "داعش" إلي دول أخري يتوقف علي طبيعة الدول سواء هشة أم متماسكة؟ فوصول "داعش" إلي ليبيا أسهل من نجاحها فى دخول الجزائر أو مصر. وأكد أنه ليس من مصلحة الدول بالمنطقة تدمير "داعش" في سوريا لأخطار العائدين من الدول التى تضم لتلك التنظيمات، التي تشبه "القنبلة"، التي يجب أن يكون هناك استراتيجية محددة لإبطال مفعولها وليس فقط القضاء عليها كلياً.
افتتح حلقة النقاش الدكتور محمد قدرى سعيد كبير الاستشاريين بالمركز وأدارها الدكتور جمال عبد الجواد أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.