الاعلام والصحافة يدعمان الدولة والجيش..وأنا أعيط!

"طلق" الوطنية حمي و"القرن طش" وصار لزاما أن يخرج للناس مولود إعلامي وصحفي جديد أطلقوا عليه اسم دعم الدولة المصرية ومؤسساتها في حربها ضد الإرهاب الذي فوجئوا به بعد الحادث الإرهابي الأخير في سيناء والذي راح ضحيته 30 من اشرف وأنبل وأشجع أبناء الوطن ؟؟؟
بهت بعض الإعلاميين والصحفيين بعد أن اكتشفوا علي حين غرة أن مصر تحارب معركة وجودية وان الإرهاب يطاردنا في سيناء ... وهرول الجميع لإحضار" الميه السخنة" واستدعاء أم السعد "الداية " لاتمام عملية الولادة المتعثرة لحالة الوطنية التي يريدوا أن يتبنوها ....و تباروا في إصدار البيانات وعقد الاجتماعات وسخن البعض من الإعلاميين واخذ يا عيني يبكي علي الهواء حزنا علي شباب كانوا شركاء في قتلهم سواء عن جهل أو خيانة متعمدة !!!
ملحمة كوميدية ولا أروع تابعتها وأنا اعيط - علي رأي النجم عادل إمام - لان أم السعد وكل من مثل دور أم السعد بحنكة وحرفية في هذا المسلسل الهزلي كان يعلم أن الحمل كاذب ولا يوجد مولود باسم الوطنية لدي معظمهم ليخرج للدنيا لكن يوجد مصالح وأموال بالملايين بل بالمليارات تحرك الغالبية العظمي ورائها ولتذهب مصر وأولادها جميعا للجحيم فداء للحسابات الدولارية والفيلات والسيارات الفارهة التي لن توفرها لهم الوطنية اللي مبتأكلش عيش ولا بتقبض دولارات!!!!
صدرت بيانات الإدانة للحادث والشحتفة علي الضحايا وعلقت الشارات السوداء إعلانا لحداد امتد لثلاثة أيام...حداد لم يحترمه معظم من وقعوا علي هذه البيانات الواعدة بإعلام داعم للدولة ومؤسساتها في حالة الحرب التي تخوضها فسرعان ما عادت ريما لعاداتها المستديمة...عادتها الثابتة وهي العبث بأمن واستقرار مصر والوقوف عن جهل أو عمد في صفوف أعداء الوطن !!!
تبارت الكثير من الصحف والفضائيات في نقل أخبار غير موثقة عن العمليات التي يقوم بها الجيش في سيناء وتضاربت هذه الأخبار مما أصاب الناس بالارتباك رغم أن للمؤسسة العسكرية متحدث ينشر في بيانات رسمية كل ما يدور بدقة ...ينشر ما يجب أن يعرفه الشعب عن الحرب التي يخوضها جيشه ويحجب المعلومات التي يمكن أن يستفيد منها الأعداء.
المؤسسة العسكرية تريد إرباك أعدائنا في حرب المعلومات وجزء كبير من الإعلام والصحف يريد إرباك المؤسسة العسكرية والشعب المصري بالأخبار غير الموثقة التي ينشروها والقصص المهلهلة البنيان التي يحدثونا عنها ليظهروا معرفتهم بمرتكبي الحادث أو الشطحات التحليلية التي يتبنوها عن أي قرار تتخذه القوات المسلحة !!!
تحول جزء من رجال بل ونساء الصحف والفضائيات وضيوفهم لخبراء ورجال مخابرات حربية يتباروا في نشر الشائعات ويقترح بعضهم علي القادة العسكريين كيفية مواجهة الإرهاب بخطط لوذعية ليتهم ينصحوا بها الأعداء...يتجرءوا بحديث مشبوه عن تقصير وعدم كفاءة وبذلك يساهمون في إحباط معنويات المقاتلين علي الجبهة الذين يفدون الوطن بدمائهم والسفهاء منا يتطاولون عليهم !!!!
تملكت الجرأة من البعض حتى أصبح الحديث عن الجيش كالحديث الشرطة بعد نكسة يناير2011 حيث تم التدخل السافر في عملها وهيكلتها ومحاولة النيل من همم وعزائم رجالها من مجموعة من الخرفيين سياسيا وإعلاميا ومنذ فترة يتكرر الأمر علي استحياء مع الجيش فنسمع من يكرر كثيرا الحديث عن نكسة يونيه ومن يحاول أن يسفه من انتصار 1973 وقادته ...ومن يحرض أبناء سيناء لرفض التحرك قليلا داخل أراضيهم لإقامة جدار عازل بيننا وبين إرهابيي حماس ... والسؤال لماذا لا يتم منع نشر أو التعليق علي أي شيء يتعلق بالحرب علي الإرهاب إلا من خلال المؤسسة العسكرية طالما ظلت حالة الانفلات التي تصب في صالح معسكر الأعداء!!!
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ولان بعض النفوس الإعلامية والصحفية نشأت وترعرعت في مستنقع فساد أصحابها ونبتت سمعتها وشهرتها من السحت فلا يجب أن يصدق الوطن ادعاءات القائمين عليها ... فأي حرب تلك التي ستساند مصر فيها صحف "ندبات رابعة" وهي تتبني وجهة نظر الإرهابيين التي يناصرهم بالفكر والمال أصحاب هذه الصحف ؟؟؟
وأي بيانات تحريضية ضد الوطن ستتوقف عن نشرها والكثير من الكتاب أخوان الهوى أو نكسجي المصالح كل مقالاتهم وكتاباتهم تحريضية ضد وجود الدولة أصلا ....أي وطنية التي ينتظر البعض مولدها والكثير من صحف رجال أعمال نظام مبارك تصف شهداء الوطن بالقتلى وتصف مخربي الأوطان بالمناضلين ولا يشغلها إلا متابعة المخربين من المساجين المدانين بتهم ضد أمن واستقرار وطن في حالة حرب ..والاطمئنان علي تناولهم شوربة لسان العصفور !!! وكيف لا يطمئنوا علي من يصفونهم بالمناضلين!!!!
يا الله !!!! المخرب صار مناضلا والشهيد من أجل الوطن مجرد أسم وصورة ننشرها يومان ثم نلقيها في سلة النسيان لنعود ونناقش الموضوعات الأهم مثل المذيع الذي لم يخرج في موعده ...وتصريحات عواجيز نكسة يناير حول قانون التظاهر والمقالات اللوذعية التي تتحدث عن تقديم الرئيس السيسي لإقرار الذمة المالية من عدمه أو تلك التي تتحدث عن مصالحة وطنية مع الإرهابيين أومتابعة اقتراحات حمقاء من نخبة سياسية مترهلة عن تكوين جبهات ومصاطب سياسية جديدة لمناقشة كيفية مواجهة الإرهاب!!!!
مصر تحارب والإعلام ينتصر لمصالحه بدليل كم البرامج الراقصة والغنائية والغذائية التي يطارد بها مشاهديه...مصر تحارب والإعلام يتباري في أكثر من 100 قناة للأفلام لإلهاء الشعب عن معركته الحقيقية...مصر تحارب والإعلام يغرقنا بسيل من برامج العلاقات المشبوهة والمشاكل الشائكة والسحر والدجل حتى وصلنا لقصة الفتاة التي تخرج لتحدثنا عن علاقتها بوالدها!!!!
أي ولادة وأي مولود يبشرنا به البعض و بعض الإعلاميين والصحفيين لا يعرفوا معني الوطنية من الأساس تلك التي تفرض عليهم أن يقاتلوا من أجل بقاء دولتهم وانتصارها ويعلموا الناس بلا تهوين أو تهويل بالمخاطر المحيطة بها...الوطنية التي تقتضي أن تشحذ الصحف والفضائيات همم الناس وتنمي فكرة الانتماء داخلهم...الوطنية التي تفرض أن يكون دور الإعلامي والصحفي كدور المجند علي الجبهة حماية مصالح الوطن وليس مصالحه ومصالح أصحاب الصحف أو الفضائيات !!!
الإعلام ضمير الأمة وقوتها الناعمة هذا هو المفروض لكن الواقع في مصر شيء أخر ومحاولات إعادة تقويم ضمائر بعض الإعلاميين والصحفيين مضيعة للوقت فنحن لا نهدي من أحببنا أو حتى كرهنا لكن الله هو من يهدي من يشاء والي أن يهتدي الضالين من إعلاميينا وصحفيينا آن الأوان لنسف إعلامنا الخادم لأسياده فقط وصحفنا الشاربة من الأموال الحرام ونتخلص من رجال كل الأزمنة والعصور ...سيدي الرئيس لوجه الله والوطن أقولها لك خالصة قضية الإعلام ومن يديروه ومن يمولوه ومن يقف خلف هذه التمويلات قضية أمن قومي يجب حسمها سريعا.. لتعود لمصر قوتها الناعمة ويستمع الشعب لضمير أمة وطني حقيقي يقظ يسانده في معركة البقاء كدولة.