الروبوت "فيلة" يبدأ دراسة إمكانية وجود مادة عضوية على المذنب

أعلن عالم الفيزياء الفلكية فرنسيس روكار، العالم المسئول عن برنامج روزيتا في وكالة الفضاء الفرنسية، أنه بعد الهبوط الناجح للروبوت "فيلة" يوم الأربعاء الماضى على سطح المذنب "تشوريوموف - جيراسيمنكو"، بدأ بدراسة إمكانية وجود مادة عضوية عليه يمكن أن تلقي الضوء على أصل تشكل الحياة على الأرض.
وتعد هذه المهمة التي تحمل اسم "روزيتا" هى الأولى في تاريخ استكشاف الفضاء التي تنطوي على إنزال مسبار على سطح نواة مذنب.
ويحمل الروبوت "فيلة"، معدات حفر وجمع عينات لدراستها وتحليلها، في عملية شديدة التعقيد تقنيا.
ويقول فرنسيس روكار إن المذنبات أشبه ما تكون بثلاجة تحفظ في داخلها منذ 4.56 مليارات سنة المادة الأساسية التي تتكون منها الكواكب والكويكبات.
فالمذنبات أجرام قديمة جدا في النظام الشمسي الذي يقع فيه كوكبنا، أمضت الغالبية الساحقة من عمرها بعيدة عن الشمس، فلم تتعرض المواد المكونة لها لدرجات حرارة مرتفعة ولم تتغير، وتلاقي المذنبات اهتماما كبيرا من العلماء لسببين، ففي المجموعة الشمسية، تعد هذه الأجرام الأكثر غنى بالغازات المختلفة المجمدة، والمياه، وقد تكون ساهمت في نقل المياه إلى كوكب الأرض.
والسبب الثاني أن المذنبات غنية أيضا بمادة الكربون بتركيبة غير معروفة لنا حتى الآن، وهذه المواد الكربونية ذات التكوين المعقد ضرورية لنشوء الحياة.
ويشير روكار إلى ما يتداوله العلماء من إمكانية أن تكون المذنبات التي ارتطمت بكوكب الأرض جلبت معها هذه المواد وساهمت في تشكل الحياة.
فكوكب الأرض الذي تكون بعد بضع عشرات ملايين السنين من نشوء المجموعة الشمسية، ارتطم به عدد كبير جدا من الكويكبات والمذنبات على مدى 600 مليون سنة من تكونه.
ويشير روكار إلى أنه حين استقرت الأوضاع على سطح الكوكب، وأصبحت المياه عليه سائلة، باتت المذنبات تلقح المحيطات بالمواد العضوية المركبة.
ويقول: "تفاعلت المواد الآتية مع المذنبات في هذه البيئة المائية وظهر أول الأغشية ومن ثم الخلايا والحياة".
وتعزز هذه الفرضيات دراسات ومهمات فضائية سابقة، منها مهمة المسبار "ستارداست" الذي رصد في أحد المذنبات وجود مادة جليسين، وهى نوع من الأحماض الأمينية التي تعد مكونا أساسيا للبروتين.